أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد صبري ابو ربيع - ذات الضفائر














المزيد.....

ذات الضفائر


عبد صبري ابو ربيع

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 12:34
المحور: الادب والفن
    


انطلقت من بيتهم الصفيحي الى الشارع كانت همتها قوية وهي في سيرها فكرت كثيراً كيف تمد يدها الى الناس وماذا سوف تقول لهم :
- أعطوني رغيف خبز ... لا .. لا .. أعطوني ربع دينار ، ربما هذا أحسن مطلب سوف يوفر لنا الكثير من الطعام . ان أخوتي جياع وإن والدي عليل لا يقدر على كسب قوته ونحن من المنسيين .
عندما خرجت من البيت كان والدها يغط في نوم عميق وهو مصاب بعاهة أرهقته أخيراً ولم تترك له فرصة للعمل من أجل كسب القوت اليومي في ساحة الطيران الملغومة دائماً بالمتفجرات . تركت والدتها تنظف ما وقع بين يديها من الأواني المعدنية ذات الوجوه المسودة بسبب استعمالها الكثير على النار .. أخوتها الصغار كانوا يتقافزون كالضفادع خارج البيت الصفيحي المنفرد . فكرت كثيراً بهم ماذا سوف أفعل يا ترى ؟ هل الناس سوف يرحمون بحالتي .
كانت ضفائرها تمتد فوق كتفها لها لون غروبي غامق . نظرت وجدت أن العيون تكاد تأكلها ، أنكمشت صاح بها أحد المتطفلين :
- تركب ؟
نظرت اليه والخفر يملأ وجهها .. انسحبت الى الخلف ثم رأت امرأة كبيرة السن تناولها ألف دينار فرحت بهذا المبلغ وقالت :
- لابد أن هناك من يعرف حالتي وسيساعدني .
استمرت في عملها وهي تتوسط الشارع وتمد يدها الى العربات الفارهة لعلها تجد من ينادي عليها ويلوح لها بمبلغ من المال ينعش جيبها . وكان الوقت يمر بسرعة فائقة وابتدأ المساء ثقيلاً وهو يسرع نحو الظلام أحست بأن أقدامها تعبت من كثرة الوقوف وان يدها يكاد يصيبها الخدر حتى أحست بأمرأة حسناء تقف بجانبها وهي تمسد على ضفائرها الجميلة وتقبل خدها حتى انكمشت على نفسها وصارت أشبه بكرة من الصوف . لملمت نفسها وتطلعت اليها بعينين ذاهلتين ثم أمسكت بيدها وهي تقول لها
- تعالي معي سوف اعطيكِ مبلغاً من المال .. ألا تحبين مثل هذه الورقة الحمراء أصعدي الى العجلة .
ودون ان تدري ماذا تفعل اي شيء يرد لها تفكيرها وصوابها مع انها رأت نفسها وسط السارة التي انطلقت بها نحو المجهول والورقة الحمراء تنظر اليها وهي وسط ثوبها المزكرش قالت لها :
- أنا أريد ان اذهب الى البيت .
ردت عليها بأبتسامة عريضة :
- سوف تذهبين الى بيتكم .. اصبري حتى تأكلين وسوف تجدين كل شيء جميل مثل جمال عينيكِ .
كل شيء كان يجري بسرعة ، أدخلتها المرأة الحسناء الى الحمام وألبستها أجمل ما عندها من الثياب التي كانت معدة مسبقاً لهذه الحالة . لقد ناولتها كأساً من العصير ولشدة عطشها شربته بسرعة ثم تركتها المرأة الحسناء في غرفة فارهة حتى شعرت أن النعاس يدب الى عينيها بشكل مريب ثم رأت شاباً وعلى صدره قطعة من الذهب الخالص يتمدد بجنبها وهي لا تحرك ساكناً .. ماذا أعطتها هذه المرأة الحسناء ؟
وكانت نظر بكلتا عينيها وذلك الشاب يتلاعب بتاجها الصغير وكل اعضائها الحساسة ونهودها التي أينعت حديثاً ثم ابتدأت بالصراخ وكان يضمها بقسوة . فرت من بين يديه الى الصالة والدماء بين فخذيها وعلى ساقيها ودمعة كبيرة على خدها المعجوني صاحت على المرأة الحسناء :
- هذا جرحني .
ولم تلتفت لكلامها وناولتها حفنة من الدنانير الحمر ثم أطلقتها من باب البيت رأت نفسها تتسكع في الشوارع وبصعوبة تمكنت من الوصول الى بيتهم الصفيحي وقد استقبلتاه أمها بالقبلات .
- يمه .. يمه هذه فلوس هواية هيج الناس بكلبهم رحمة !
كان الصمت يلف ذات الضفائر الجميلة وراحت تدس رأسها على وسادة بالية بينما نهض الجميع وهم يتمعنون بهذه الأوراق الحمراء وعيونهم على ذات الضفائر التي راحت في نوم عميق ولم يراها الشارع بعد ذلك .



#عبد_صبري_ابو_ربيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمر
- عتاب
- ياهو اليطفي النار
- أفواه الطريق
- ذات القبعه
- أأنتم بشر ؟
- قمرٌ يبكي
- حديقة الورد كويكنهوف الهولندية
- يا أعذب قُبلة
- قمر البراري
- جنون الهوى
- الشوك الدامي
- دموعٌ وأوجاع
- يا كل الذكريات
- صدقيني
- يا سِرَ الكون
- أنتخب .. من أنتخب ؟
- لأجلك يا وطني
- يا طارق القلب
- الحزن يكحل العيون


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد صبري ابو ربيع - ذات الضفائر