أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - سُريالية رومانسية حالمة - قراءة في كتاب -كأنني أسابق صخرة- للشاعرة اللبنانية ملاك مكي














المزيد.....

سُريالية رومانسية حالمة - قراءة في كتاب -كأنني أسابق صخرة- للشاعرة اللبنانية ملاك مكي


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


في نيسان الماضي، اهدتني الصديقة والكاتبة ملاك مكي كتابها الشعري الأول، "كأنني أسابق صخرة". منذ اللحظات الأولى، تصفحته وراقت لي السُريالية المتجسدة في تلك الابيات القصيرة والنثر الجميل الأكثر طولا في صفحاتٍ أخرى. لكنني أجلت قراءته حتى يحين وقته، فللقراءة وقتٍ معين لا يمكننا أن نتدخل في تحديده برأيي.

نشرت الكاتبة اللبنانية والصحافية التي تغطي أخبار العلوم ملاك مكي كتابها هذا العام وقد سعدتُ بحصولي على نسخة موقعة عندما التقيتها في ورشة عمل أقامتها الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

في الكتاب تصاوير جميلة وخيال خصب للغاية. هناك تجد أحلام الطفولة وصوت العاشقات الصامتات، فتقرأ عن غفوة مع الشمس تحرم العالم من طلوع الفجر في ذلك النهار، وتقرأ عن سباق تسلق مع الضوء، وعن توق للتحول الى قميص يلبسه صدر فوضوي قبل أن يُخلع ويُهمل.

على مدى صفحات الكتاب الكثير من الانتقالات وكلها جميلة تنبض بالشوق والانتظار والحنين والتأمل والرغبة في الفرار والعزلة والتبدل السريع للبحث عن الفرار من التفكير والرغبة في الشراكة والبحث عن الحب وتصوّر مدى سعادة زوجي الجوارب لانهما دائما معا – في الغسالة وعند نشر الغسيل وعندما يرتديهما أحدهم.

عن الشوق نقرأ، "الشوق يُحيي الروح، يُحيي البشرة" ونقرأ، "للشوق رائحة المطر، للأمكنة رائحة الحنين، للخوف رائحتي". وعن دوامة الأفكار نقرأ، "جميع قطارات العالم تتوقف عند نقطة الوصول، في رأسي قطار لا يتوقف" ونقرأ، "جميل أن أكون فكرة، يزرعني أحدٌ في رأسه، وأتخلص من رأسي".

هناك مسحة حزن واضحة في النصوص، وتتجلى في قول الكاتبة، "حين أغفو أسمع ما يهمسه رمشي لدمعي، حينها أجد السبب". وقد يكون ذلك بسبب فقدان المعنى لكل ما نقوم به، حيث تقول، "كأنني أسابق صخرة، لا أعرف معنى الدهشة، لا الثبات يدهشني ولا الحركة". جعلتني هذه الكلمات أتذكر سيزيف وصخرته وكلمات السياب عن مأساته واستعارته لمقولة سارتر وتحويلها الى "سيزيف إن الصخرة الآخرون".

الكثير من القصائد والخواطر تتحدث عن لقاءات مؤجلة واحلام تتعلق بما سيحدث عند اللقاء. نقرأ، "في العادة أتأخر عن الموعد، تنصرف اللحظة قبل مجيئي، فلا نلتقي" ونقرأ، "عندما نلتقي، لا تخبرني أن الطقس غائم، وأننا في شهر أيلول، أن رجلا مسنا يجلس وحيدا هناك. أن لون قميصي يناسب بشرتي، امسك يدي فقط، تحسس الشوق بين أصابعي واجعلني أصمت". ذكرتني اغلب الابيات بأغاني فيروز التي تتحدث عن الانتظار والحب بلا أمل وقضاء الحياة في الانتظار، لكن الكاتبة تحاول منح الانتظار معنى، حيث نقرأ، "كأن الانتظار حياة، وحين نتوقف عن الانتظار نموت" ونقرأ، "الوقت فراغ وحشي، الموعد يروضه".

تتحدث بعض القصائد ونصوص النثر عن حب غائب أو ماضٍ أو حبيب لا يكترث بشيء سوى أهدافه. كانت مصادفة أن تستثيرني النصوص للتفكير في أهمية ايجاد هدف للحياة لنحيا من أجله، قبل أن اقرأ ادانة الكاتبة للتركيز على الهدف فحسب، الهدف الذي يضيع علينا فرصة الاستمتاع بالحياة. نقرأ عن الحبيب الذي لا يهتم الا بالاهداف واحصاء أعداد القتلى، "ربما لم تكن الحياة سوى ذلك المشهد، أعداد قتلى وأمنيات ان يغمرنا أحدهم".

يبدو الوقت هاجسا بالنسبة للكاتبة، وربما هو كذلك بالنسبة لكل مفكر يطيل التأمل. وسنتفاجأ برؤيتها للأمل بصفته شيء مقلق ومخيف، لكنه سبب القيام بكثير من الانجازات المهمة على كافة الاصعدة.

الكتابة بالنسبة لملاك "صرخة الأصابع من ألم الوخز". راقت لي هذه العبارة جدًا، فيما ذكرتني كلماتها "حزينة كفراشة أضاعت زهرتها، فالتصقت بالضوء" بنص آخر لصديقٍ عزيز كتب ذات مرة عن مندائي أضاع نهره. لكم هو مؤلم ان تضيع ما تحب إلى الأبد!

ترى الكاتبة بأن الحب ضروري في حياة الانسان، فنقرأ، "عندما تجد من يحبك، يكون الطقس جميلا". لكنني تساءلت عند حديثها عن الشمس عن كيفية ان يحب شخص قادم من بلاد حارة نجم مجموعتنا الشمسية، ربما يحب الانسان ما يفتقده وعليه فإن حب سكان البلاد الباردة للشمس أكثر تبريرًا من حب المشرقيين لها. في المجموعة ستبحرون في خيال رائع وتقرأون عن اعشاب تحادث الجدران وحوارات مع الريح والفراشات وشوق للشوكولا ورائحة الياسمين وطعم برتقال يافا ومخاطبات كثيرة للمطر.

في نهاية الكتاب تصرّ الكاتبة على الانطلاق بحرية الخيال الى اقصى حدوده فتقرر الهروب من هذه الارض الى الفضاء على متن بالون ملون وتأخذ معها اشياء بسيطة لتتجنب الحنين والاشتياق الذي يرافق رؤية الاشياء المرتبطة دائما بموقف أو شخص أو مكان. الكتاب جميل ويمثل قراءة خفيفة ذات معانٍ عميقة. أرجو أن يروق لكم.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم عجائب عراقي - قراءة في رواية أنيس في بلاد العجائب للروا ...
- جولة روحية وفكرية - قراءة في كتاب -تجوال- للكاتب الألماني هي ...
- أفول الأصنام - اعلان نيتشه الحرب على الدين والأخلاق والفلاسف ...
- رسالة الى المؤرخ والصديق عمر محمد - أدمن عين الموصل
- رومانسية سوداوية - قراءة في -أزهار الشر- للشاعر الفرنسي شارل ...
- المنفى والوجود واللغة - قراءة في المجموعة الشعرية -مديح الطا ...
- تأملات في الإنسان والوجود والإلوهية - قراءة في كتاب -تصوف- ل ...
- اطلالة على قصور اسطنبول - قصر بيلارباي
- مآثر السريان في المشرق - قراءة في كتاب عصر السريان الذهبي لف ...
- رؤية محايدة لمشاهدتي الأولى لفيلم الرسالة
- الاسلام في عيون مبشر أميركي - قراءة في كتاب -الاسلام أو دين ...
- ابحار في فهم الذاكرة والنوستالجيا – قراءة في رواية -الجهل- ل ...
- إطلالة على الأدب الأرمني - قراءة في المجموعة القصصية -عندما ...
- تفكيك المبادئ والمواقف – قراءة في رواية إدوارد والله للكاتب ...
- بعث بدائي ورغبات مكبوتة - قراءة في كتاب علم نفس الجماهير لسي ...
- فيلم لعبة المحاكاة: دروس في تقبل الاختلاف
- آسيا الصغرى وإيران - جسور بين الحضارات
- الفردوس المفقود - العراق في عيون الرسام الإنجليزي دونالد ماك ...
- بغداد في عيون مبشر إنجليزي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر
- الأيديوجيات الشمولية – خطر محدق وخوف مبرر


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - سُريالية رومانسية حالمة - قراءة في كتاب -كأنني أسابق صخرة- للشاعرة اللبنانية ملاك مكي