عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 18 - 00:12
المحور:
الادب والفن
مشاهد من الطفولة .
-1-
كانت تدرس في مدرستنا القروية فتاة تدعى حياة، كان شعرها أشعث، حركية أكثر من اللزوم، ذات فكر متقد، ووعي نبيه، لم تكن خجولة كغيرها من الفتيات القرويات اللواتي كن يدرسن في مدرستنا، بل كانت واثقة من نفسها، بحكم طبيعتها كانت تلعب مع الفتيان، تعاركهم وتنتصر عليهم في أحيان كثيرة، ربما ذكوريتها وصلابتها جعلت من الفتيان لا يختزلونها في أنوثتها، ولا ينظرون إليها كجسد للشهوة والمتعة، بل نظروا إليها كعقل رزين ومتقد يتعالى على كل ما هو حسي، إنها فرضت نفسها بينهم جعلت منهم يحترمونها ويقدرونها، كنت واحدا من هؤلاء الذين كانوا يحترمونها، وإن كانت أكبر مني بكثير، ولم تدرس معي يوما، لكن كنت أنصت إلى كلامها، و أستفيد منه ولازلت أذكر هذا السؤال الحارق الذي أخرجني من سباتي الدوغمائي : ماذا كان يعمل الله قبل أن يخلق العالم ؟ وكيف خطر على باله أن يخلق العالم ؟ هذا السؤال زلزل كياني وأنا مازلت في الأولى ابتدائي. و آلمني رأسي كثيرا .
-2-
في وقت الغداء، كنا نتجمع قرب المقبرة المتاخمة لمدرستنا القروية، كنا نجلس قرب الأجداث والقبور، كان معنا تلميذ نبيه اسمه خالد سأل هذا السؤال : هل مصيرنا بعد الموت هو أن نكون عظاما نخرة أكلها الدود أم أرواح في الجنة ؟
ع ع / الدار البيضاء / 17 أكتوبر 2017 .
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟