أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (2 )














المزيد.....

من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (2 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5705 - 2017 / 11 / 21 - 01:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-2-

وصلنا فجرا إلى فاس، أول ما ظهر لنا هو السور التاريخي للمدينة، تأسست مدينة فاس سنة 789 م، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي: فاس البالي وفاس الجديد، بالإضافة إلى المدينة التي شيدها الاستعمار الفرنسي، يبلغ سكانها حوالي مليوني نسمة، وبعد تأسيس المدينة وفدت عليها عائلات عربية وشكلت عدوة القرويين وعائلات قدمت من الأندلس فشكلت عدوة الأندلسيين إلى جانب حي اليهود المسمى بالملاح. وفي سنة 859 م تأسست جامعة القرويين.ترجع أصل التسمية إلى إدريس الأول الذي ضرب الفأس في الأرض إيذانا بتشييد المدينة، لكن هناك رواية أخرى تقول أن أصل المدينة يعود إلى كلمة أفاس الأمازيغية وتوحي إلى اليمين، بمعنى أن منطقة فاس كانت تتموقع على يمين طريق القوافل التجارية، تم تأسيس مدينة فاس في عهد إدريس الأول بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي جاء فارا من المشرق العربي بسبب الاضطهاد العباسي، إذ رأى فيه العباسيون منافسا سياسيا لهم بحكم نسبه إلى ابنة النبي محمد فاطمة، لكن العباسيين أرسلوا جاسوسا تابعا لهم يدعى سليمان بن جرير المعروف بالشماخ واستطاع تسميم إدريس الأول، وركب جواده وولى هاربا صوب بغداد، إلا أن الأدارسة استطاعوا العثور عليه على مشارف نهر ملوية وتم شج رأسه. لم يطل بنا المقام في فاس، اللهم برهة من الزمن، وبعد ذلك توجهنا شرقا، كانت هناك إشراقة نور قد بزغت بين الجبال المنيعة، ومن بين القرى التي صادفناها عبر الطريق الوطنية رقم 6: قرية سيدي حرازم التي هي عبارة عن تجمع سكاني، يرجع اسم هذه القرية إلى سيدي علي حرزهم أو حرازم، عاش في أواخر الدولة المرابطية وعايش حادثة إحراق كتاب: " إحياء علوم الدين " للغزالي، تعرف سيدي حرازم بسقايات للمياه المعدنية ذات طبيعة علاجية، تركنا سيدي حرازم على يميننا، وادي سبو على يسارنا ويعتبر من أهم الأودية في المغرب، إذ يصل طوله إلى حوالي 500 كلم، مررنا بالقرب من دوار اوشان وبعد 5 كلم اجتزنا أولاد عباد الحياينة ترجع أصول هذه القبيلة إلى الجيش السعدي الذي تم استقدامه إلى فاس بين سنتي 1540 و1610 وتتكون هذه القبيلة من أولاد عمران وأولاد رياب وأولاد عليان وتستوطن حاليا بالقرب من سد إدريس الأول، مررنا بالقرب من السد، فنعثر على يميننا على عين فندل التابعة لجماعة المطماطة، عندئذ كنا قد دخلنا إلى تازة التي تعني بالعربية الفج أو الممر الذي يكون بين جبلين، لقد لاح في البعيد وادي امليل (الوادي الأبيض ) . لا شيء يطفو غير الأودية الجرداء والطبيعة القاحلة، اللهم بعض حقول الزيتون التي تظهر من حين لآخر، وبقي المنظر الطبيعي نفسه حتى الوصول إلى الناظور، يتعاطى الأهالي لرعي الماعز الذي يقتات على السدر والشيح والحلفاء . وصلنا إلى تازة في الثامنة صباحا، ظلت هذه المدينة صلة وصل بين الريف و الأطلس المتوسط من جهة وبين الشرق والغرب من جهة ثانية، إنها الممر، تعلو سطح البحر بحوالي 585 متر، كان الغرض من تأسيس تازة غرضا عسكريا لصد القبائل السائبة، لأن تازة وجدت على تماس بين بلاد السيبة وبلاد المخزن، ومن قبائلها المعروفة قبيلة غياثة التي وصفها الانثروبولوجي شارل دوفوكو بالقبيلة العنيفة والمحاربة، فحين وصل إلى غياثة سنة 1884 وجد كل أفراد القبيلة مسلحين ويقومون بموسم الفروسية (الفنتازيا ) استعدادا للحرب، إذ كانوا دائما متمردين يتحصنون بالجبال ويرفضون دفع الضرائب المخزنية، إلى جانب هذه القبيلة هناك قبيلة البرانس وقبيلة التول، وقبيلة بني وارين، لقد استقر الإنسان منذ عصور سحيقة في منطقة تازة، إذ تم العثور على عدة نقوش أثرية وعظام بمغارة فريواطو، وتعتبر قبيلة مكناسة الزناتية هي التي شيدت مدينة تازة وشيد الموحدون سورها، غادرنا تازة ووصلنا إلى تادارت (الدار ) التابعة لإقليم جرسيف، تعرف هذه القرية من حين لآخر صراعا بين قبيلتي بني وارين وهوارة، فهوارة يريدون تغيير اسم تادرات باسم هوارة الغربية . في التاسعة والنصف صباحا وصلنا إلى مدينة جرسيف (بين النهرين )، بلغ عدد سكانها حوالي 216 ألف نسمة، يعبرها نهر ملوية الذي ينبع من الأطلس الكبير ويصل طوله إلى حوالي 450 كلم، خرجنا من جرسيف وتركنا الطريق الوطنية رقم 6، ثم أخذنا الطريق الوطنية رقم 15 وتوجهنا شمالا نحو الناظور، لاحت في البعيد الأراضي الجرداء والجبال المترامية والصخور الضخمة، إذ تصلح هذه المناطق للسنيما، وبعد برهة وصلنا إلى قرية الصاكا، إن كلمة الصاكا كلمة أمازيغية مركبة من كلمتين : صا: مر و يكا: من هنا أي مر من هنا، إذ يحكى أن الاسبان كانوا يقومون بدورات تمشيطية لتعقب المقاومين وكانوا يسألون الأهالي ويهددونهم، حتى يرغم هؤلاء على القول : صايكا (مر من هنا )، فدون الاسبان هذه الكلمة في أوراقهم وصارت القرية تحمل هذا الاسم. لاحظنا في طريقنا وجود رابطة الأدارسة في هذه القرية النائية. وكذلك لفتنا الفقر والبؤس و الأزبال المتراكمة، وبينما الحافلة تمضي حتى وصلنا إلى قرية افسو، شعرت بعياء محيق وظل الهواء على النافذة يصفر طيلة الطريق، تنتمي قرية أفسو لقبيلة بويحيى، وبعد عدة كيلومترات لاح جبل العروي شامخا تهده هلوسات الخريف، دخلنا إلى العروي، ومن هناك إلى الناظور إذ كنت أنظر من بعيدا متشوقا لمعرفة هذه المدينة لأول مرة حياتي، لفتني سعادة عميقة بوصولي إليها قاطعا ما ينيف عن 1000 كلم .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد با ...
- رحلات مغربية : جلسة مع التصوف (بحث عن الله ) . - نقطة تطوان-
- رحلات مغربية : طنجة في سطور
- رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذ ...
- لن يتمكنوا من إقبارنا !!
- اسم في الخلود وفعل في الشجاعة
- مشاهد من الشيخوخة
- مشاهد من المراهقة المتأخرة
- مشاهد من المراهقة
- مشاهد من الطفولة
- قد أنبعث من رمادي
- الينابيع الأولى لحب القراءة: الشمعة والكتاب
- في انتظار الأمل الذي قد يأتي
- اتيان دولا بويسي مؤولا: العبودية طوعية والحرية بيد الشعب
- بين الحب الدنجواني والحب العذري: تمرد على شريعة الزواج . قرا ...
- من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !
- من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة
- من أكادير إلى امنتانوت : حين تجتمع الحرارة المفرطة بالطريق ا ...
- من كلميم إلى تيزنيت : شدة المناخ
- كلميم : باب الصحراء


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد بالعياء (2 )