أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - القمامة المحزنة














المزيد.....

القمامة المحزنة


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 02:15
المحور: حقوق الانسان
    


القمامة المحزنة
الكاتب:د. مظهر محمد صالح

28/10/2015 12:00 صباحا

نظرتُ اليها وهي تعبث في حاوية القمامة قرب منزلنا وانا اطالعها بوجه وديع وخاطبتها: لماذا تخوضين غمار معركة قاسية مع هذه النفايات وانت تجشمين نفسك هذه العذابات في البحث عن اللاشيء يابنيتي.؟
ارتسمت ابتسامة على شفتيها وارتاحت الى اسرار غريزتها وتنهدت من الاعماق حزناً،واجابت : من يتحمل مرارة الصبر في ملازمة غرفة الصفيح التي نعيش فيها نحن الايتام الستة.فخروجي من ذلك المهجع البائس ايها العم هي الفرصة الاخيرة في البحث عن الامل بالعيش!. تنهدت الفتاة ولم استمع تتمة لعباراتها المتلاحقة لانها غمغمت وكأنما كانت تريد ان تسمعني بان الحياة تعاندها وتسحق آمالها وتكيد لها ببخلها وجفافها.ثم استدارت على عقبيها لتعود من حيث اتت وهي تقاسي يومها دون ان يستقبلها غد واعد.ولم تكن هي مستعدة لمثل هذا اللقاء المحزن الذي داهمها في حوار الجوع حول حاوية الازبال ، في حين ظلت تجمع القمامة من مختلف الحاويات وهي تنادي قواها المبعثرة من اجل العيش والبقاء من دون ان يولد لديها شيء من الارتباك او الذهول!.رجعت حزينا الى مكتبتي وانا اقلب كتاباً اشتريته في الاسابيع الماضية من مخزن لبيع الكتب في مطار لندن اثناء عودتي الى بلدي، وعنوانه:علم الاقتصاد تكوين المعنى في الاقتصاد الحديث لمؤلفه ريتشارد ديفيز...والذي فاجأني في الامر وانا اقرأ مقدمة ذلك الكتاب الذي تناول في واحدة من جوانبه موضوعاً فرعيا عنوانه :الاقتصادات في ازمة! فقلت في سري لقد كثرت الازمات ولكن ماهو أشدها في هذه المقدمة؟وجدت ان الموضوع يتحدث عن ندرة الدخل في العالم.اذ يشير الكاتب في تلك الصفحات الى ان عدد سكان العالم قد تخطى 7مليارات نسمة وان حصة الفرد من الدخل العالمي (البالغ بنحو 75 ترليون دولار) يفترض فيها انها قاربت 11الف دولار سنويا (اذا ما جرى توزيعها بالتساوي بين سكان
العالم).
ولكن للاسف مازال هنالك واحد من كل سبعة اشخاص في الارض يعيش في فقر مدقع وان ما يحصل عليه من دخل سنوي لايتعدى450 دولاراً وهم قرابة مليار نسمة. توقفت من فوري متذكراً بحزن تلك الفتاة، لتفاجئني عبارة كانت اشد حزنا في ذلك الكتاب ويقول فيها الكاتب ريتشارد ديفيز:ان مقدار ما ترميه الاسر في البلدان المتقدمة من غذاء في حاويات القمامة يعادل 222مليون طن سنوياً وهي موارد تعادل من حيث القيمة قرابة 400 مليون دولار،واذا ما وزعت اقيام تلك النفايات بين اشد الناس فقرا في العالم فانها ستضعهم على خط الفقر النسبي بدلا من الفقر المدقع.ختاما،عرفت ان ريتشارد ديفيز قد خاطب تلك الفتاة الفقيرة في بلادي ليبعث اليها باشارة فكرية محزنة بان العالم مازال يعج في اللامساواة في توزيع الدخل والدليل هو ما تبحثين عنه في حاوية
القمامة .!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان الحكومة القديم
- مفارقة اسيا
- متجر الماس:أغنياء وفقراء
- انغولا والنفط الملعون...!!
- الشاي الأسود والسكر الابيض
- نهاية الموديل الاقتصادي للقيصرية الروسية
- المقاصة الدراسية وازمة الهوية
- الخمر والأغلبية الصامتة!
- ‎امرأة من حديد!
- عالم مسطح ..!!
- القمامة و صندوق النقد الدولي
- الرقص مع الذئاب..!
- مسابح العنصرية
- العبودية في القرن الحادي والعشرين!
- تقسيم العمل..ثروة أم اغتراب؟
- غزوة المتحف..!
- ليلة الهروب
- صبي تحت الشمس..!
- النفط والحليب من دين واحد
- نساء في اقتصاديات العمل


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - القمامة المحزنة