سلوكيات إنسانية غامضة

طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5826 - 2018 / 3 / 25 - 18:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

سلوكيات إنسانية غامضة
طارق المهدوي
توجد في عالمنا المعاصر مئات الجمعيات الداعية إلى الغذاء النباتي كبديل عن اللحوم ومئات الجمعيات الداعية إلى الرفق بالحيوان مع حمايته وتضم هذه وتلك من الجمعيات ملايين البشر ما بين أعضاء وداعمين ومتعاطفين، لتخوض باسمهم بعض المعارك التي هي في الأغلب خاسرة ضد عدة سلوكيات إنسانية شائعة تجاه الحيوان تدور في معظمها حول ذبحه وحبسه، أما ذبح الحيوان البري أو الجوي أو البحري بهدف أكل لحومه فهو سلوك إنساني مبرر ومقبول رغم وحشيته الظاهرة، فالإنسان المعاصر كأجداده الأوائل ينتمي إلى إحدى فصائل الكائنات الحية التي تتغذى على النباتات واللحوم معاً واستغنائه عن أحدهما يعرضه لمخاطر صحية قد تهدد استمرار وجوده، إلى جانب أنه حتى لو لم يأكل تلك الحيوانات والطيور والأسماك فسوف يأكلها غيره من الكائنات الحية حسب الهرم الغذائي الطبيعي للحياة البرية، وأما حبس الحيوان بهدف إمتاع الناس الذين يشاهدونه حبيساً سواء في الحدائق أو في السيرك فهو سلوك إنساني غير مقبول وإن كان مبرراً، فالإنسان المعاصر يريد أن يثأر لأجداده الأوائل ويثبت سيطرته على كل ما عداه من كائنات حية لاسيما تلك التي طالما افترست أولئك الأجداد وسيطرت عليهم بوحشيتها في الأزمنة الغابرة، ليبقى سلوك إنساني آخر تجاه الحيوان أصبح شائعاً في العصر الراهن دون أن يحظى بما يستحقه من مقاومة هذه الجمعيات أو تلك رغم أنه غير مقبول وغير مبرر، ألا وهو ذلك المتمثل في قيام بعض البشر المعاصرين بإخصاء الحيوانات الأليفة الواقعة تحت سيطرتهم كالكلاب والقطط تحت دعاوى واهية كالخوف من فرط إنجابها أو الانزعاج من أصوات نداءاتها خلال مواسم التزاوج، وما شابه من أمور يستطيع الإنسان حلها كما يستطيع تحملها فإن لم يكن هذا أو ذاك فهو يستطيع أن يطلق سراح حيواناته الأليفة ليعيدها إلى حياتها البرية ويتخلص من مشاكلها دون ارتكابه لجريمة الإخصاء، بل إن بعض هؤلاء المجرمين يقيمون احتفالات لإخصاء حيواناتهم الأليفة على طريقة احتفالات بعض الهمج من الآباء والأمهات بختان أبنائهم وبناتهم، فيصورون أنفسهم وهم يرفعون علامات النصر مع حيواناتهم الأليفة المسكينة بجوار أعضائها التناسلية المبتورة ثم ينشرون صور جريمتهم في مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي!!.
طارق المهدوي

#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات