أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رسائل ساحلية: غايا/ أورانوس (2 )














المزيد.....

رسائل ساحلية: غايا/ أورانوس (2 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


عزيزي أورانوس:

لقد كان اليوم أول يوم في رمضان، والجو هنا في تطوان غائم وحزين، رغم أن أيام رمضان في مدينتي عادة ما تكون جميلة ونشيطة. خاصة بعد الزوال، حيث يخرج سكان المدينة لشراء حاجاتهم، فتكثر حركة المارة.
كان اليوم روتينيا كسائر الأيام، لكن الشيء المميز فيه، هو وجودك، صورتك التي رأيتها تناشد الطبيعة في حديقة مررت بها اليوم. كانت ابتسامتك تكاد لا ترى، مخللة بحزن روحي. حينها راودتني فكرة النظر إلى عينيك والتحدث إليهما مباشرة، دون حاجز هذا الجهاز. لأكتشف خبايا هذا الحزن الدفين. وأرسم بيدي على وجهك بسمة الحياة، بمسحة يد دافئة.

عزيزي أورانوس:

حز في نفسي كثيرا ما سمعته منك اليوم ، لم أتوقع كل هذا الاختلاف. فكرت أنه سيفنى العالم ولم أهديك وردة بيضاء بعد، لكني قلت مع نفسي إذا حدث ذلك سأهديها لك ونحن في عالمنا الآخر. في لحظة وأنا داخل الصف، تخيلت أنني مسافرة معك عبر السحب العابرة بين جبال المدينة وشواطئ بحرك. فكانت الفراشات تطير أمامنا فوق زهور واحة الربيع. ورياح عاشقة تهب من على سفح جبل. وأنا أنتظرها لأتنشق عطر زهورك.
--------------------------
عزيزتي غايا :
بعد أن قرأت رسالتك، لم أعد حزينا كما كنت، بل انتابتني نوبة من الغبطة والفرح، ها قد ولدت من جديد، يشدني الحنين إلى عالمك، ذاك العالم المتبل بالحب والأمل، ماذا بقي غير عالمك حيث أتعلم لا نهائية الأورغازم؟ صحيح أن الربيع رحل، وتلاشت معه الوريقات والزهور، لكن تعلمت منه معنى الحياة، منك أنت أيضا يا غايا الجميلة!

عزيزتي غايا :

ها قد كنا نتلذذ بالربيع، فدخل ذلك الشهر الذي لا أحبه أبدا، إنه يرمز إلى السلطة في شتى تلاوينها، إن الإله الاجتماعي رهيب جدا، أراه في كل تلك الوجوه المكدرة الواجمة والمحبطة في هذا الشهر غير الفضيل، لا أرى إلا سلطة القانون والأيادي المتشابكة في الشارع، وأطرح هذا السؤال: أين الله ؟ هل الله حصيف إلى هذه الدرجة حتى يشرع صيام شهر فاقد لكل المعاني الروحية والمعنوية ؟

عزيزتي غايا:

أحترم عقيدتك، وأعتذر منك إن شعرت بأي سوء من جانبي، فهكذا أفكر بلا موانع ولا حواجز، إن ذاتي المتمردة على السلطة الاجتماعية علمتني أن أنتصر للفرد، إذ المجتمع ليس سوى مفهوم هلامي بلا معنى ولا أساس، إنني استحضره في الكثير من الأحيان مثل المقصلة التي تهوي على الرؤوس المتمردة على عقلية القطيع.

عزيزتي غايا:

أتمنى ألا أطيل عليك، اليوم بقيت بالبيت أقرأ وأستمع إلى الموسيقى، كان الجو مبهجا في الخارج، كان يسود الصمت والسكون، وهذا ما أعشق. ما تعلمته اليوم هو علينا أن نكون أحرارا متمردين، وعلى الفرد أن يولد . عزيزتي غايا أتمنى لك رمضانا مباركا . مارسي قناعتك التي تجدين فيها سعادة ونشوة، وهذا ما يجعلني أنتصر للفرد على الدوام .

تطوان/ الدار البيضاء- بتاريخ 18 ماي 2018/ المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ساحلية: غايا /أورانوس
- الحب ليس جريمة !
- من ورزازات إلى أكادير : البحث عن المتعة والحياة
- رحلاتي : بحث عن المجهول
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (4 )
- هيباتيا : فيلسوفة ناضلت ضد التعصب
- الحداثة كاملة أو لا تكون !
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (3)
- أنا وست مدن: ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (2 )
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (1 )
- العرب: رؤية من الداخل (3) الفلسفة والصحراء: نشدان المحال قرا ...
- العرب: رؤية من الداخل (2 ) القضية الفلسطينية قراءة في كتاب: ...
- العرب : رؤية من الداخل (1 ) قراءة في كتاب : العرب وجهة نظر ي ...
- الطفولة موطن للإبداع
- الإنسان، الوادي، الآبار، العيون في بني كرزاز (3 )
- الإنسان، الوادي، العيون، الآبار في بني كرزاز (2 )
- الإنسان، الوادي، العيون، الآبار في دوار بني كرزاز/ بنسليمان ...
- كلمات les mots
- متى تنزاح الثلوج عن قريتنا ؟
- من مراكش إلى ستي فاظمة


المزيد.....




- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...
- وفاة المخرج الإيراني الشهير ناصر تقوائي عن 84 عاما
- أَسْئِلَةٌ عَلَى مِشْجَبٍ مَنْسِيٍّ
- إعلان أوائل -توجيهي 2025- في غزة: سلمى النعامي الأولى على -ا ...
- رافض القيود الصارمة.. وفاة المخرج الإيراني ناصر تقوائي
- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رسائل ساحلية: غايا/ أورانوس (2 )