|
سكن المقابر يتسع الى اماكن اخرى
صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 15:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سكن المقابر يتسع الى اماكن اخرى صافي الياسري لم يعد الكلام عن سكان المقابر في هوامش المدن الايرانية مثيرا للعجب والاستغراب ،وبخاصة بعد اتساعه ليشمل مكانات لا تقل حقارة ورداءة وبؤسا عن المقابر ،فالمبين في صناديق الكارتون الذي شمل الاطفال المشردين والنساء العرابات من عوائلهن والرجال المرضى الذين تخلى عنهم ذووهم وجدوا سقوف الاسواق ملاذا الى جانب الحيطان والقنوات في مراكزالمدن هديتين من قبل النظام الإيراني ، وحيث تتحرك مافيات وعصابات الاتجار بالبشر لتختطف هؤلاء المشردين الى عيادات سرية خاصة وتنتزع اعضاءهم كقطع غيار تباع لمن يطلبها . حيث أصبحت الكوارث الاجتماعية الناجمة عن الفقرالمتزايد للمواطنين الإيرانيين أكثريوما بعد يوم وأخذت أشكالا جديدة عليها نتيجة حكم النظام الإيراني النهاب ويأتي ذلك في وقت يستنزف النظام مليارات من الدولارات من أموال الشعب الإيراني لقتل وإبادة المواطنين في سورياوالعراق واليمن ولبنان حتى يتمكن النظام من البقاء على قيد الحياة. انظروا إلى المقطعين التاليين بهذا الشأن: نشاهد في الفيديو الأول الذي بثته المقاومة الايرانيه، مشهدا لعيش أشخاص محرومين ممن لجأوا للنوم في القناة وسط إحدى المناطق الحضرية بمدينة بندرعباس التي تعرف بالعاصمة الاقتصادية في إيران. هؤلاء الناس الذين يسعون إلى إيجاد وسيلة لتوفير المأوى الخاص بهم لشدة الفقروانعدام الملجأ والبطالة لا يجدون مكان آخر دون تكاليف إلا القنوات والمجاري والمبازل بالنسبة لهم. إنهم أقاموا منازلهم الخاصة بوجود سجادة مهترية وعدد من المواد الأخرى وقطعة من القماش الممزق كمظلة. ولكن الفيديو الثاني هو المشهد المؤلم للعائلة الفقيرة التي حوّلت جانبا من الحائط للمبنى المنهارقليلا إلى «بيت» بربط قطعة قماش وقطعة من الورق المقوى أو الخشب للعيش فيه من شدة الفقر والبؤس.
وفي حوار مع تلفزيون النظام وفي کذبة سافرة ادعی علي ربيعي وزير العمل في حکومة الملا حسن روحاني أن عدد النائمين في القبور في نصير آباد کان يتراوح بين 5 و 8 أشخاص. وصفهم بمدمنين متجاهرين لجآوا الی القبور. وأکد أن الصور التي بثتها وسائل الاعلام الخبرية والاجتماعية عن النائمين في القبور بنصير آباد لا تبين هذه الأزمة المدهشة وقال «لا يمکن من خلال مشاهدة الصور في هذا المجال أن يتم حل و تفسير هذا الأمر». علي ربيعي أي ذلک الرجل المعروف ب «عباد» مساعد المخابرات سيئة الصيت طلع في حلية عالِم في الاجتماع والنفس! وعزا سبب النوم في القبور لبعض المواطنين المنکوبين بالفقر ليس الی الفساد الممنهج ونهب الشعب الايراني من قبل نظام الملالي ومن قبل زمرته، وليس الی ما تسبب هذا الحکم البغيض في دفع هؤلاء البؤساء والمشردين الی العيش تحت خط الفقر المطلق ولا.. بل عزا الی ما وصفه بـ «مع الأسف ساد في المجتمع نوع من الفردية وأصبح الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع قليلا»! وکان خميني الدجال وهؤلاء کلهم تلاميذه يقول خلال 1979 الی 1981 أن مجاهدي خلق هم أنفسهم يعذبون آعضاءهم وأنصارهم! وأن البلطجيين وأصحاب الهراوات بينهم ربيعي هم أبرياء! ربيعي وخوفا من انعکاس أزمة النوم في القبور في وسائل الاعلام والغضب الشعبي تجاهه أنکر في مقال نشرته صحيفة «شهروند» الحکومية مأساة وأزمة النوم في القبور من الأساس. ان ما استنبطه ربيعي بشکل وقح من لقائه بالنائمين في القبور في نصير آباد هو «انهم لم يلجأوا الی القبور من شدة الفقر»! انه يری المجتمع مقصرا في هذه الأزمة کون الفردية هي السبب لتشريد هؤلاء الذين هم أنفسهم «ضحايا أعمالهم في مجتمع ترکهم». هذا الرجل الذي ينفي بهذه الدرجة من الوقاحة دور نظام الملالي وحکومة الملا حسن روحاني في ايجاد هکذا أزمة اجتماعية، هو ذلک الرجل قاسي القلب الذي يتحدث مهدي خزئلي أحد العناصر المتساقطة للنظام عنه ويقول في عام 1981 في تبريز هؤلاء يعتقلون 20 من أعضاء احدی المجموعات السياسية ويرسلونهم بالتوابيت من طريق آستارا الی جيلان وعندما يفتحون التوابيت في المقصد فيجدونهم متوفين بسبب الخنق. السؤال المطروح هو لماذا يصر وزير العمل للنظام علی رفض أزمة النوم في القبور ويقلل عددهم الی 5-8 أشخاص؟ لماذا يلقي اللوم علی المجتمع والعائلة ويريد أن ينکر دور نظام الملالي في ايجاد هکذا أزمة؟ الواقع أن هذا المعذب والعنصر المخابراتي يعرف جيدا أن أزمة اجتماعية مثل النوم في القبور عندما تتحول الی موضوع سياسي بين الناس، قد يضر بنظام ولاية الفقيه. ولهذا السبب فان المستجوب والمخابراتي السابق يحاول يائسا أن يلقي اللوم علی العالم في قضية النوم في القبور وحتی يحتج بحجج مضحکة بعلم الاجتماع والنفس لکي يفلت النظام وحکومة روحاني المعادية للشعب من المحاسبة. غافلا عن أن المواطنين يدرکون بأن النظام الفاسد هو المسبب لکل هذه الويلات والمآسي للشعب الايراني. :
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنبر الاعلامي الايراني ببيروت
-
على خلفية اطلاق تنفيذ عقوبات اب الاميركيه ايران ومناورات اغل
...
-
الطفل الايراني مجمع قطع غيار وكل شيء قابل للبيع
-
استنفاد 85% من المياه الجوفية والسبب سوء الادارة
-
على خلفية الاحداث الدموية لعصابة قيس الخزعلي حكاية الدجيل
-
هل عرض ترامب فعلا لقاء المسؤولين الايرانيين دون شروط ؟؟
-
حديث اليوم وكل يوم – انهيار الريال الايراني الجذر والاغصان
-
بعض من خفايا انهيار الريال الايراني
-
عمال ايران في قاع القدرة الشرائية
-
بانوراما ايرانيه تقرير شامل – انهيار العملة الايرانية ودفن ا
...
-
الصحفي العراقي بين كسر القلم وكم الفم وقطع الرزق
-
التومان بلا قيمة سعريه الريال الايراني يفقد 120% من قيمته
-
سكان العشوائيات في ايران 19 مليون نسمة
-
ماذا يعني الافراج عن كروبي وجماعته ؟؟ ولماذا الان ؟؟
-
ايران تخفض اجر العامل اليومي الى اقل من 140 دولار ** العمل و
...
-
ايران ورعاية الارهاب العالمي – اعترافات المعنيين
-
الاستراتيجية الاميركية الجديدة تجاه ايران
-
خلية انتويرب البلجيكة - الايرانية الارهابية النائمة والاعلام
-
سر كوارث اوباما – البحث عن انجاز شخصي
-
العراق الى اين ؟؟
المزيد.....
-
تامر حسني يعلن موعد طرح فيلمه الجديد -ريستارت-
-
إيران ترد على تقارير حول سقوط عدد من ضباطها بقبضة إسرائيل في
...
-
العراق.. 80 عاما على العلاقات مع روسيا
-
إسرائيل تواصل الاقتحام والتجريف بالضفة
-
-الدوما- السماح بضرب أراضي روسيا تهديد حقيقي بحرب عالمية
-
أكثر من 10 إصابات بانفجار سيارة بمدينة الرملة غربي القدس وال
...
-
-لوموند-: الغرب يؤخر السماح بضرب العمق الروسي بأسلحته بسبب أ
...
-
ماسك يحذر واشنطن من حرب عالمية ثالثة إذا سمحت بضرب عمق روسيا
...
-
فرنسا..غرامة قدرها 13.5 ألف يورو ضد امرأتين زعمتا أن زوجة ما
...
-
مصر.. استنفار لتأمين احتياجات قطاع الكهرباء لتجنب عودة الانق
...
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|