أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة














المزيد.....

من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 09:52
المحور: الادب والفن
    



كان خروجنا من امنتانوت انعتاقا من الأطلس الكبير، نعم إنه انعتاق !! لطالما كانت الجبال تثير في دواخلي الخوف الممزوج بالحب، منذ أن زرت أكادير لأول مرة عام 2007، كان هاجسي الأكبر هو أن استمتع برؤية الجبال وهي شامخة بعزة و إباء لا تقبل الانحناء والركوع، إنها درس في المواطنة وتحرر من العبودية، كلما تصفحت كتب الجغرافيا، كان يشدني الحنين للتأمل في أعلى قمة في المغرب، ويتعلق الأمر بسلسلة جبال توبقال التي يصل علوها إلى 4165 م، ليس هذا الرقم هينا، إنه العظمة بامتياز، حقيقة لا أعلم : لماذا هذا الانهجاس بالطبيعة وبتضاريسها؟ إنه سر لا أعلم كنهه بالمرة، إنه يطيب لي أن أمكث بين الجبال و أسيح بين الغابات لعلي أتحد مع النوموس الذي يرتب هذا العالم الذي ننتمي إليه .من هو الأطلس؟ إنه إله من آلهة الأسطورة الاغريقية يحيل على العظمة والقوة، يعادل ديونيزوس عند نيتشه، إن ما يجمعهما هو التغني بأخلاق السادة لا أخلاق العبيد، يتميز الأطلس بحمله لقبة السماء بكتفيه دون عناء، وترى الأسطورة الأمازيغية أن أطلس يمثل مقبرة الشمس لحظة غروبها، فإذا رجعنا إلى كلمة الأطلس نجدها مركبة من كلمتين : انتيل + لاس = مقبرة الشمس، إذ كان البشر القدامى يعبدون الشمس ويظنون أنها تعود إلى المغرب أي إلى عالم آخر يدعى أرض الموت أو أرض الله/ أمور ياكوش باللغة الأمازيغية. بهذا المعنى يحيل الأطلس إلى إرادة القوة بلغة نيتشه، إلى العظمة في أضفى تجلياتها.نخرج من امنتانوت، نجد أمامنا منبسطا قاحلا تتخلله الحجارة الصفراء، خال من الغطاء النباتي، منازل متفرقة تلوح في البعيد، يحاول الأهالي في هذه الربوع غرس الصبار، لكنه يعجز عن النهوض،نصل إلى دوار سكيكيمة، نترك على يسارنا سيدي عبد المومن وهي قرية تنتمي إلى إقليم شيشاوة، تضم هذه القرية حوالي 9 آلاف نسمة وتتكون من عدة دواوير تارسلت وتدنست وايت إسماعيل . نتقدم أكثر، نصل إلى دوار تخربين بمنازله الطينية التي تشيد بالطين والحجارة الحافلة بالعقارب، لا شيء غير الفراغ، الشمس ترغي في السماء متوحشة كاسرة، موجات من الغبار، لا حياة في هذه الأرض القاحلة، كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا والشمس مازالت في كامل عنفوانها وتوحشها السرمدي، نحن لا نبتعد الا ب 150 كلم عن اموراكش = أرض ياكوش (الله ) = الشمس التي كان يعبدها قدماء المغرب عما مضى من الأعوام الغابرة، إن الشمس منفرة في هذه الربوع، على منبسط شيشاوة القاحل.تبلغ مساحة إقليم شيشاوة 6872 كلم مربع بكثافة سكانية تصل إلى 45 نسمة في كلم مربع، تضاريسها تتكون من السهول والجبال والهضاب، مناخها جاف، إذ تتراوح التساقطات المطرية ما بين 180 و300 ملم في السنة، وتشتهر برياح الشركي .دخلنا إلى مدينة شيشاوة في الثالثة والنصف عصرا، تعتبر مدينة صغيرة عمرانيا، يعبرها واد يحمل نفس الاسم، وهو واد موسمي، يكون جافا في الصيف، وفيضانه يكون مباغثا خلال الشتاء، لقد أودى بحياة الكثير من المتسكعين الذي ينامون على ضفافه.يبلغ سكان شيشاوة حوالي 347 ألف نسمة، تسكن شيشاوة قبيلة بن السباع التي تنقسم إلى عدة فخدات ومنها : أولاد البقار، أولاد بوعنقا، العبابسة، أولاد سيدي المختار ...إلخ، تعتبر مدينة شيشاوة مدينة قديمة تقع ب 100 كلم غرب مراكش، تحدث عنها ليون الأفريقي بالقول حين زارها سنة 1514 م : " ينبع من جبل شيشاوة نهر يحمل اسمه، وسكان هذا الجبل متوحشون جدا ومحاربون لجيرانهم على الدوام، يستعملون احجارا كاسلحة يقذفونها بالمقاليع ويعيشون على أكل الشعير، والعسل ولحم الماعز ويختلط بهم الكثير من اليهود المزاولين لمهنة الحدادة ويصنعون المجارف والمنازل وصفائح الخيل، كما يخدمون في البناء الذي لا يفيدهم في شيء، لأن الجدران تقام بالاجر النيء والطين، وتغطي المنازل بالقش، إذ لا يوجد جير ولا قرميد ولا اجر، جميع المنازل مبنية بشكل واحد في الجبال ولسكان هذا الجبل العديد من الفقهاء ..." ( مدونة الباحث محمد علوط ) .نغادر شيشاوة ونصل إلى قرية المزوضية التي تتموقع شمال الاقليم، يصل سكانها إلى 22 ألف نسمة، وبعد برهة نصل إلى قرية سيدي الزوين (الجميل ) التابعة لمراكش، يبلغ سكانها حوالي 14 ألف نسمة .سيدي الزوين هو محمد بن محمد بن علي الزيراري يتحدر من نواحي الغرب، عاش في القرن 19، درس في نواحي الشماعية بقبيلة حمر على يد التهامي اللوبيري، ودرس أيضا في مدرسة تمكروت نواحي ورزازات، يلقبه طلبته بالشوين، أسس مدرسة قرآنية باسمه قرب ضريحه نواحي الاوداية بستة وثلاثين كلم غرب مراكش، بلغ عدد طلبته حوالي 1200 طالب وكان يصرف عليهم من تجارته في الغاسول .في الساعة 5 مساءا، نصل إلى قرية الاوداية التي يعبرها وادي نفيس، تعد الاوداية جزء من قبيلة الاوداية الواقعة بين فاس ومكناس، وهي جزء من قبائل الكيش الذي كان يحارب مع السلطان في القرون الماضية، أصلهم من سوس والصحراء .يعد وادي نفيس وادا جافا خلال الصيف، ينبع من الأطلس الكبير، يبلغ طوله حوالي 140 كلم، يلتقي مع تانسيفت حوالي 30 كلم غرب مراكش.

ع ع/ 20 اوت 2017 .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أكادير إلى امنتانوت : حين تجتمع الحرارة المفرطة بالطريق ا ...
- من كلميم إلى تيزنيت : شدة المناخ
- كلميم : باب الصحراء
- من افني إلى كلميم : بين اكجكال واجكال : لبس في المعنى
- إفني : عروس تجلس على هضبة ساحرة
- من مير اللفت إلى ايفني : الطبيعة الجميلة / المهمشة
- من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى
- الصويرة في سطور
- من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .
- من الدار البيضاء الى الصويرة : سؤال الآخر يؤرقني
- من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية
- من عيون أم الربيع إلى عين اللوح : الطبيعة العذراء والتهميش ا ...
- من الدار البيضاء الى عيون أم الربيع : حين يختلط جمال الطبيعة ...
- المواطن أولا وأخيرا
- تقريظ الجهل
- ذكريات مدينة كان الخروج كان الخروج منها صعبا (6 )
- مازال هناك حنين
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )
- ظلك
- صراعنا صراع مشاريع


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة