أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - عندما يحين موعد سبات المرأة














المزيد.....

عندما يحين موعد سبات المرأة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 10:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تختصر المرأة أحياناً عمرها مستعجلة في السّير نحو النهاية. أتحدث عن النساء اللواتي أنتمي لهن- أعني السوريات-
لا أجيد المقارنة بين الغرب والشرق، فأنا لم أعرف المرأة الغربية في العمق.
فقط أود أن أبدأ من حيث تنتهي النساء في وصف حياتهن العبثية التي قضينها في تربية الأطفال، وعدم التّفرغ لأنفسهن.
لا تضعي اللائمة على أحد، فالأسباب مجتمعة، وأهم سبب هو تلك المساحة الافتراضية بين الطموحات والواقع ،حيث أن ذلك الواقع يقف سداً منيعاً أمام تطوير الذات سواء للمرأة أو الرجل، فذلك الركض المضن وراء رغيف الخبز والمأوى المناسب، وسلامة الأطفال يقصف العمر، يعتقد الإنسان أحياناً أنه يسير في قطار عتيق قد لا يصل محطته الأخيرة.
في مرحلة ما تنسحب المرأة من الحياة، وتبقي على السير في القطار، والانسحاب لا يتمّ فجأة هو يبدأ بعد الزواج مباشرة حيث متاعب العلاقات مع الأهل، وتدّخلهم في حياة المرأة وأعني الأهل من الطرفين حيث الصراع في أغلبه ماديّ.
بعد الزواج بيوم واحد تبدأ قصة المرأة حيث يتغيّر تفكيرها فبعد أن تكون فتاة متألقة تستطيع العادات أن تسحبها إلى سخافات وخلافات ليست مضطرة إلى مواكبتها، فليس دفاعاً عن النفس أن تقوم بالرد والصدّ مع الآخر الذي لا يشاركها غرفة نومها. قد تستطيع المرأة السّيطرة على حياتها الشخصية حتى ضمن علاقة زوجية ليس مثالية ليس بمحاولة الإقناع للآخر بمظلوميتها بل أن تكون صادقة مع نفسها، ولا تطلب من الآخر أن يقدم لها فروض الاحترام. إن لم تستطع المرأة أن تحترم نفسها لا فائدة من المحاولة. لن يحترمها الآخر.
وبينما تنغلق المرأة على فكرة معينة تتعلّق بموقفها من ذاتها الذي تحوله إلى موقف الآخر منها يكون الزوج قد بدأ بتطوير نفسه ليس رداً عليها، بل لأنه شيء طبيعي. هو بطبيعته كرجل لا يشغل نفسه كثيراً في الخلافات العائلية بين الأهل وبين الزّوجة، حيث يمكنه فرض الأمور عندما تتأزم الحالة وأسهل الأمور هي الطلاق، وبما أن السّلطة بيده فهو متفرّغ للسير في طريق النضج العاطفي الذي تفتقده المرأة لأنها تصفع نفسها وتندب حظها، ثمّ تأتي اللحظة الحاسمة حيث تنسحب من العالم الحقيقي إلى عالم افتراضي تعيش هواجسه قبل النوم، وتحلم أن يكبر أولادها ليعترفوا لها بدور البطولة، وفي تلك المرحلة الهامة من حياة الأطفال وهي حياة المراهقة تصبح الأمّ غائبة بروحها وحاضرة بجسدها كعبد للواجبات المنزلية، وكمنفذ متبرع لمتطلبات المجتمع المزيفة، ويكبر الأولاد ويسيرون في حياتهم بنفس طريقة أهلهم. تنتظر الأمّ أن يعيدوا لها جزءاً من حقها لأنّها صبرت، وقدمت لهم جسدها المهترئ، لكن هيهات! حياتهم ليست حياتها.
تمضي النساء أكثر من عشرين عاماً في البحث عن أنفسهن من خلال سبات دائم تكون فيه المرأة نوعاً من الروبوت، وليس لها ذلك تأثير فاعل في حياة الأسرة أو المجتمع.
أغلب الزيجات تستمر، وأغلب النساء موجودات في بيت الزوجية عن طريق الجسد فقط حيث أنّ الرّوح لا تعيش دون عاطفة، ودفء.
المرأة المنكسرة الذليلة لن تكون لها ذرية مؤمنة بالحرّية. أن تكون الحياة عبثية إلى حد أن تذوب النساء في الحزن وتصبحن مركز دائرته هو الذي يفقد المرأة قدرتها على احترام ذاتها.
لا أرغب أن أتحدّث عن الظّلم، فالحياة قائمة على الظّلم، ومن يفتقد السّلطة والمال سوف يكون مضطهداً، وهنا لا أعني سلطة الحكم. أعني سلطة محدودة متاحة لصاحب الدّخل، وهناك أمثلة على النّساء اللواتي يحظين بنسبة أقل من الاضطهاد. لو افترضنا أنّ إحداهن استطاعت أن تجمع ثروة بسيطة من بيع جسدها، وفتحت بعد ذلك مدرسة خاصّة، وأعلنت عن مقاعد في مدرستها للفقراء، وعن تبرعات من الأغنياء. سوف ينسى المجتمع تاريخها بالتدريج، وسوف يصل إلى مرحلة يقول: من منا لا يخطئ، ثم إلى مرحلة إعطائها صفة النبالة. هذا مثال بسيط ، وما أعنيه أنّ على المرأة أن تسعى أن يكون لها دخل مادي، وأن تحافظ على ذلك الدخل وتبتعد عن المثاليات الجوفاء بأنّه لا فرق بين الزوج والزوجة. عفواً عزيزتي هناك فرق كبير، فعندما يخطر لزوجك أن يرحل كيف يمكنك استعادة ثمرة جهدك؟ يجب أن تكوني واضحة، وصارمة، وإن قلت أنه كيف لي أن لا أصرف من أجل أولادي تكون قد مت عطاء، والعطاء لا يمكن استرداده. لذا عليك أن تقبلي نفسك.
أتحدث عن النساء من خلال تجربتي وتجارب المئات اللواتي التقيتهن. تفقد المرأة نفسها عندما تصبح لا حول لها ولا قوة.
نحن معشر النساء السّوريات. خائفات، مهزومات، وهذا ما يدفعنا أن نكون مزيّفات، وربما نعيش الوهم. لكن ما نفتقده أن نكون أنفسنا، وأن نحترم ذواتنا.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تدعي هذا يحدث!
- اسمها غضب -3-
- فيلم هوليودي. يخاف بطله الأصدقاء والأعداء
- في ميلاد الحصاد
- إن سمعتم جعجعة على اللايف اعرفوا أن الطاحونة فارغة من القمح
- يحدث حتى في السّويد
- في اليوم الوطني لدولة السّويد
- لا . لدستور يمثّل الدّعارة السّياسية
- خطاب القسم
- رمضانيات
- إنّها غضب -2-
- اسمها غضب-1-
- اللعبة السياسية لا تهتم سوى باستغلال الحدث والمتاجرة به
- لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة
- متلازمات سورية
- زواج ملكي متعدّد الثقافات
- قصاقيص
- ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح
- الحبّ يصنع المعجزات
- نتحدّث كي لاننفجر


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - عندما يحين موعد سبات المرأة