أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - يوليو وناصر الذى لا يغيب














المزيد.....

يوليو وناصر الذى لا يغيب


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إذا كان روزفلت وتشرشل وستالين هم أبطال الحرب العالمية الثانية الذين فرضوا بعد ذلك سياساتهم على العالم، وإذا كان ريجان وتاتشر وجورباتشوف هم من حددوا شكل النظام العالمى حتى يومنا هذا، فإن جمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو وجواهر لال نهرو زعماء فرضوا وجودهم باعتبارهم رموزاً معبرة عن روح العالم الثالث ونزعته نحو التحرر والاستقلال". بمثل هذا تحدث الأكاديمى والمفكر السعودى د. تركى الحمد فى كتابه "ويبقى التاريخ مفتوحاً: أبرز عشرين شخصية سياسية فى القرن العشرين". ورغم عشرات الكتب الغربية ومئاتها العربية التى مجدت عبد الناصر، فقد آثرت الاستشهاد بتركى الحمد لأنه جاء من دولة عداؤها لناصر تاريخى وأبدى. وفى استفتاء النيوزويك عن شخصية القرن العشرين انحسرت المنافسة بين جمال عبدالناصر ونيلسون مانديلا الذى طالب بكل قوة أن تذهب المقارنة لصالح عبد الناصر وقال قولته الشهيرة "لقد ناضلت من أجل تحرير بلادى، لكن ناصر ناضل من أجل تحرير العالم الثالث كله". قضى"مانديلا"، في مصر فترة طويلة في الستينيات حيث جاء مشياً على الأقدام لمدة شهرين لأنه كان مطارداً وعلى قوائم الترقب فى المطارات حتى وصل السودان، ومنها ركب الطائرة بترتيب من ناصر ومحمد فايق. كانت إقامته فى الجمعية الإفريقية "المقر المصرى التاريخى" لحركات التحرر الوطنى فى 5 ش أحمد حشمت بالزمالك، والتقاه جمال عبد الناصر وصرح له بفتح مقر فى الجمعية لحزبه "المؤتمر" لتحرير جنوب إفريقيا. وأسألوا فى ذلك السفراء محمد فايق وسيد أبوزيد عمر وأحمد حجاج وكذا د. محمد عبداللاه الذين عاصروا هذه الأحداث وسمعت منهم رواياتها.
قضى "مانديلا" 27 عاما في سجون جنوب إفريقيا بتهمة إثارة العنف والتآمر مع دول أجنبية، وبعد الإفراج عنه في عام 1991، قرر أن تكون مصر أول بلد يزورها، واستقبلته مصر رمزاً للنضال من أجل الحرية، وازدحمت الشوارع بمؤيديه المصريين والأفارقة، وبسبب الزحام الشديد فقد "مانديلا" حذائه حيث كانت المفارقة كأنما الظروف شاءت ألا يطأ حذاء المناضل تراب الوطن الذى أنجب ناصر وحرر أفريقيا.
من شهادته حول 23 يوليو وناصر، أنه بينما كان يرزح فى سجنه كان دائما ما يشب على قدميه للتريض كل صباح ويضيف ضاحكاً لكأنما كنت أشب ليرانى ناصر ويأتى لتحريرى ورفاقى. وبالفعل فلم يغب ذلك عن ذهن عبد الناصر وقاد حملة دولية كبرى فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمر الأفروأسيوى ومؤتمر دول عدم الانحياز لمحاصرة ومقاطعة ما أسماه "نظام بريتوريا العنصرى" فى كيب تاون حتى نالت جنوب إفريقيا استقلالها الذى لم يقدر لناصر أن يراه ويعايشه.
هذا هو جمال عبد الناصر الذى أنهى مستقبل أنتونى إيدن وحزب المحافظين البريطانى وأجبره على الاستقالة جراء العدوان الثلاثى فى 1956 واعتزال السياسة، وتسبب فى تقويض النفوذ البريطانى فى الشرق الأوسط والعالم كله، وصدق ناصر حين قال عام 1962 فى العيد العاشر للثورة التى لايزال بعض الأنطاع يسمونها حركة الضباط:"إن هذا الجيل جاء فى موعده مع القدر، لقد كان 23 يوليو سنة 52 بدء تاريخ جديد لهذه الامة الثائرة المناضلة، نجحنا فى القضاء على الاستعمار وأعوان الاستعمار، وأثبت هذا الشعب إنه يستطيع أن يهزم قوى الطغيان ويستطيع أن يحول دول كبرى الى دول من الدرجة التانية ودول من الدرجة التالتة". وبعدها يأتى من يهرف بجهل وتغاب أن ناصر هزم فى 56, وأنه أضاع أموالنا فى حرب اليمن وهو كلام غير صحيح وارجعوا لما كتبه د. عاصم الدسوقى ود. إسماعيل صبرى عبدالله عن التخطيط المركزى والخطط الخمسية وكيف حققت نمواً وصل إلى 6,8% رغم حربى اليمن و67.
هذا هو جمال عبدالناصر الذى يحمله البعض خطايا الأنظمة اللاحقة بدعوى أنها نظام يوليو، ويوليو براء مما فعلوه به وبها، إنهم أنظمة الإنقلاب على يوليو بدءاً بأنور السادات الذى سار على طريق ناصر، ولكن "بأستيكة"، وتلاه مبارك فى نهجه، واعتمدا التوجه نحو رهن القرار المصرى فى يدى أمريكا التى قالوا إنها تملك 99% من أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط، واعتمدا السلام الدافئ مع اسرائيل بينما ناصر شكل عظمة صلبة فى حلق السياسات الامبريالية والمخططات الصهيوأمريكية. كان ناصر يعمل على التحول الاشتراكى، كفاية الانتاج وعدالة التوزيع وكرست سياساته للعدالة الاجتماعية وحماية الفقراء والمساواة وتكافؤ الفرص والملكية العامة لوسائل الانتاج واستقلال القرار الوطنى، وجاءوا بعده ليفسخوا ذلك العقد الاجتماعى وينهوا آخر معاقل المقاومة لصالح أمريكا وإسرائيل، ثم يجئ الليكوديون الجدد وسواقط القيد السياسى ليلمزوا فى الرجل ويحاولون اغتياله رغم أنه رحل منذ نصف قرن. لكنه ناصر الذى لايغيب.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال الاقتصادى للدول
- الكوربوقراط يهددون العالم
- قديس فى الحانة .. لص فى المسجد
- الأحزاب والرشادة السياسية
- الليكود الجديد فى مصر والوقوف فوق سن إبرة
- جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة
- ترامب والقدس: سانتاكلوز جاء مبكراً
- سيرك تحت وهج الشمس
- يوسف زيدان: إنها خديعته وليس ضميره
- أفقٌ فى وجه العاصفة
- يوسف زيدان: ماذا يريد ذلك الكاتب اللجوج؟
- لا تضعوها فى حظيرة الدجاج
- لمن قربانك اليوم يا سيد عمرو؟!
- جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته
- فنجان قهوة على الحائط
- داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
- بين روما ومونبلييه: رحلة في الفكر والتاريخ
- كن رجلاً ولا تتبع خطواتى


المزيد.....




- واشنطن تتحرّك: طلب أميركي مفاجئ لإسرائيل بشأن سلاح حزب الله ...
- ترامب يحتفل بـ-نصر كامل- بعد إلغاء محكمة أميركية غرامة باهظة ...
- الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أوامر للمستشفيات بنقل المرضى من شم ...
- ترامب: سأخرج مع الجيش والشرطة في دوريات بواشنطن
- الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
- -إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام ...
- مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع ...
- تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل
- الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أورو ...
- إقليم بافاريا.. التجديف والكاياك مغامرة شبابية لا تنسى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - يوليو وناصر الذى لا يغيب