أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - من هم الرعاع حقاً ؟














المزيد.....

من هم الرعاع حقاً ؟


قصي الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتف الحكومات المتعاقبة في العراق - مع الاختلافات الشكلية في انظمتها - بتجويع وترهيب شعبها وتحويل حياته الى مسلسل يومي من الدراما المأساوية، بل تعمد الى مجابهته بالعنف والقمع كلما نفذ صبره ورفع صوته محتجاً، كما أنها لا تتورع عن رشقه بشتى النعوت المهينة واصفة اياه بالرعاع و الغوغاء والحثالة.

كان صدام يداهن فقراء شعبه فيسبغ عليهم صفة الابطال والشهداء وهم يحترقون في جحيم حروب المجنونة، فما ان ثاروا على وحشية نظامه حتى انطلق زعيق اعلامه ليصمهم بالخيانة و ينعتهم بحثاله من الرعاع والغوغاء، واليوم يعود التأريخ ليستنسخ نفسه هازلا، فهاهم فقراء شعبنا يواجهون الارهاب ويسقط منهم آلاف الشهداء وبطونهم خاوية، وما إن رفعوا أصواتهم احتجاجاً على خواء أمعائهم وتكرش بطون الفاسدين بثروات بلادهم، حتى سارع قادة الاحزاب الحاكمة الى وصمهم بالخيانة وعادت مفردات الرعاع والمخربين الى قاموس خطابهم السياسي باستعلاء مقرف. فمن هم الرعاع حقاً؟ وكيف تماهى خطاب دعاة الديمقراطية مع الموروث القيمي للنظام الصدامي وقد كانوا بعض ضحاياه بالأمس؟.
لنعد الى خطاب الأحزاب الحاكمة - والذي تناغمت معه فئة من المثقفين - و لنجرده من مبالغاتها و أكاذيبها، لتعود النقاط الى حروفها.

اولا: تصف الاحزاب الحاكمة المحتجين بالرعاع لقيام اقلية منهم بالاضرار بمباني مؤسسات ومرافق الدولة و هي أعمال غير مقبولة طبعاً، إلا أن السؤال الأهم ألم تعبث تلك الاحزاب ولعقد ونصف بمؤسسات ومرافق الدولة حتى جعلت منها مرتعاً للنهب والتخريب والمحسوبية والرشاوى؟ ألا يحق لنا القول اذن - وفق تعريفهم - بانهم هم الرعاع على اعتبار ان تخريبهم لمؤسسات الدولة أكبر بما لا يقاس مع كسر زجاجة في مطار النجف أو تحطيم أثاث في دائرة او حرق مقر حزب مليشياوي؟.

ثانياً: واجهت الدولة الحراكات السلمية منذ 2011 بالقمع والوعود الكاذبة وتجاهل المطالبة المستمرة بالاصلاح، على طريقة ( إهتف بما تشاء ونحن نفعل ما نشاء)، ألا يبدد هذا النهج الاستعلائي ما بقي من حكمة الصبر فيقود البعض الى ارتكاب بعض التجاوزات مدفوعين بغضب لم يعد بالامكان التحكم فيه؟.

ثالثاً: حتى الدول المتقدمة والتي قطعت شوطاً طويلا من الديمقراطية وحكم القانون، لم تكن حراكاتها الشعبية بلا أحداث شغب من قبل أقليات غاضبة، ففي فرنسا يندر ان تنتهي مظاهرة دون حرق سيارات وقطع طرق، وفي لوس أنجلس عام 1992 م أحرقت 3000 بناية و جرى تدمير ما يعادل مليار دولار من المحلات التجارية في حركة الاحتجاج ضد إستخدام الشرطة للقوة المفرطة، وفي يوم تنصيب ترامب خرجت تظاهرة حاشدة في واشنطن العاصمة للتعبير عن رفضها لرئاسته، فانحرفت مجموعة غاضبة عن سلمية التظاهرة لتقوم بتدمير المحلات التجارية بالحجارة والعصي. هناك ما لا يحصى من مثل تلك الاحداث في جميع بلدان العالم وهذا يفند ما يردده البعض بان تلك التجاوزات تعود الى انعدام ثقافة التظاهر فقط، فالامر مرتبط بالدرجة الاولى بسايكولوجيا الانسان وعدم امكانية التكهن بافعال الحشود الغاضبة خاصة مع انحسار الأمل. نسوق تلك الامثلة لنتسائل لماذا يتعين على العراقي وحده أن يكون ملاكاً؟.

رابعاً: تكرر الحديث عن مندسين وخطط مشبوهة، وغالباً ما يلقى اللوم في هذا الشأن على المحتجين، فاذا ما أهملنا المبالغات المقصودة من قبل الحكومة وأحزابها والتي يراد بها شيطنة الحراك واظهار الحكومة بصورة الضحية ، فمن المعروف أن مسؤولية الحكومة في هذه الحالة تكمن في توظيف أجهزتها الأمنية والاستخباراتية والقضائية لرصد المندسين واجراء تحقيقات نزيهة لمعرفة خططهم و نواياهم والجهات الداعمة لهم، أهى الاحزاب الفاسدة ذاتها أم شراذم صدامية أم استخبارات دول معادية، وعلى الحكومة التعاون مع الناشطين في الحراك لتأمين خلو التظاهرات ممن يتعمدون التصعيد والتحريض على التخريب، إلا أن الحكومة تشن بدلاً من ذلك حملة اعتقالات في صفوف الناشطين وتترك المندسين لحرف الحراك عن مساره السلمي، مما يرسم علامة استفهام كبيره. الحديث عن المندسين يقودنا الى مسؤولية الصحافة وضرورة نشوء صحافة استقصائية نشطة. لقد كانت الصحافة في زمن الدكتاتورية تعبر عن سياسة وصوت رجل واحد، وها نحن بعد عقد ونصف من سقوط الدكتاتور ومازالت الحقيقة هي الضحية الاولى في أجواء فوضى السياسة و الاعلام. و أخيراً هناك مسؤولية وطنية واخلاقية تقع على عاتق اللجان التنسيقية للحراك المدني لاخذ زمام المبادرة وتحويل الاحتجاجات العفوية الى حراك منظم يكون لها شرف قيادته وتوجيهه ضمن المسارات التي تؤمن سلمية التظاهر، و توحيد شعاراته والاصرار على الاصلاح الشامل، وعزل العناصر المثيرة للشكوك في ممارساتها التخريبية، وفضح الجهات التي تنتمي اليها.



#قصي_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية في غرفة الانعاش
- سائرون. . .هل من آفاق للتغيير؟
- موحدون تحت مظلة الخوف
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟ الجزء الثالث
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟ الجزء الثاني
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟
- رسل -التنوير-العدمي
- أساطير الليبرالية الجديدة الحلقة 2
- أساطير اللبراليه الجديدة
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الرابع
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الثالث
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الثاني
- طيف ماركس الذي لا يختفي
- العولمة إلى أين؟
- من انتخب ترامب ولماذا؟
- الجالية العراقية والثورة السياسية في أميركا
- الملحدون الجدد والدارونية الاجتماعية الحلقة الثانية
- للالحاد مدينته الفاضلة -الحلقة الاولى
- الديمقراطية وسلطة المال عبر التأريخ - الحلقة الأخيرة
- الديمقراطية وسلطة المال عبر التأريخ - الحلقة الخامسة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - من هم الرعاع حقاً ؟