متى تنزاح الثلوج عن قريتنا ؟

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 16:47
المحور: الادب والفن
    

كانت ندف الثلج تتساقط في عز الشتاء، على باب مغارة جلس اطلسي وراح يتحدث:

أنا قروي أتحدر من جبال الأطلس
لعلكم تعرفون أطلس الذي حكمت عليه الآلهة أن يرفع قبة السماء !!
أطلس الذي يناطح السماء
أطلس الذي علمني الشموخ والخنوع في آن واحد
ولدت ذات يوم أسفل جبال الأطلس الشامخ
هناك كانت ترقد قريتي منذ آلاف السنين
كان الأطلس يزودنا بالمياه والبحيرات والأراضي الخصيبة
كنا نحج إلى مغاراته وأماكنه المقدسة
كنا في وئام مع الطبيعة
نصلي في حضرتها بالأدعية والصلوات لعل الرب الساكن فيها، يسمع مناجاتنا
كنا نتمتم ونقول : الثلوج التي سدت الطرقات وقتلت الأنعام والزرع والنعاج والنساء الحوامل الباكيات
يا أطلس يا حامل قبة السماء
الأودية فاضت ونحمل جنائزنا
تحت الثلوج والعواصف
يا الله الساكن في المغارات
اسمع مناجاتنا
ما جاءت قافلة من الرباط
و لا هيلوكوبتر
ولا حوامات
تحمل ملاءات
ومياه-ا
وطعام-ا للمحتضرين والأطفال الجياع
يا أ الله سنخرج يوما وسنتهم بالانفصال
يا الله الساكن في الجبال: كفى من الثلوج والعواصف والرياح
يا كوش : هل تأتي القوافل أم الزراويط من الرباط ؟
يا كوش : سيأتي شيء بلا شك قبل ندفن تحت الثلوج ؟؟

----------------

ملحوظة : يا كوش هو الله في اللغة الأمازيغية .



عبد الله عنتار / 8 يناير 2018/ الدار البيضاء- المغرب

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل