أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - النص بين الوعي وضده














المزيد.....

النص بين الوعي وضده


منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 01:51
المحور: الادب والفن
    


يمتاز العمل الادبي بمجمله بانه عمل تفاعلي بين الكاتب والمتلقي وان كانت التفاعلية واضحة اكثر في جهة المتلقي كون الكاتب قد يكتب (( لا وعيه )) فيما يطرحه من النصوص ويزداد هذا التفاعل كلما كان الكاتب قريبا من (( وعيه )) لحظة التكوين ...
ولتبسيط العبارة نقول ان اي كاتب لا يخلو ان يكتب اما بوعيه او لا وعيه او يجعل منهما اتحادا وقد تسمع كثيرا من الكتاب يقولون انهم في اثناء الكتابة يعيشون عالما اخرا من الوحدة التي تكون لها القدرة في وصف وجدانهم بشيء من التعبير الحر واحيانا يطلقون على انفسهم انهم يكتبون (( من وحي خيالهم )) وهؤلاء الكتاب بالرغم من تمكنهم في صياغة الصور الشعرية (( الشعورية )) الا ان خيالهم يطغى على قلمهم وبهذا ينفصل الشكل في احيان كثيرة عن المعنى المتوخى او الهدف اثناء الكتابة لان الخيال يحمل بين صوره معان قد تكون جدا عميقة وهذه المعاني لن تظهر الا اذا اقترب الكاتب من وعيه لكي ستطيع ان يجسدها بالشكل المطلوب (( تلقيا )) وهذا ما يكون متعذرا لمن يسافر خيالهم بعيدا تاركا مساحات للمعنى لا تملاها الكلمات لعجز الخيال وحده عن التوليف بين ما يريده وما يكتبه ولهذا يقل التفاعل بين الكاتب وبين متلقيه نتيجة لذلك وقد يبتعد المتلقي كثيرا في فهمه للنص وقد يحتج الكاتب بان القارئ قد تكاسل فهمه عن الوصول لنتيجة الهدف المقصود وهو ليس كذلك بحال وكم شاهدت من كتاب بمجرد تحليل بضعة سطور لهم يقولون انهم لم يك يقصدون هذا المعنى بينما الشكل هو الاداة المعرفية الوحيدة في الربط بين الفهمين – طبعا الشكل بقواعده – ونتيجة لذلك يحدث كثيرا ان تشاهد نصوصا غير مفهومة تبعا لذلك من انتقال الشكل بين معان لا يوجد فيها اي دائرة تركيبية مشتركة سوى في خيال الكاتب ولحل هذه المشكلة كان على الكاتب ان يقترب من وعيه لحظة تكوين النص حتى تكون الاداة التفاعلية اقوى ويكون متمكنا من السيطرة على خياله اثناء الكتابة في اختيار اقرب الاشكال لمقصوده ونحن هنا لا نقصد طمس الخيال بل محاولة السيطرة عليه اذ ان طمس الخيال لا يبقي للنص الادبي اي قيمة وجدانية او شعورية الا اذا الهدف من النص التكلم بلسان الاخرين نتيجة حكمة ما او موعظة ما ومع ذلك لا يخلو الامر من وجود خيال معتد به تشاهده بين سطور الشكل ..
واعتقد ان اقوى النصوص الادبية هي التي توازن بين الوعي وضده بحيث لا الخيال يسيطر ولا القلم يسيطر بل يظهر الوعي حين يكون المعنى عميقا ويحتاج الى بيان تفاعلي للمتلقي ويختفي حين يكون المعنى قريبا لذهن المتلقي وفي كلتا الحالتين يبقى الكاتب هو سيد حرفه



#منير_الكلداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النحو تحت الضوء
- أكفكف بريق عيني
- جمهورية ابو جهامة # 3
- اللغة العربية !! تهجم ؟
- الرؤية الصورية
- رقصة الاحتضار
- تجربتي مع # 4 ((الكهرباء))
- جمهورية ابو جهامة # 2
- الازمة النقدية بين النقد والناقد # 6
- جمهورية ابو جهامة # 1
- الاطلاق المعرفي في النظرية الادبية
- القواعد والقيود الادبية
- ليلة مومس # 8
- حوارية الفن # 2 مع الفنانة التشكيلية العراقية مروة الحايك
- تجربتي مع # 3 ((سلب الكرامة ))
- ليلة مومس # 7
- تجربتي مع # 2 (( الاقصاء ))
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 3 منير الكلداني & زكية محمد
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 2 منير الكلداني & زكية محمد
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 1 منير الكلداني & زكية محمد


المزيد.....




- هل يقترب أدونيس أخيرا من جائزة نوبل؟
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- منتدى الفحيص يحتفي بأم كلثوم في أمسية أرواح في المدينة بمناس ...
- الطاهر بن عاشور ومشروع النظام الاجتماعي في الإسلام
- سينما الجائحة.. كيف عكست الأفلام تجربة كورونا على الشاشة؟
- فتح مقبرة أمنحتب الثالث إحدى أكبر مقابر وادي الملوك أمام الز ...
- الفنان فضل شاكر يُسلم نفسه للسلطات اللبنانية بعد 13 عاما من ...
- ابنة أوروك: قراءة أسلوبية في قصيدة جواد غلوم
- الطيب بوعزة مناقشا فلسفة التاريخ: هل يمكن استخراج معنى كلي م ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - النص بين الوعي وضده