أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - قلبي كاد يحترق، رحماك يا فينوس!














المزيد.....

قلبي كاد يحترق، رحماك يا فينوس!


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5936 - 2018 / 7 / 17 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


ها قد وصلت إلى سن 27، أكون الآن قد تمردت على كل الآلهة الأرضية والسماوية، فلم أعد أشعر بأي إيمان أو تعلق بأي بإله مستبد سواء سكن في الأرض أو السماء، منذ عشر سنوات بالضبط وأنا تائه وسط البقايا والحشرات والهوام والأجداث، لعلي أعثر على ذاتي المفقودة، ذاتي التي سحقها المجتمع وشربها معاني الموت والخضوع، ذاتي التي استدمج فيها الدين معاني الركوع والخضوع و وعمل على نفي كل المشاعر والأحاسيس، ذاتي التي سحقها جهاز الدولة بآليات التطويع والسيطرة .

طيلة هذه المدة كنت أبحث ومازلت أبحث عن ذاتي المفقودة، منذ ولادتي في القرية وأنا في سعي دؤوب نحو الوجود .

لقد كنت آخر الأبناء الذين أتوا إلى هذا العالم في أسرتي، والحق يقال أن الوالدة لم تكن ترغب في ولادتي، حتى بعض إخوتي الكبار كانوا يقولون لي أنا و أخي الأكبر مني :" لماذا أتيتما ؟ أنتما سبب شقائنا، كان على الوالدة ألا تلدكما" وكانت عمتي تقول لي مازحة : "لقد وجدناك قرب دومة و أتينا بك إلى المنزل" آه كم كنت أتأمل الفراغ السديمي الذي كنت أشعر به وأنا أتخيل ما كانت تقوله، كنت أشعر بالفزع والرعب. وبينما أنا كنت أكبر شيئا فشيئا . كان هاجسي أن أؤكد وجودي .

كنت متفوقا في المدرسة القروية ولكن مع الأسف كنت أقضي أيام الصيف راعيا للغنم في المراعي الصيفية للدوار. وبعد ذلك ذهبت إلى المدينة وسكنت في مدرسة داخلية قضيت فيها مراهقتي التي كانت مراهقة مقموعة ولم أجد ضالتي إلا في الدراسة التي اعتبرتها مخرجا من وجودي المهمش .

وفي هذه المرحلة تعرفت على الله بشكل جيد، كنت قد عرفته من قبل وبالضبط في سن الخامسة لما كنت أعدو مع الصبية وقالت لي أختي أن الله سيوقف قلبي إذا استمريت في الجري، هنا أول مرة عرفت أن الله عدو اللهو والحياة، ولهذا السبب أغرمت بعد مرور أكثر من 20 سنة بباخوس رمز المتعة والتمرد، لأنه أيقظ نزعة الحياة المخبوءة في كياني وتمردت على مراهقتي التي قضيتها في المدرسة الداخلية حيث كان هناك إله مدرسي صغير يشم أفواهنا بكل وقاحة و يتأكد ما إن كنا ثملين، ولهذا بعد البكالوريا تمردت على كل شيء، على الماضي وعلى المدرسة وعلى الآلهة وعلى كهنة السياسة واتخذت مسار علم الاجتماع بحثا عن ذاتي المفقودة، وعثرت على رمز اسمه فينوس وهي الهة الحب، صرت أتقرب منها واستلهم منها معاني الأمل والتعلق والخير والحب .

منذ عرفتها زاد تمردي ولم أعد أشعر بالذنب إذا لبيت رغباتي الجنسية وإذا أحببت وإذا كتبت ضد الطابوهات . منذ أيام انتابتني نوبة من الحب العاصف. أحببت فتاة حركت قلبي وصار يعصف كلما جاءت رسالة منها وكلما تراءت أمام مخيلتي . إنها بنت فينوس علمتني أن أكتب وأشعر و أعبر و أحلق وأحب الحياة والعالم وجميع الناس . وأحس بفيض رومانسي وشبقي . لكن قصتي لم تكتمل لم تكتمل لم تكتمل مع الأسف وهذا سر مأساتي . فارقني النوم والنعاس . إنها بركان مدمر يا فينوس جاء أعماق أمنا غايا (الأرض ) و دمر كل أمل فيك. لقد فقدت معنى الحياة بعد أن فقدت أي أمل في الآلهة . رحماك يا فينوس . امطري شآبيب رحمتك ويهطل مطرك لكي أرقص مع فينوستي الصغيرة 

عبد الله عنتار / الدار البيضاء / 17 يوليوز 2018/ المغرب .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ساحلية : أورانوس / غايا : أفق الإمكان .
- رسائل ساحلية: أورانوس / غايا (4 ) - التشظي-
- رسائل ساحلية : أورانوس / غايا (3 )
- رسائل ساحلية: غايا/ أورانوس (2 )
- رسائل ساحلية: غايا /أورانوس
- الحب ليس جريمة !
- من ورزازات إلى أكادير : البحث عن المتعة والحياة
- رحلاتي : بحث عن المجهول
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (4 )
- هيباتيا : فيلسوفة ناضلت ضد التعصب
- الحداثة كاملة أو لا تكون !
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (3)
- أنا وست مدن: ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (2 )
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (1 )
- العرب: رؤية من الداخل (3) الفلسفة والصحراء: نشدان المحال قرا ...
- العرب: رؤية من الداخل (2 ) القضية الفلسطينية قراءة في كتاب: ...
- العرب : رؤية من الداخل (1 ) قراءة في كتاب : العرب وجهة نظر ي ...
- الطفولة موطن للإبداع
- الإنسان، الوادي، الآبار، العيون في بني كرزاز (3 )
- الإنسان، الوادي، العيون، الآبار في بني كرزاز (2 )


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - قلبي كاد يحترق، رحماك يا فينوس!