أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نجيب عازوري ويقظة الأمة العربية














المزيد.....

نجيب عازوري ويقظة الأمة العربية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يلتقط المفكر العربي نجيب عازوري لحظة تاريخية مرّ بها العرب تتزامن تاريخياً مع مشروع كان قد طرحه قوم آخرون هم اليهود، وكان ذلك في المرحلة الأولى من القرن العشرين. وقد أرّخ لهذا الحدث ذاك المفكر نجيب عازوري اللبناني السوري. وكان ذلك قد ظهر في كتاب لهذا المفكر الأخير بعنوان ينطلق من الحركة العربية الناهضة في حينه عام 1905، نعني كتاب «يقظة الأمة العربية» (صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، دون تاريخ النشر)، وقد جاء ذلك متزامناً، كما قال العازوري مع تلك اليقظة العربية: «إن ظاهرتين هامتين، متشابهتي الطبيعة، بيد أنهما متعارضتان، لم تجذبا انتباه أحد حتى الآن، تتضحان في هذه الآونة في تركيا الآسيوية، أعني يقظة الأمة العربية، وجهود اليهود الخفي لإعادة تكوين مملكة إسرائيل القديمة على نطاق واسع، ومصير هاتين الحركتين هو أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى. وبالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين هذين الفريقين، اللذين يمثلان مبدأين متضاربين، يتعلق مصير العالم بأجمعه". والطريف الملفت أن تيودور هرتزل كتب، وكأنه رد على عازوري، وموجهاً كلامه لوزير خارجية بريطانيا الذي أعلن في حينه قائلاً: في لحظة تستطيع بريطانيا أن تعتمد على عشرة ملايين يهودي مخلصين لها في جميع أنحاء العالم. وسيكون لبريطانيا عشرة ملايين عميل من أجل عظمتها وسيطرتها، وهذا الولاء لابد أن يكون على الصعيدين السياسي والاقتصادي: الدولة الصهيونية، لندن، المكتب المركزي للتنظيم الصهيوني.
تلك عناصر تضعنا أمام حيثيات أُريد لها أن تكون مكونات «الدولة الجديدة»، دولة «الثأر» اليهودي الصهيوني في فلسطين، والملاحظة المهمة تأتي من أن ذلك الجهد المبذول على «طريق تأسيس الدولة الجديدة الملفّفة ثم بمساعدة بريطانيا العظمى»، القادرة على توظيف «عشرة ملايين عميل» تعمل في خدمتها. والأمر الملفت يقوم على خدمة بريطانيا للوصول إلى «دولة» لا تملك شرعيتها التاريخية، وبالمقابل تسعى إلى تقويض الدولة الشرعية الفلسطينية، أما من طرف آخر، فحتى هذه الدولة اللاشرعية، التي تسعى إلى إلباسها شرعية زائفة، تعمل على جعلها الدولة الوحيدة الشرعية، في مقابل التنكر «للدولة» ومن ثم حتى الإقرار بدولتين اثنتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب الفلسطينيين لا تقرب بهما إسرائيل، من موقع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المتفق عليها كوريثة لليهود القدماء وفي هذه ما يبقى من مناطق أخرى تُلحق بإسرائيل. والطرافة الاستفزازية أن الأميركيين برئاسة ترامب وافقوا مع الإسرائيليين على نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ومعروف أن تل أبيب عاصمة إسرائيل المزعومة قامت على أنقاض يافا وغيرها من أرض فلسطين، إضافة إلى ذلك جرت محاولة تحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي. ومن الطرائف المقيتة أن اسحاق رابين تمنى أن يستيقظ من النوم ليرى القدس غائبة.
لقد مرّ سبعون عاماً على النكبة الفلسطينية، لنرى أن الشعب الفلسطيني ما يزال يقدم قرابين الشهداء في سبيل استعادة بلده فلسطين، نعم بعد هذا العمر الملطّخ بالعار والظلم، ما زال العقل الإسرائيلي الصهيوني الفاشي، معبأ بالحقد الأسود على الشعب الفلسطيني، بدرجة لا يزال يفكر تجاه هذا الشعب المفعم فيها بقتله قنصاً، وهذا ما سمعناه في وسائل الإعلام، التي تبث خبراً في شهر مايو المنصرم، مفاده أن أحد أعضاء الكنيست صرح ما يلي: «عندنا رصاص كاف لقتل الفلسطينيين» هذا القول ليس تصريحاً فحسب لأحد أعضاء الكنيست، وإنما هو استراتيجية إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني.
لقد انقضى ما يقترب من اثني عشر عقداً على صدور كتاب المفكر القومي نجيب عازوري، هذا الكتاب التي فتح على الباحثين المؤرخين العرب وعلى الشعوب العربية عموماً، باباً لم يفتحه إلا قلائل من الباحثين المؤرخين العرب، ومن ضمنهم الباحثون ومراكز الدراسات في الوطن العربي، ومن ثم فإن الشأن الفلسطيني كان وما زال يطرح نفسه على من يملك علماً وكرامة من العرب جميعاً. ولنقل إن ذلك الواجب الهائل الأهمية يُمثل أمام أهل الشأن بالتاريخ العربي عموماً، وأمام المؤرخين ذوي الاختصاصات المعنية خصوصاً، ففلسطين تبرز الآن مطالبة إياهم بالدفاع عن كرامتهم القومية والوطنية بدلاً من حروب عشوائية داخل هذا القطر العربي أو ذاك!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة: تطور أم تفكيك؟
- اللغة وتسليع العالم
- العالم العربي وخطر التشيع
- عبدالناصر وورقة التعددية
- المعادلة الاستشراقية قلباً وعقلاً
- معادلة الشرق والغرب
- مواجهة جديدة بأساليب قديمة
- القانون العصيُّ للنهوض
- الإسلام وتاريخ أوروبا
- سوريا عصية على التقسيم
- أوهام الاستعمار والصهيونية
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نجيب عازوري ويقظة الأمة العربية