العقلية البدوية و أتكيت الإعلام

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 09:50
المحور: الصحافة والاعلام
    

العقلية البدوية اصلا لا تفقه عبارة الأتكيت , فهو مصطلح أو عبارة مقرونة بعالم التمدن , وبما ان ثمة بون شاسع بين البدونة والتمدن فلا موجب لوضع اللوم على ذلك الكيان البدوي في تقاسيمه في هذا السياق , لكن هناك فرض في تلك المقالة على ما بدر ويبدر في هذا المحور للتذكير فقط .

ومصطلح " النظام " هو مفتاح هذا العلك , كيف ؟ الكيف هو انك عندما تكون في موقع إعلامي يتجاوز المعلم الجغرافي فيتوجب عليك الإنصياع لما خارج الجغرافية والأدبيات التي نشأت عليها .. وأيضا كيف ؟ .. بمعنى ان الإعلامي العرباني غالبا ما يكون إنحيازي في طرحه حول أية قضية يحاول طرحها . ثمة نخز في أحشاء ذهنه تدعوه لتلك عدم الحيادية , ربما لهذا السبب يكون طرحه يتخذ طابعا : مُنرفز , غير واقعي , فج ..

هنا محاولة نسبية لهذا المستوى من الطرح : بعد العملية العسكرية الغربية على سوريا حدث مخاض إعلامي داخل أروقة المنظمة الدولية , توجه الصحفيون بأسئلتهم للمندوب السوري هناك , من ضمن الذين طرحوا الأسئلة هو مندوب قناة العربية , كان الإستفسار الذي وجهه يتضمن طعنا لجهة المتكلم , أي المندوب السوري , فقد قال ما معناه عن رؤية النظام السوري في هذا المنحى ... حين ذاك جاء جواب المندوب بما لا يتوقعه , حيث قال له : تعلم اسلوب الحديث أو مهنة الصحافة , فهذه المرأة المترجمة أدبت أو هذبت سؤالك , لا ينبغي عليك أن تقول النظام السوري , هذا من وجهة نظرك الخاصة , أما هنا فأنت في مقر منظمة دولية ويجب أن تقول جمهورية سوريا العربية !"

مندوب قناة العربية هذا هو سعودي , والمعروف ان تلك القناة تابعة للسعوية وجميع الإعلام السعودي يتفوه بعبارة " نظام " على سوريا ومفردة نظام ضمن المفهوم السياسي العربي تعني أنه تكوين ممقوت , ولا ضير , ليس الصدد الدفاع عن بشار وحاشيته .. لكن العبارة ان تصدر عن أديب عن مفكر عن عامل جزرته اجهزة الحكم تلك فيها إعتبار .. أما أن تصدر عن السعودية وأذيالها وسائل الإعلام المشبوهة القبيحة , فهذا هو الذي يثير المقت والقرف وكل مصطلحات القيء المسموم .

فالسعودية أشد سُمية من جميع النظم الديكتاتورية .. بل أن سمومها ذات أفق تاريخي يشهد به كل ناشط إنساني في ذلك الأفق المتخم بماهية أولئل القوم السفاكون للحم والدم .. ليكون أتيكيت البدونة - أتيكيت الدم - هو آخر ما يمكن أن يتحفنا به أجلاف الصحراء !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل