أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رسائل ساحلية : أورانوس / غايا (3 )














المزيد.....

رسائل ساحلية : أورانوس / غايا (3 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 04:43
المحور: الادب والفن
    



عزيزتي غايا :

وبينما أنا رابض في السماء، أعيش متوحدا متأملا في النظام الذي يحكم هذا العالم الذي لا
حدود له، حتى سمعت خبرا محزنا قادما من أعماق الأرض، منك أنت يا غايا الجميلة، هل سمعت باختطاف الإلهة/ الفتاة بيرسيفوني ذات الجمال الأخاذ؟ إنها تشبهك في كل شيء !!

عزيزتي غايا:

هل تعلمين من تكون بيرسيفوني ؟ إنها ابنة ديميتر إلهة الزراعة والفلاحة والنبات، إنها ابنة ابنتك ريا، اه لو تدرين كم تعشق ديميتر ابنتها بيرسيفوني !! لكن اليوم كانت الصغيرة تمضي بين الحقول منتشية بجمالها الأخاذ الذي يضاهي جمالك، حتى اختطفها هاديس اللعين، ولقد سمعت أيضا
أن اليوم كانت بيرسيفوني تقطف الورود من أحد الحقول وفجأة انشققت وقمت بابتلاعها وسقطت المسكينة في العالم السفلي فأخذت أمها تبحث عنها.

عزيزتي غايا:

هل تعلمين من يكون هاديس ؟ إنه الموت والذبول والفناء، إنه من اختطف بيرسفوني (الزهرة ) في هذا الربيع الذي يمضي، ما لي أرى الصيف يزحف والخريف يتجه نحوي بلا رحمة ؟ علمت أن هاديس ابتلع بيرسيفوني على بساطك وقادها نحو العالم السفلي، نحو أعماقك المجهولة يا غايا الجميلة، إلى تضاريسك وجبالك وهضباتك الفيحاء، سوف أذرف الدموع في غضون الشتاء لعل بيرسفوني تعود !!

عزيزتي غايا:

نعم يا غايا !! هاديس خطف بيرسيفوني ابنة إلهة الزراعة ديميتر وحبسها معه في العالم السفلي فأخذت أمها تجوب الأرض باحثة عنها وهي تبكي عليها حزنا لفراقها . حزنت ديميتر عليها حزنا شديدا فحزنت الحقول لحزنها وجفت، حتى وافق هاديس على إعادتها بشرط أن تكون معه في وقت من العام فكانت الفترة التي تقضيها بيرسيفوني مع أمها هي فترة الحصاد والمحاصيل والأزهار والفترة التي تقضيها مع هاديس هي فترة الجفاف والذبول.

عزيزتي غايا:

ها قد سمعت ما فعله هاديس اللعين، إن بيرسيفوني لن تكون معنا دائما، سوف تكون معنا في الربيع، ولكن ما العمل في الصيف ؟ أ نموت معها ؟ كلا أنت هي الحياة ! إني أنا أورانوس أعشق برتقال الأرض في الصيف الحارق المهجوس بهاديس اللعين . هل تعلمين يا غايا ؟ لا أحب كل البرتقال . أعشق برتقالتين أنهل منهما معاني الحياة . فلتنعمي بالسلام يا غايا !!
---------------------------------------
---------------------------------------
عزيزي أورانوس:

أنا آسفة لحزنك، إنه لا شيء أكثر حزنا من أن أسمع أن بيرسفوني اختطفت. كيف اختطفت زهرتنا!! لا أعرف كيف يمكن لها أن تعيش في العالم السفلي؟ عالم الركود والجمود والموت . أكيد هي في مكان ما، تطل علي من شرفة المدينة، لأنك زرتها اليوم مع رياح شتوية. فشكلت مياهك إحياء نبضة جديدة في صدرها.
بفضلك يا أورانوس اللطيف تراءت لي وهي عائدة إلى الحياة، خضراء، وثغرها باسم، تحيينا بعيونها السوداء، وأوراقها الخضراء. فطبعت قبلة على جبينك أنت يا أورانوس. لا تقلق بشأنها، فالحياة في غصنها جوهر ، والموت زيف في وريقاتها الناعمة.

عزيزي أورانوس :

أعرف أنك تحب بيرسفوني كثيرا، وتشتاق إلى عبيرها الذي يعبق حياة. وهاديس اللعين لن يستطيع حرماننا منها ومن نسائمها في كل الفصول. ستعود فاتحة جناحيها البيضاء. حتى وإن غابت فترة من الزمن فإنها ستظل زهرة حياتنا. وتعود ديميتر تزرع وتنبت مزارع أزهار زاهية تسر جوف الناظر.

عزيزي أورانوس :

وصلتني رسالتك وأنا أشعر بألم في رأسي، أظن ذلك حدث لي نتيجة نقص مياهك في تضاريسي، أو نتيجة نقص سكرك. أ ترى يا عزيزي أورانوس، أصبحت أسيرة لطفك. فالتفت إلى عيوني، فتكفيني منك لفتة حب.

عزيزي أورانوس :

الصيف حل وأنت لازلت كريما في عطائك، لم تبخل علي وعلى بيرسفوني. ولهذا بيرسفوني لن تموت هذا الصيف. فهي أميرتي، والقابضة على قلبي. سنحيا معا بجودك وحنانك. سنشتعل حياة في حرارة الصيف ، بوجودك وعطائك عزيزي أورانوس.

الدار البيضاء/ تطوان - بتاريخ : 24 ماي 2018 / المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ساحلية: غايا/ أورانوس (2 )
- رسائل ساحلية: غايا /أورانوس
- الحب ليس جريمة !
- من ورزازات إلى أكادير : البحث عن المتعة والحياة
- رحلاتي : بحث عن المجهول
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (4 )
- هيباتيا : فيلسوفة ناضلت ضد التعصب
- الحداثة كاملة أو لا تكون !
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (3)
- أنا وست مدن: ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (2 )
- أنا وست مدن : ستة أغيار يخفون عالما من الأغيار (1 )
- العرب: رؤية من الداخل (3) الفلسفة والصحراء: نشدان المحال قرا ...
- العرب: رؤية من الداخل (2 ) القضية الفلسطينية قراءة في كتاب: ...
- العرب : رؤية من الداخل (1 ) قراءة في كتاب : العرب وجهة نظر ي ...
- الطفولة موطن للإبداع
- الإنسان، الوادي، الآبار، العيون في بني كرزاز (3 )
- الإنسان، الوادي، العيون، الآبار في بني كرزاز (2 )
- الإنسان، الوادي، العيون، الآبار في دوار بني كرزاز/ بنسليمان ...
- كلمات les mots
- متى تنزاح الثلوج عن قريتنا ؟


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رسائل ساحلية : أورانوس / غايا (3 )