أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة














المزيد.....

لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من حقنا أن نلوم من يهاجر إلى الغرب، فلو لم تكن المعاناة القائمة، أو المتوقّعة كبيرة لما غامر النّاس بحياتهم. نعم قد لا يكونون تحت الخطر المباشر، وقد لا يكونون مهدّدين في تلك اللحظة التي قرّروا فيها المغادرة، لكن تجربتهم في قراءة المستقبل تستند إلى تجربة أسلافهم الذين خسروا الماضي والمستقبل.
الكثير من السّوريين أتوا من دبي، والسعودية، وروسيا، وهم مقيمون في تلك البلدان ربما منذ أكثر من عشر سنوات، وبوضع مادي لا بأس به ، وبأمان نسبي، لكن لا أمان في الحقيقة، ونسبة كبيرة من هؤلاء يؤيدون النّظام، وبعضهم غادر بسبب قضية سرقة مثلاً، وهو في الغرب يهاجم هذا وذاك.
لن نبحث في أسباب الهجرة اليوم. بل نبحث عن الاندماج في المجتمع الغربي، والذي لن يكون في الخمسين عام المقبلة على الأقل ّ، لأسباب كثيرة موجودة في داخل الإنسان بسبب نشأته الأولى ، وربما بسبب انغلاق قلبه وعقله، والاندماج لا يعني الذوبان طبعاً فالهوية الأمّ لا يمكن تمزيقها بلحظة حبّ للاندماج.
ليس الأمر متعلّق بقبول الغربي، أو عدم قبوله للمهاجر، فربما ثلث الغرب هو من المهاجرين. الموضوع ذاتي يدور في عمق المجموعة حيث لم يجر أي تغيير على نمط تفكير من هاجروا قبل ثلاثين عاماً من السّوريين، ولا نتحدث عن البعض. بل عن الظّاهرة.
هل يمكن لشخص ينتمي لتنظيم اسمه تنظيم الخلافة الإسلامية أن يندمج هو أو عائلته؟ وهل هذا التّنظيم المرخص كحزب في بعض الدول الغربية يمكنه أن يقدم خدمة معيّنة في المجال الاجتماعي؟ وهل إذا ما خالف القوانين، والقيم الاجتماعية سوف يستمر؟
إذا استثنينا رجال الأعمال السّوريين الذين تربى أغلبهم على رغيف الإنسان السّوري، والذي يتابعه السّوري ليقدموا له الولاء، والذي يتاجر بكل الأشياء، وحتى الآن هو العنصر السوري المتفّوق الذي يمارس السوريين طقوسهم في تمجيده وي ، يسيرون خلفه على الفيس بوك كالقطعان، وكل منشور منه يحظى بالتمجيد، وهذا السبب الذي حوّله من كاتب منشورات فيسبوكية إلى سياسي، ومحلل، وناصح، وربما طبيب.
ليس للسوريين " المسلمين" مجتمع حاضن في الغرب، بينما البيئات الأخرى هي حاضنة لأبنائها، وأغلب المهاجرين من السّريان مثلاً أتوا إلى الغرب بتسهيلات من أقاربهم، أو معارفهم. بعضهم أتى فوراً على عقد عمل، أو بالطائرة من دبي إلى اليونان حيث أن أحد أبناء الكنيسة يساعدهم في الحصول على فيزا لليونان لمدة ستة أشهر، وبعدها يأتون بطريقة طبيعيّة، والكنيسة تجمعهم وقد لا يكون بعضهم متديناً بل هو يحتاج لبيئة حاضنة اجتماعية، ويحاولون أن يكونوا مرنين مع القوانين، لكن البعض منهم لم يحظ بتلك الامتيازات.
علينا أن نتحدّث بصراحة، ومن وجهة نظري التي تحترم جميع الأديان ، وليس جميع المؤمنين بها، أعتقد أنّ النبي محمد كان منفتحاً مثل باقي الأنبياء الذين سبقوه، ولو وجد اليوم في الغرب لما قبل بما يجري ممّن ينسبون أنفسهم للإسلام . العذر في صاحب الدين، وليس في الدين فالغرب يعجّ بالأديان الطبيعية والسّماوية، وحتى الأديان الوضعية ولا تصادم إلا مع الأشخاص المسلمين. لماذا؟
من رؤيتي اليوميّة ، والتي تتمركز فيها المفاهيم الإسلامية في أغلبها حول المرأة مع أن الإسلام هو أول من أوجد التنظيم السّياسي، وأسس لعقد زواج مدني. تمكّن الجيل الحالي من التعريف بإسلامه من خلال تخلّفه حيث يسير برفقة زوجته المجلببة، وابنته ذات الخمس سنوات المحجبة، وابنة العشر سنوات التي تمشي معه بلباس الصلاة في موكب ، وكأنّه يقول: انظروا كم أنا متمدّن!
يتلقى معلوماته من أمام جامع شبه أمي ، وهذا الجامع مرخّص، لكن الكثير من المساعدات المالية تأتيه من الدول العربية، وحتى خطابه الديني يأتيه مع المال. هذا الشّخص نفسه مؤمن بثقافة التّعفيش، ولا زلت أذكر إمام الجامع المغربي الذي كان يسرق في الليل، ويبيع ما يسرقه للأشخاص الذين أوصوه على أشياء معينة. سألته مرّة: أليس السّرقة من المحرمات في كلّ الأديان، فقال ونظره إلى الأرض: نعم. هي حرام في بلاد المسلمين، لكن هنا أموالهم حرام، ونساؤهم حلال. كنت أعيش معه في نفس الكامب.
لثقافة التّعفيش قصة طويلة، ففي بعض الكنائس التي تقدم الأشياء مجانية مرّة في الأسبوع، والتي كانت تقدم وجبة إفطار وارها، وقد ذهبت مرّة واحدة لها، وعدت بخفي حنين دون ثياب أو إفطار، فالمزاحمة فنّ بحد ذاتها، والكثير ينسحبون خوفاً على أنفسهم وخجلاً، وكان المعفشون يأتون بأكياس بالكاد تسحب. أحياناً يستأجرون سيارة المعفش الذي ذهب بسييارته ليجلب نصيبة. يدفعون له القليل، فو دفع له ثلاثة معفشين يمكن أن يتجاوز ثمن البترول . يجمعون من المكان ما يستطيعون جمعه، ثم يعودون على الكامب فيفرزونه، ويرمون الباقي في القمامة.
العذر ليس في الإسلام، ولا في القوانين. العذر هو في الكثير " من المسلمين" الذين أخذوا من الإسلام مفاهيمهم الخاطئة حولل المرأة، ولم يأخذوا منه العبادة النّقية التي تتيح لهم التّواصل الداخلي الشّفاف مع خالقهم كي يعيدوا إلى داخلهم الإنسان الطبيعي الذي يصوم ويصلي دون منّة على الآخر، والذي لا يعمل ضمن تنظيم كتنظيم الخلافة، ويشارك باقي البشر مناسباتهم بالحدّ الأدنى من القبول. حتى الآن كل شيء داكن.
نحن أمام ستارة من الدّخان، وتلك البلاد التي آوتنا تتنافس فيها الأحزاب على الانتخابات، ولا يزال ماثلاً في الأذهان أحداث بريشتينا حيث نقلهم الأوروبيون بالطائرات، وأعادوا أغلبهم بنفس الطائرات بعد انتهاء الحرب ، وكان أطفالهم قد وصلوا إلى الصف السادس في الدول المضيفة، وفي ذلك الوقت كان الوضع أفضل من اليوم. اليوم تتنافس الأحزاب في الغرب، وقضيّة الهجرة على اللائحة الأولى، وتكاد الأحزاب جميعها تتفق على سياسة موحدّة حول الهجرة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمات سورية
- زواج ملكي متعدّد الثقافات
- قصاقيص
- ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح
- الحبّ يصنع المعجزات
- نتحدّث كي لاننفجر
- ترامب وأنصاره يحاولون التّعجيل بنبؤءة هرمجدون
- يوم البيعة العربية لإسرائيل
- سجن الرّوح-الحلقة الأخيرة-
- الغرب غرب ولن يتحارب
- السّياسيون، ورجال الأعمال مخلوقات مستنقعيّة
- حملة مي تو تلاحق الأموات ، وتعرّف بعبقريّة الرّجال
- حرب تجارية بين ترامب وأوروبا تحت عنوان الملف النّووي ، فمن س ...
- سجن الرّوح-23-
- عصر سقوط النجوم
- سجن الرّوح 22
- من القصص الإنسانية
- في يوم الصّحافة
- سجن الرّوح-21-
- حركة نورديا النازية في شمال أوروبا هي معاون مطيع لروسيا


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة