أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق المهدوي - براغيت وسط البلد














المزيد.....

براغيت وسط البلد


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما البراغيت فهو اسم الجمع لحشرة البرغوث باللهجة العامية المصرية وأما وسط البلد فهو اسم مكان يتوسط العاصمة المصرية ويسمى رسمياً بالقاهرة الخديوية نسبةً إلى الخديوي إسماعيل، الذي كان قد كلف المهندسين المعماريين الفرنسيين هاوسمان وإيفيل بتشييده على الطراز الباريسي خلال ستينيات القرن التاسع عشر فوق مساحة أصبحت الآن مع امتداداتها تقارب السبعمائة فدان، كان يتوسطها آنذاك ميدان عابدين ثم أصبح يتوسطها الآن ميدان التحرير المحاط بشبه دائرة ممتدة بين ميادين العتبة والقصر العيني والزمالك ورمسيس، ومنذ نشأتها أخذ التكوين الاجتماعي لمنطقة وسط البلد نفس الطابع السكندري الكوزموبوليتاني، حيث كانت محل السكن المفضل للأجانب المقيمين في مصر والمصريين من أبناء الجاليات الأجنبية والمصريين من ذوي الأصول الأجنبية مع أعضاء النخب المصرية المختلفة، وهؤلاء جميعاً أقاموا كافة أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية الخاصة هناك جنباً إلى جنب مع كل الوزارات والمؤسسات والمصالح العامة التي أقامتها الحكومات المصرية المتعاقبة أيضاً هناك، لتصبح منطقة وسط البلد جاذبة لجميع القطاعات الجماهيرية الوافدة من كافة المجتمعات المدنية والريفية المصرية في كل معاملاتها اليومية الاضطرارية والاختيارية، ومع التقاء هؤلاء بأولئك يومياً أصبحت منطقة وسط البلد هي دون منازع القلب السياسي النابض لعموم مصر الحديثة والمعاصرة، فيما ترجمه المصريون الغاضبون عشرات المرات ابتداءً من مظاهرات ميدان عابدين ضد نظام الحكم الخديوي سنة 1879 حتى مظاهرات ميدان التحرير ضد نظام الحكم الإخواني سنة 2013، الأمر الذي كان ومازال يشكل هاجساً أمنياً مرعباً لدى أنظمة الحكم المصرية المتعاقبة الغارقة في التبعية والفساد والاستبداد والتطرف إلى درجات كفيلة باستفزاز أكثر القطاعات الجماهيرية وداعة وهم أولئك الذين يسمونهم في مصر "أعضاء حزب الكنبة"، لذلك فقد وضعت أنظمة الحكم الخائفة من الجماهير عدة خرائط طرق تؤدي إلى تغيير التكوين الاجتماعي لمنطقة وسط البلد ومنع استمرار كونها القلب السياسي النابض، عبر طرد سكانها الأجانب خارج الحدود المصرية خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين ثم الاستيلاء على مساكنهم ومنحها إلى ضباط الجيش والشرطة وأعضاء السلكين القضائي والدبلوماسي وغيرهم من توابع الأنظمة، وعبر تنفيذ خطة "البراغيث" المنقولة حرفياً عن الأجهزة الأمنية لحلف شمال الأطلسي ابتداءً من سبعينيات القرن العشرين حتى اليوم، وهي مستمدة من فكرة مفادها لو احتل أحد أنواع البراغيث العصية على وسائل المكافحة البيطرية العادية فرو القط العزيز، فعلى صاحبه أن يطلق على هذا النوع العصي عدة أنواع عادية من البراغيث لتقوم هي بطرده ثم يطرد صاحب القط لاحقاً تلك الأنواع العادية بوسائل المكافحة البيطرية العادية، وهكذا أطلقت أجهزة الأمن المصرية كل أنواع البراغيث البشرية من توابعها على منطقة وسط البلد يقتلون ويسرقون وينصبون ويتحرشون، بهدف قطع أي تراكم كمي يؤدي إلى أي تطور نوعي عبر الإفساد المتعمد لأي تواصل حقيقي بين أي أفراد أو جماعات حقيقية قد يثمر أي إفادة نخبوية أو جماهيرية حقيقية في هذه المنطقة الجغرافية الهامة، ومع طول المدى الزمني لتنفيذ تلك الخطة الأمنية ارتبطت ظاهرة البراغيث البشرية بمنطقة وسط البلد حتى أصبح الواعون من المصريين يسمونهم براغيت وسط البلد!!.



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائلة المصرية السعيدة
- علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
- ألاعيب رؤساء
- بديهيات جدلية تاريخية
- محاولة لتمييز الحابل عن النابل
- انتبهوا يا مكافحي الاستبداد
- من يزحزح معنا ألغام العلمين؟
- من قتل فؤاد مرسي؟
- طبيب العيون الروسي فيودورف خائن خانه شركاؤه
- مع سبق الإصرار والترصد
- إنما الأعمال بخواتيمها
- الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان
- السلوك الاجتماعي للنبات
- حفاضات كبار المسؤولين
- هل أصبح سارق مال الحكومة بطلاً شعبياً في مصر
- ألعاب استخباراتية تحت أثواب إلكترونية
- سلوكيات إنسانية غامضة
- (5) رسالة لم أكن أنوي إرسالها عن واقعة لم أكن أنوي كشفها
- الإعلام الداخلي المصري بناء بلا دور
- قياصرة روسيا وفراعنة مصر وجهان لعملة شيطانية واحدة


المزيد.....




- بعد موقفها من الضربات الإسرائيلية.. الرئيس الإيراني: مستعدون ...
- السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب ر ...
- رافائيل غروسي -شرطي نووي-.. على تقاطع نيران إسرائيل وإيران
- ما قصة الطفلة التي أعلنت السلطات الجزائرية عن العثور على جثت ...
- الولايات المتحدة: مقتل اثنين من رجال الإطفاء بإطلاق نار خلال ...
- لماذا أصبحت كوريا الشمالية -أكثر إصرارا- على الاحتفاظ بأسلحت ...
- مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قاعدة عسكرية في الضفة الغربية.. ...
- سيناتور أمريكي بارز يعارض ترامب بشأن مصير اليورانيوم الإيران ...
- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق المهدوي - براغيت وسط البلد