أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - حياتي كلها














المزيد.....

حياتي كلها


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 03:25
المحور: الادب والفن
    


حياتي كلها

الكاتب:د. مظهر محمد صالح

31/12/2014 12:00 صباحا

د.مظهر محمد صالح
في العام 1960 ابتكر الاقتصادي الاميركي الشهير(ثيودور شولتز) وهو واحد من علماء مدرسة شيكاغو في الاقتصاد ،مصطلحاَ اطلق عليه (رأس المال البشري) معتقداً ان البشر هم شكل من اشكال رأس المال الذي يمكن الاستثمار بهم من خلال التعليم والتدريب وتطوير قدراتهم،ليتاح استعمالهم في العملية الانتاجية وتحسين نوعية الانتاج ومستواه وان الاجر لابد من ان يعكس في جانب من مكوناته عائداً او دخلاً على رأس المال( البشري او الانساني). وان مثل هكذا نمط من رأس المال يُعد بمثابة تراكم معرفي يضيفه باستمرار الاستثمار في التعليم والتدريب وعوامل مختلفة تزيد عادة من الانتاجية ومعدل الاجر المدفوع.بعبارة اخرى،فأن رأس المال البشري هو خزين من المعارف والخبرات والمهارات التي تمكن الافراد  ليكونوا قوى منتجة قادرة على تعظيم الدخل الوطني ومن ثم الدخل او الكسب الفردي للمشتغل نفسه.فعندما يكون خزين رأس المال البشري مرتفعاً جداَ و الطلب على الخدمات التي يقدمها رأس المال الانساني المذكور عالية ايضاً،فأنه  لابد من ان  تتولد قدرة  شديدة الاتساع في تحصيل دخل او تحقيق  اجر اكبر.فقد يتحقق لبعض الناس دخلٍ مرتفع لقاء ساعات عمل فعلية قليلة!ولكنهم يقدمون في الوقت نفسه الكثير من العمل المكثف لقاء مهاراتهم الهائلة التي يجسدها خزين رأس المال البشري المتراكم.وبهذا  يقودناالعرض الاقتصادي في اعلاه الى القصة الطريفة الاتية:ففي واحدة من مقاهي سانت جرمان  الشهيرة في باريس ،اتخذ ذلك السائح النمساوي مقعده صدفة الى جوار طاولة الرسام الشهير(بابلو بيكاسو1881-1973) ليرتشف شيئا من البن البرازيلي المعد على الطريقة الباريسية التقليدية العميقة المذاق واذا بالسائح النمساوي يقع في سرور المباغت ،كمحارب اعزل عمرت يده بسلاح المصادفة في اشد المواقف دهشة. فقد اخذ يتطلع في ملامح عملاق الفن التشكيلي( بيكاسو) وهو يكتشف الاوصاف نفسها التي ترددت في هذه اللحظة على شفاهه التي ظللتها رائحة القهوة بعد ان اشعلت جدران المكان بقوة رومانسية مذهلة!.وهنا التفت السائح باهتمامٍ وتركيز نحو بيكاسو طالباً منه، ما اذا كان بالامكان رسم صورة تخطيطية بسيطة لزوجته مقابل ثمن! قَبل الفنان بيكاسو العرض ولم تأخذ المسألة منه سوى دقيقتين او ثلاث ثم قال له:ادفع لي الفي دولار رجاءً.هنا صُدع السائح عند سماعه بطلب بيكاسو دفع ثمن اتعابه البالغة الارتفاع.وتبخرت نشوة القهوة من رأس السائح وزوجته ، مردداً القول ،بانك لم تبذل سوى دقائق معدودات كي تنجز رسمك التخطيطي!هنا توقف بيكاسو وتمعن بتقاسيم وجه ذلك السائح الحالم...و بنظرة نافذة  قال له:كلا ايها الرجل فأن الامر لم يأخذ دقائق قليلة كما تزعم! واعلم ان المخطط المذكور... القليل في وقته ..هو عظيمٌ في ثمنه..!فقد تجسدت حياتي الفنية كلها فور ان بدأت مسارات قلمي تتحرك على تلك القطعة الورقية البيضاء!
انه التراكم المعرفي لرأس المال البشري.. سيبقى قليل الوقت... ولكن مرتفع الثمن.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصلح والفيلسوف
- نادي الكون
- البقرة فريزن :بين امستردام و مزرعة المسيب الكبير
- القمامة المحزنة
- ديوان الحكومة القديم
- مفارقة اسيا
- متجر الماس:أغنياء وفقراء
- انغولا والنفط الملعون...!!
- الشاي الأسود والسكر الابيض
- نهاية الموديل الاقتصادي للقيصرية الروسية
- المقاصة الدراسية وازمة الهوية
- الخمر والأغلبية الصامتة!
- ‎امرأة من حديد!
- عالم مسطح ..!!
- القمامة و صندوق النقد الدولي
- الرقص مع الذئاب..!
- مسابح العنصرية
- العبودية في القرن الحادي والعشرين!
- تقسيم العمل..ثروة أم اغتراب؟
- غزوة المتحف..!


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - حياتي كلها