أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - تهافت خطاب - صراع الحضارات -و - صراع الأديان - الصراحة عن الحال العربية والفلسطينية















المزيد.....

تهافت خطاب - صراع الحضارات -و - صراع الأديان - الصراحة عن الحال العربية والفلسطينية


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 423 - 2003 / 3 / 13 - 01:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


        

في لحظة مصيرية من حياة الشرق الأوسط وشعوبه، يكسر الشعب الفلسطيني الصمت المطبق على ما يجري داخل وطنه فلسطين،في ظل تفاقم تعقيدات الموضوع العراقي والانحطاط البائس في الحالة العربية التي أصبحت ـ والمفارقة العجيبة ـ متخلفة أشواطاً إلى الوراء عن المواقف الدولية الشعبية والرسمية ، والأوربية منها على وجه الخصوص .
 يكسر شعبنا " مؤامرة الصمت " وينتشرعالياً على أرض وسماء فلسطين، سماء أرضنا العربية والعالم، كريماً مناضلاً، شجاعاً أبياً، زاهر الجراح، يروي ببحور من الدم الطهور تراب الوطن. بحور من آلام الجوع والدم والدموع لتزهر على أرض الوطن رايات الحرية والاستقلال. في جنين وفي رفح وخان يونس وغزة وجباليا والبريج ... في القدس، بيت لحم المهد، وفي معركة الأنوار في قلب مدينة نابلس حين تم اعتقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية/عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية تيسير خالد، واستشهاد الملازم أيمن أبو زنط، الشهيد فراس مبـروكة والشهيد محمد سامر التكروري.
" مؤامرة الصمت " تحاول أن تعبر تحت إيقاعات حربٍ قادمة، غزواً شاملاً للعراق هدفه «أبعد من نزع أسلحة الدمار الشامل». وكما قال كولن باول وزير خارجية الإدارة الأميركية أمام الكونغرس قبل أسبوعين بأن الحرب «أبعد من نزع أسلحة العراق، والهدف إعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط بما ينسجم مع المصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة» من خلال «عمليات فك وتركيب» تقوم على بلقنة العراق إثنياً ومذهبياً وطائفياً، وتمتد إلى بلقنة دول الخليج وتجر بالضرورة مشكلات لسورية ولبنان ومصر. ولن يتوقف الحريق عند حدود بلدان المشرق العربي وسيصل إلى المغاربة العرب، فنحن "وطن واحد" تغيب عنه " الديمقراطية والمساواة في المواطنة " من المحيط إلى الخليج أو كما يقول أشقاؤنا المغاربة من الماء إلى الماء. فالمسعى إلى إحكام القبضة على نفط العراق والخليج يمثل أداة الضغط على رقبة أوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة ليتحول النفط سلاحاً ضد العملقة الأوروبية والنهوض الروسي من جديد، وضد العملقة الصينية ولي أعناق العالم تحت ظل الهيمنة والعولمة الأميركية الجديدة.
وعلى الجبهة الفلسطينية ، فان كل المعلومات المتوفرة بين يدينا تشير إلى استعدادات إسرائيلية كبيرة لن تفرملها الضغوط الناعمة الأمريكية لاغتنام لحظات البدء بالعدوان على العراق «لاستكمال احتلال جميع الأراضي الفلسطينية ومحاولة اجتثاث الانتفاضة والمقاومة ووضع قياداتها وكوادرها بين الاغتيال والاعتقال، والإبعاد إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة». وليفرض شارون مشروعه السياسي بتسوية فلسطينية ـ إسرائيلية عنوانها: دولة فلسطينية على 42% من مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 ومن غير القدس. وتكون هذه «الدولة» مقطعة الأوصال وتتشكل ـ كما طرح على متسناع، رئيس حزب العمل ـ من سبعة كانتونات في الضفة الفلسطينية، والتواصل بينها من خلال أنفاق وجسور علوية. وتكون ممرات هذه«الدولة» الجوية والبـرية والبحرية بيد حكومة شارون هذا إضافة إلى «شرط شطب حق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها . وفي سياق مشروعه، تدفع حكومة شارون بغول الاستيطان ليمتد على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية (برنامج حكومة شارون أمام الكنيست)، لرسم خارطة جديدة لإسرائيل الصهيونية التوسعية بما لا ينسجم أبداً حتى مع خطة تينت ولا مع تقرير ميتشل، ولا ينسجم بالمطلق بل يتناقض مع «خطة الطريق» ويضع مائة تعديل عليها، ويعلن رفض أي دور للجنة الرباعية، وأي دور لأوروبا وروسيا وللأمم المتحدة لحصر الأمور بين فكي كماشة يتشكل حداها القاطعان القاتلان من الإدارة الأميركية اليمينية ومن حكومة إسرائيل التوسعية الصهيونية.
في سياق هذا كله، سلط العالم أضواءه على الملايين العربية التي بقيت لا تجيب على سؤال أغنية المغنية اللبنانية والمناضلة التقدمية جوليا بطرس في سؤالها «وين الملايين؟».
لقد جاءت عشرات الملايين من أوروبا ومن داخل الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزلندا وقالت بلهجة واضحة: لا للـهيمنة العولمية الأميركية.. لا على العراق والخليج فحسب بل على أي من أقطار العالم، وقالت باعادة صياغة خارطة العالم بمعادلات جديدة بعد أن تمتعت الإدارات الأميركية لنحو عشر سنوات بنتائج انهيار الاتحاد السوفيتي في فرض الهيمنة الأميركية على العالم.
جاءت عشرات الملايين هذه على يد قوى التقدم والحداثة واليسار والليبـرالية والسلام لترفض الخطاب المتهافت تحت عنوان «صراع الحضارات» و«صراع الأديان».
عشرات الملايين في أوروبا، أمريكا، استراليا والعالم أعلنت وبلغة واضحة: أن الصراع يدور لرفض الهيمنة الإمبـراطورية الأميركية، وأن القضايا المطروحة على يد الشعوب هي قضايا الحرية والتقدم الاجتماعي والسلام، على قاعدة الحق بتقرير المصير لكل شعب من الشعوب وحوار الثقافات. وعلى ذلك أسقطت الخطاب المتهافت القائل «بصراع الحضارات وصراع الأديان».
الآن في طور التكوين والتشكل دور جديد لشعوب أوروبا وداخل أميركا، استراليا، كندا بجانب دور الدول في تصحيح العلاقات الدولية ـ الدوليّة والإقليمية على قواعد جديدة ترفض قطبية القطب الواحد وتدعو إلى عالم متعدد الأقطاب، متعدد الثقافات، عالم الحداثة والدمقرطة والمعرفة والسلام، لا عالم الجاهلية الدينية المذهبية والطائفية، وأهل الكهف الذين ينشرون الخطاب السياسي الديني الفاشي، خطاب تسييس الدين وتديين السياسة.
إذا ربح العالم وربحنا معه معركة "الحل السلمي" بدون حرب، أو "الصمود والمقاومة المديدة في العراق" في مسار الحرب، فإن عالماً جديداً يتشكل وهو في طور التكوين، يدعو إلى القطبية المتعددة على قاعدة القوانين الدولية التي تم بناؤها على امتداد القرن العشرين بدم عشرات الملايين القتلى في ميدان الحروب الاستعمارية، وحروب الشعوب للتحرر والتقدم إلى أمام، القوانين التي تعطي للشعوب حقها في تقرير المصير والديمقراطية والتطور والتقدم الاجتماعي. فالعالم أرحب من أن يحشر بين فكي «جاروشة» أميركا وإسرائيل الصهيونية التوسعية، وأرحب من حشره في صراعات جاهلية دينية ومحلية حمقى مذهبية وطائفية في العالمين العربي والمسلم . فهو يدور بصراعات دولية واسعة النطاق والتأثير، وعلينا أن نستثمر هذه التطورات لندفع بقضايانا نحو الأمام.
نحن الشعوب والدول العربية، البلدان الوحيدة التي لم تستثمر ظروف النصر الدولية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. والذين استثمروها وصلوا إلى الحرية والاستقلال وإلى المساواة بالمواطنة دون تمييز في العرق والجنس والدين والمذهب، والوحدة القومية والتقدم، من الصين وفيتنام إلى جنوب أفريقيا مروراً ببلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
نحن العرب ضربت نهضاتنا إما في أول الطريق أو في منتصفه وغابت عن بلادنا ولا تزال الثورات الثلاث التي شهدتها أوروبا، أميركا، وروسيا، الصين، فيتنام، جنوب إفريقيا، وغيرها. الثورة الصناعية، ثورة المعرفة والتكنولوجيا، ثورة الإصلاح الديني وتجاوز كابوس الموروث الديني الذي يشدنا شعوباً ودولاً إلى الوراء والتخلف المزمن الرهيب.
لقد عاند شعب فلسطين عناداً نبيلاً من مواقع الإصرار على الثورة ببحور من الدماء في الانتفاضة والمقاومة. وعاند من أجل يكون متراساً أمامياً أمام كل الشعوب والدول العربية، ورايته «أن يكون أو أن يكون على أرض وطن حُرّ لشعب من الأحرار». وعاند شعب لبنان الباسل. ونسجل هنا من هذا الموقع للبنان نصره العظيم الذي قام على قاعدة «المقاومة ضد جيش الاحتلال ومعه عمق الدولة اللبنانية وكافة الأطياف الفكرية والسياسية للشعب اللبناني وبعمق ومظلة سورية حامية ومساندة، ودعم وإسناد الجمهورية الإيرانية». فانتجت جبهة المقاومة الوطنية والإقليمية الواسعة تفاهم نيسان/ أبريل 1996 بداية النهاية للاحتلال ورحيله عن جنوب البلاد، فتحية للبنان دولة وقيادة ، شعباً ومقاومة.
الآن، تطورات مظاهرات عشرات الملايين في أوروبا، داخل أمريكا، استراليا، كندا، أسقطت الخطاب المتهافت والفاشي القائل بصراع الحضارات وصراع الأديان. وأظهرت أن خطاب التهافت السياسي الديني الطائفي والمذهبي في بلادنا العربية وبلدان العالم المسلم قد سقط، وأصبحنا شعوباً ودولاً مطالبين اليوم قبل الغد مغادرة خطاب أهل الكهف لنتقدم من الظلام إلى النور، بخطاب جديد. وكما قال العلامة الشيخ محمد حسين فضل اللـه «نحن بحاجة إلى قراءة جديدة للخارطة العالمية على ضوء عشرات الملايين من البشر التي اندفعت في أوروبا وكندا وأميركا واستراليا ونيوزلندا»، وكما قال بابا الفاتيكان "الحرب على العراق جريمة ضد السلام وهزيمة للإنسانية".
وبانتظار الملايين العربية ـ لنصحح رؤيانا للحدث التاريخي الذي نعيش بـرؤيا خطاب يجمع كل الشعوب العربية ويدعوها إلى التقدم والحداثة ويدفعها للنضال من أجل عالم عربي جديد خبزه اليومي الحي المساواة في المواطنة بدلا عن التمييز العرقي، المذهبي، الطائفي الذي ينخر مصائر الشعوب والأقطار العربية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بدلاً عن بؤس الأنظمة الشمولية الديكتاتورية، بؤس تفاقم المسافات بين الأغنياء والفقراء، المعرفة والإصلاح الديني بدلاً عن الموت البطيء في سحيق موروث أهل تسييس الدين وتديين السياسة، أهل الكهف والشعوذة والغرق في "خرافات الفسطاطين" الذي يخنق حياة ومصائر شعوبنا وأوطاننا.
نعيش ظروفنا المرَّة القاسية المتخلفة عن التاريخ المعاصر فأورثتنا النكبات في يومنا وخاصة نكبة فلسطين الكبرى إلى هزيمة يونيو/ حزيران 1967، وصولاً إلى مأساة العراق، وعلينا أن نعترف بجرأة بخسائرنا وفرصنا الضائعة فلسطينياً وعربياً. الخلافات والحروب المدمرة العربية ـ العربية، والعربية ـ الإقليمية على ضفتي الخليج، وكلها أخطاء كبـرى استراتيجية خارج الضرورة الوطنية والقومية. علينا أن نراجع أخطاءنا، لا أن نقرأ التاريخ بالمقلوب كما نفعل حتى يومنا، وننوح على الأطلال. فأحياناً كثيرة نستذكر البكاء على أطلال ليست لنا، نبكي على الأندلس، على الإمبـراطوريات العربية الإقطاعية الاستبدادية التوسعية القديمة كما الإمبـراطوريات الأخرى القديمة، لماذا لا نبكي إذن على تتارستان وبلاد المغول وأوزبكستان وتركمانستان والسند والهند وبلاد فارس. فلقد غزت واستوطنت الإمبـراطوريات العربية كل هذه البلدان. إن مسار الإمبـراطوريات التي تغزو أراضي غيرها إلى التفكك والهلاك، كما مسار الإمبـراطوريات الأخرى القديمة، اليونانية، الرومانية، الفارسية، المغولية، العثمانية، كما مصير البـريطانية والفرنسية بالأمس القريب، والأميركية في قادم السنين، قامت وفرضت بقوة الغزو، بالسيف والمدفع، بالبوارج الحربية والصواريخ على شعوب أخرى تعيش في هذه الامبـراطوريات. فالتاريخ لا يقف، لا يراوح مكانه، يصحح نفسه تحت ثقل حركة الشعوب التي تقدم العقل على النقل، وعليه يجب أن نراجع أنفسنا لنكتشف أين أخطائنا الاستراتيجية الكبرى المتراكمة في ماضينا وحاضرنا.
الآن وفي المقدمة نقول فلسطينياً، علينا أن نعيد بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على قواعد جديدة ببـرنامج سياسي موحد يمثل القواسم الفلسطينية المشتركة وقيادة فلسطينية موحدة لا واحدة، ورفض الانفراد بالقرار والتفرد به، ولا أحد بديل لأحد، ورفض المحاصصة بين هذا الفصيل أو ذاك. ونعم لوحدة وطنية شاملة بين قوى الانتفاضة والمقاومة والسلطة الفلسطينية.
علينا أن ننشط حوارات غزة التي أعطت بـرنامج 5/8/2002 وحوارات رام اللـه وحوارات القاهرة، بعد أن وصل حوار غزة ورام اللـه إلى اللحظة الحرجة المعلقة بدلا من التوقيع على البـرنامج الوطني الموحد وآلياته التنفيذية في الإصلاح الديمقراطي الشامل لمؤسسات السلطة وإعادة بناء كل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. ولقد تعطل هذا كله بفعل تدخل عواصم عربية إقليمية كبـرى.
لذلك علينا مواصلة الحوار الفلسطيني الفلسطيني. ونحيي مبادرة القاهرة. علينا نحن أن نصل إلى القواسم المشتركة فيما بيننا، وعلى قاعدة بعيدة عن صفقات المحاصصة الثنائية، وبعيدة عن أي صفقات جزئية بين هذا الفصيل أو ذاك. فنحن ندعو إلى وحدة وطنية للشعب على قاعدة القواسم المشتركة من جميع التيارات، وعلى أساس خيار الانتفاضة والمقاومة المسؤولة، وقانون انتخابات جديد وفق مبدأ التمثيل النسبي، وعلى قاعدة نظام برلماني ديمقراطي شامل لمؤسسات السلطة بديلاً عن النظام الرئاسي الفردي، وبعيداً عن الفساد وأكل خبز الشعب ونهب المال العام والتفرد والانفراد .
الوطن والشعب ليس في مرحلة ما بعد الاستقلال «سلطة ومعارضة». نحن في مرحلة انتزاع الحرية والاستقلال، الكل بجانب الكل، الطبقات الوطنية والفصائل والتيارات في ائتلاف وطني عريض تحت مظلة منظمة التحرير الائتلافية الموحدة التي يعترف بها العرب والعالم ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا.
علينا، نحن الشعب الفلسطيني أن نسهم من خلال وحدتنا الوطنية بإعادة التضامن بين جميع الدول العربية ـ التي تقول بأنها توافق على ما يوافق عليه الفلسطينيون ولكن عديد الدول العربية تمسخ الشعب الفلسطيني، تختزله بالسلطة الفلسطينية وأحياناً بالأخ ياسر عرفات.
الشعب الفلسطيني أوسع بكثير من السلطة الفلسطينية والأخ ياسر عرفات. فالشعب ثمانية ملايين فلسطيني في النضال من أجل العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، ليعيش على أرضه وترابه الوطني حتى نقول بوحدتنا للدول العربية هذا هو الشعب الفلسطيني الموحد بكل قواه وهذه قيادة وطنية موحدة وهذا هو البـرنامج الفلسطيني الموحد ليأخذ هذا البـرنامج مجراه على يد الدول العربية من مواقع التضامن والتفاعل معه. لا باختزال التعامل مع الشعب الفلسطيني بسلطة محدودة ينخرها الفساد ونهب المال العام ووضع أبناء المقاومة والانتفاضة في السجون.
على قاعدة انتفاضة جماهيرية مسقوفة ببـرنامج سياسي موحد وقيادة موحدة وإصلاح ديمقراطي، نصحح أخطاءنا في المقاومة المسلحة الفلسطينية باتجاه مقاومة ضمن منهج موحد ضد قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين من أجل عودة شعبنا وتأمين حقه في تقرير المصير والاستقلال. وعلى الشعوب العربية أن تصحح مسار الدول العربية من مواقع الفعل على الأرض العربية بلداً بلداً، وعلى قاعدة أنظمة برلمانية ديمقراطية ومساواة في المواطنة وحرية المعرفة وتعدد الثقافات.
وعليه لتتجاور الدول العربية مع حضور الشعوب العربية إلى الميدان، فتصدر القرارات بما يلبي الحدود الدنيا من الضرورة الوطنية والقومية في الانفتاح على مسلسل الدمقرطة بدلاً عن الشعار البائس " عدم التدخل في الشؤون الداخلية في أي بلد عربي " كما قال قرار قمة شرم الشيخ، ومساندة فلسطين في مواجهة حكومة شارون التوسعية الدموية، وأبسط أشكال الدفاع هي بالضرورة موقف سياسي حازم يرفض العدوان. وموقف عملي للدول العربية يفتح على الشعوب بمسلسل ديمقراطي تعددي يبني مجتمع قائم على "المساواة في المواطنة" بدون التمييز السائد في العرق والدين والمذهب والطائفة، والشروع في إعادة صياغة القوانين ومناهج التعليم على هذه القواعد الجديدة.
عندما تنتقل الأنظمة العربية إلى هذه السياسات الجديدة تنهض الشعوب العربية، وينقلب السحر الأمريكي على الساحر كما ينقلب على سياسة الإدارة الأميركية تحت راية عشرات الملايين في شوارع أوروبا، وداخل أميركا، كندا، استراليا.
على هذا نصحح أوضاعنا، وعلى هذا فإن حجر الزاوية في هذه العملية بالتأكيد مسلسل الديمقراطية الذي يجب أن يشق طريقه في حياتنا الفلسطينية والعربية بدلاً عن الأنظمة الشمولية الاستبدادية الفردية والثيوقراطية.
إن الديمقراطية والمعرفة وقبول الآخر لا تأتي بمنحة بل تنتزع تحت ضغط قيم حقوق الإنسان . فالمسألة قضية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها اليومي ومصيرها التكتيكي والاستراتيجي.
نداء العقل والضمير يدعو إلى كسر ثقافة الخوف والمراوحة حول الذات، والتقدم بخطاب وطني وقومي وديني جديد أعمدته المساواة في المواطنة، الديمقراطية، حرية المعرفة بدون حدود، العدالة الاجتماعية والعمل اليومي بهذا الاتجاه في صفوف الشعب.

 



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار اللحظة الراهنة مع نايف حواتمة
- الكلمة التي وجهها الرفيق نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الد ...
- حواتمه وقضايا المرحلة في حوار استراتيجي
- رغم إضافات على رؤية بوش خطة اللا طريق الأمريكية أمام الوادي ...
- مقابلة نايف حواتمه مع صحيفة النهار واشنطن لم تستوعب الدرس جي ...
- ما بعد مجازر غزة ونابلس
- ثورة 23 يوليو إنجازات استراتيجية عظمى وأخطاء كبرى
- مشروع الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
- اجتياح ومقاومة.. الآن إلى أين؟
- جولات زيني: بين توسعية شارون والخلل الذاتي الفلسطيني والعربي
- الشـــرق الأوســـط وزلـــزال القنــابل الطــائـرة


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - تهافت خطاب - صراع الحضارات -و - صراع الأديان - الصراحة عن الحال العربية والفلسطينية