أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - رغم إضافات على رؤية بوش خطة اللا طريق الأمريكية أمام الوادي السحيق















المزيد.....



رغم إضافات على رؤية بوش خطة اللا طريق الأمريكية أمام الوادي السحيق


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 308 - 2002 / 11 / 15 - 03:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

                                                               

ـ 1 ـ

     لم يكن ممكناً أن تأتي "رؤية بوش Vision للتسوية على مسارها الفلسطيني ـ الإسرائيلي في 24/6/2002 "، ولا أن تأتي " خطة الطرق الأمريكية لتطبيق رؤية بوش في منتصف أكتوبر 2002 "، بدون فعل الانتفاضة والمقاومة وتراكماتها الوطنية الفلسطينية، الإسرائيلية داخل المجتمع وعلى الأمن والاقتصاد، وعلى الحالة العربية بين الشعوب والأنظمة ( قمم القاهرة 21 أكتوبر 2000، عمان آذار/ مارس 2001، بيروت آذار/ مارس 2002)، والتفاعلات الإقليمية والدولية (قرار مجلس الأمن الدولي 1397 وبالإجماع الذي يقرر للمرة الأولى منذ 1948 بحق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطين بحدود 4 حزيران/ يونيو 67)، القرارات 1402، 1403، 1435، وبالإجماع ـ ما عدا امتناع الولايات المتحدة عن القرار 1435 ـ وكل هذه القرارات تمت تحت فعل وتحت تأثير الانتفاضة والمقاومة عام 2001 ـ 2002، وتدعو إلى انسحاب قوات الاحتلال إلى ما وراء خطوط 28 أيلول/ سبتمبر 2000، كخطوة أولى للانسحاب إلى خطوط حزيران/ يونيو 67 عملاً بالقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن والمذكورة في هذه القرارات.

     ولم يكن ممكناً وقوع هذه التطورات في جوانبها الإيجابية والسلبية لولا المقاومة الباسلة لوحشية عمليات حكومة شارون الدموية الاحتلالية في تطويق وحصار واجتياح كل الضفة الفلسطينية بما فيها المناطق (أ) التي بيد السلطة وإعادة احتلالها، وإسقاط أية حصانة سياسية أو قانونية عنها، وفشل خطط ومناورات واشنطن، تل أبيب وعدد من العواصم العربية في " احتواء وتصفية الانتفاضة والمقاومة " بمؤتمر شرم الشيخ 17 أكتوبر 2000، فجاء صمود الانتفاضة وانتفاضة الشعوب العربية لتصنع قرارات قمة القاهرة في 21 أكتوبر 2000، و "تشريع الأنظمة العربية" لأول مرة بعد عشر سنوات عجاف "حق الشعب الفلسطيني في الانتفاضة والمقاومة" وتقديم المساندة المالية والمادية والسياسية والإعلامية، و "التشريع" لأول مرة أيضاً بعد عشر سنوات أوسلوية عجفاء لحق الشعوب العربية في الجباية الشعبية المالية والمادية لدعم الانتفاضة والمقاومة، وحق المظاهرات والمسيرات بعد التحريم عشر سنوات.

        إن بقاء هذه القرارات السياسية، العربية والإقليمية والدولية معلقة على الشجرة، له علاقة بحركة ميزان القوى على الأرض وفي الميدان الفلسطيني، الإسرائيلي، العربي، الدولي، وحركة ميزان القوى لم تتقدم وترتقي إلى درجة " ربط القرارات الدولية بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة "، كما حصل مع العراق لتصبح القرارات إلزامية في التطبيق وبالقوة الدولية، بل بقيت تراوح عند مساحة الفصل السادس الذي لا يربط الالتزام بقرارات مجلس الأمن بالقوة الدولية والأمم المتحدة لتطبيق القرارات بالقوة على الاحتلال الإسرائيلي التوسعي وحكومة شارون.

        هذا كله ترك الصراع الدامي والسياسي مفتوحاً على الجبهة الفلسطينية والعربية ـ الإسرائيلية، والجبهات الإقليمية والدولية بشأن الصراع في الشرق الأوسط وضرورة الحركة باتجاه تطبيق القرارات الدولية.

        وعليه تنامى دور الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا لأول مرة بعد عشر سنوات من التفرد الأمريكي الكامل بمصائر الصراع في الشرق الأوسط منذ مؤتمر مدريد (31 أكتوبر 1991) حتى اندلاع الانتفاضة والمقاومة المجيدة في 28 أيلول/ سبتمبر 2000. وعليه أيضاً تم تشكيل الهيئة الرباعية الدولية بعد خطاب بوش (24/6/2002) وقبول واشنطن بدور للاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا في الرباعية الدولية.

        شيء من هذا وقع في لبنان بعد عدوان حكومة بيريس الشامل في نيسان/ أبريل 1996، وفي خدمة الانتخابات الإسرائيلية. صمود مقاومة لبنان بمساندة مادية وعملية للدولة اللبنانية وسوريا وإيران وفي المقدمة مائة ألف جندي لبناني وسوري في حماية المقاومة وإمدادها بالسلاح، وكل عمق لبنان في خدمتها، وصموده رغم تدمير البنية التحتية الاقتصادية للبلاد للمرة الثالثة.

هذا الذي أدى إلى نقلة نوعية في حركة ميزان القوى على الأرض وفي الميدان، دفعت بدورها واشنطن إلى فتح مفاوضات نيسان/ أبريل الساخنة والمكوكية الكثيفة مع سوريا، لبنان، "إسرائيل"، ودخول فرنسا على الخط بإصرار من لبنان وسوريا، وصولاً إلى "تفاهم اتفاق نيسان/ أبريل 1996 المكتوب " بشأن الصراع بين المقاومة وكل لبنان دولة وشعباً وبين العدو الصهيوني في جنوب لبنان والابتعاد عن المدنيين من الجانبين.

     وعليه تشكلت المرجعية الدولية ـ الإقليمية الخماسية لمراقبة وتطبيق تفاهم/ اتفاق أبريل/ نيسان 1996 المكتوب، من الولايات المتحدة، فرنسا، سوريا، لبنان، "إسرائيل" وتجتمع اللجنة لفحص والبت باي خروج على اتفاق نيسان/ أبريل.

     هكذا شكل تفاهم نيسان المدخل لبداية نهاية الاحتلال حتى تآكله ورحيله في 25 أيار/ مايو 2000، وتطبيق القرار الأممي 425 تحت إشراف الأمم المتحدة ورسم " خط الحدود الأزرق " المعمول به حتى الآن على امتداد جنوب لبنان.

     بقيت مزارع شبعا هي المسألة العالقة التي تبرز بين فترة وأخرى في مسار حركة الصراع الإقليمية والمحلية اللبنانية ـ الإسرائيلية الصهيونية.

        إن أبرز عوامل النصر في تجربة المقاومة الوطنية اللبنانية وفي المقدمة حزب الله تتركز:

1 ـ الوحدة الوطنية اللبنانية على برنامج موحد للخلاص من الاحتلال بين المقاومة والدولة اللبنانية وفي صف الشعب بكل تياراته.

2 ـ تكامل الأدوار بين المقاومة ضد الاحتلال وأعوانه، وبين الدولة اللبنانية في إطار القرار الأممي 425، ومفاوضات الدولة في مدريد، واشنطن، وبعد واشنطن في تفاهمات 1993 الشفوية بين أمريكا، لبنان، سوريا، " إسرائيل "، ومفاوضات وتفاهمات نيسان/ أبريل 1996 المكتوبة، وتشكيل مرجعية دولية ـ إقليمية ـ محلية لتطبيقها.

3 ـ سياسة المقاومة الموحدة والرشيدة ضد قوات العدو وعملائه في جنوب لبنان، والرد على المستوطنات في شمال فلسطين بالكاتيوشا رداً على عدوان العدو على المدنيين اللبنانيين والعمق اللبناني.

4 ـ كل لبنان عمق للمقاومة وبجدار مائة ألف جندي لبناني وسوري + الإمداد والتسهيلات اللوجستية والتطوير في أداء المقاومة.

5 ـ المظلة السورية للمقاومة وكل لبنان، وعليه ليس صدفة أن تكون القيادة السورية محور المفاوضات مع واشنطن بتفاهمات تموز 93 (حكومة رابين) وتفاهمات نيسان 96 (حكومة بيريس). وأن تكون سوريا حلقة بارزة في المرجعية الدولية ـ الإقليمية الخماسية المذكورة.

6 ـ المساندة الإيرانية المادية والمالية والتسليحية والتدريبية والسياسية والكادرية (الحرس الثوري) للمقاومة في جنوب لبنان، وفتح الممرات والموانئ السورية للامداد الإيراني.

7 ـ التطور في الموقف العربي بإجماع الدول العربية بعد تفاهم نيسان/أبريل 1996، ولأول مرة، على مساندة لبنان دولة وشعباً ومقاومة.

8 ـ التطور الدولي على إيقاع حركة ميزان القوى أولاً والتعاطف مع لبنان ثانياً، وترجمة هذا في المرجعية الدولية وكسر الانفراد الأمريكي بمشاركة فرنسا بجانب واشنطن وأطراف الصراع سوريا، لبنان، " إسرائيل" .

ـ 2 ـ

        " خطة الطرق الأمريكية لحل الصراع في الشرق الأوسط " حلقة في مسلسل التداعيات والتطورات، صمود الانتفاضة والمقاومة، حركة الصراع بأحداثه ووقائعه وتأثيراته على الحالة الإسرائيلية، الفلسطينية، العربية الإقليمية، والدولية لم تصل إلى " لحظة الإقرار " بفشل حلول أوسلو البائسة وتداعياتها، فشل الحلول الجزئية وسياسة الخطوة خطوة .

        عادت " الخطة " إلى " المزج بين سياسة الخطوة خطوة الأوسلوية البائسة، خطة تينيت، تقرير ميتشيل، خطة زيني، تقرير بريتني (موفدة الأمم المتحدة) الخاص " بتحسين الظروف الإنسانية للفلسطينيين، بما في ذلك رفع حظر التجول وتسهيل التحرك بين المناطق الفلسطينية"، مع أن كل هذه الخطط الجزئية انتهت إلى الجدار، إلى الطريق المسدود.

        الإدارة الأمريكية عادت إلى سياسة الخطوات الصغيرة رغم فشلها على امتداد (12) سنة من مؤتمر مدريد بشروطه وأسسه على جبهة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ( التفاوض على مرحلتين، تجزئة المجزأ في كل مرحلة … الخ) إلى تداعيات اتفاقات أوسلو ولعبة المناطق (أ)، (ب)، (ج) إلى الواي … الخ، وكل هذا يشي، يؤشر إلى فشل سياسات الخطوات الصغيرة الأوسلوية (منهج أوسلو). ومع ذلك بنت الإدارة الأمريكية رؤية بوش (24/6/2002) والآن "خطة الطرق " على سياسة الخطوة خطوة البائسة التي انتفضت الانتفاضة والمقاومة لتجاوزها نحو الجمع بين وسائل النضال في الميدان والبحث عن الحلول السياسية على أساس القرارات الدولية ـ وقرارات القمم العربية (القاهرة، عمان، بيروت) ونداءات الانتفاضة منذ ندائها الأول حتى يوم الناس هذا.

        لماذا الإدارة الأمريكية نزلت في تفاهم نيسان/ أبريل 96 وقبلها 93 + مرجعية دولية لتطبيق التفاهم وصولاً إلى التنفيذ الكامل لقرار الأمم المتحدة 425 الصادر عام 1978 برحيل الاحتلال عن جنوب لبنان ورسم خط الحدود وفق خط الهدنة عام 1949.

أوردنا العوامل الوطنية اللبنانية، الإقليمية، الدولية، الإسرائيلية، التي أدت إلى هذا التطور في الموقف الأمريكي بشأن الصراع اللبناني ـ الإسرائيلي، وفي إطار تسوية شاملة بالرحيل عن كل جنوب لبنان حتى خط الهدنة عملاً وتطبيقاً للقرار الأممي 425 .

     وغياب ذات العوامل على الساحة الفلسطينية وتفاعلاتها الإقليمية والدولية والإسرائيلية هي التي تقف وراء المواقف الأمريكية والإسرائيلية التوسعية الصهيونية، وخاصة:

أولاً: القيادة الوطنية العليا للانتفاضة لم تتطور، لم تنتقل من القيادة الميدانية إلى القيادة السياسية الوطنية الموحدة.

ثانياً: البرنامج الوطني الموحد لا زال الغائب الأكبر ..، وصلنا جميعاً له في 5/8/2002 في غزة ولكن إحجام الأخوة في حماس وتقديمهم برنامج خاص لم يشكل برنامج قواسم مشتركة، تم تراجع قيادة فتح عن التوقيع على البرنامج الموحد مع ترك الباب مفتوحاً لاستكمال الحوار مع الأخوة في حماس عطل الإقرار الجماعي للبرنامج الوطني الموحد.

ثالثاً: غياب التفاهم المشترك والموحد لبناء (أ) القيادة الوطنية الموحدة ضماناً لجماعية القرار السياسي الوطني، (ب) تصحيح خط الانتفاضة وتجاوز السلبيات في صفها، (ج) ترشيد المقاومة مستوحين تجربة شعبنا على عشريات السنين في الثورة والمقاومة، دروس تجربة المقاومة اللبنانية، وخاصة تجربة حزب الله في جنوب لبنان، دروس وقوانين تجارب حركات التحرر الوطني الظافرة على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين حتى يومنا.

رابعاً: البنود الثلاثة المذكورة تفسر التوترات التي جرت في غزة بين فصائل الانتفاضة والمقاومة، والتدهور بدأ من 7/9/2002 بعد عملية الثأر ومقتل أبو لحية وسقوط شهداء في ساحة فلسطين بغزة ومخيم النصيرات، وصولاً إلى تقديم حلول إقليمية عربية بدلاً عن الحل الوطني الذي دعت إليه اللجنة الوطنية العليا للانتفاضة، بيان فصائل منظمة التحرير 7/10/2002، بين الديمقراطية والشعبية 10/10، جهود لجنة المجلس التشريعي في غزة.

خامساً: البنود الثلاثة المذكورة تفسر كذلك وبالتحديد تجاهل السلطة الفلسطينية نداء الانتفاضة والشعب لتشكيل حكومة اتحاد وطني ائتلافية ببرنامج موحد وقانون انتخابات جديد وفق مبدأ التمثيل النسبي، تجاهل دروس هبة 21 ـ 22 أيلول/ سبتمبر الجماهيرية بكسر منع التجول وفك الحصار عن المقاطعة، وفي المقدمة درس الوحدة الوطنية ببرنامج موحد طريق النصر، وعودة السلطة إلى سياسة القديم على قدمه بتشكيل الوزارة وبنفس السياسة القديمة. وانقلاب المجلس التشريعي على نفسه بتأييد الوزارة القديمة تعبيراً عن الصراعات بين الطوابق العليا في السلطة والطريق المسدود للإصلاح الوطني الديمقراطي على يد تكتلات مراكز النفوذ بين أهل السلطة.

     وكل هذا يترك أبواب السلطة مشققة ومتهالكة تحت الإملاءات الأمريكية ومربعات التداخل بينها وشروط حكومة شارون.

سادساً: غياب إعادة بناء أعمدة القوة الموحدة الفلسطينية، والتي تتحمل السلطة المسؤولية الرئيسية عن ذلك، هي التي تفسر ضعف وتراجع حركة الجماهير العربية، وغياب الموقف الفلسطيني الموحد الضاغط لوضع آليات الموقف العربي الموحد لتطبيق قرارات قمم القاهرة وعمان وبيروت.

سابعاً: العوامل الفلسطينية والعربية المذكورة تترك التأثير " محدوداً " على التفاعلات في صف المجتمع الإسرائيلي، وخاصة في صف معسكر السلام الداعي لانسحاب الاحتلال والمستوطنين وتطبيق حلول وسلام الشرعية الدولية.

ثامناً: كل هذا يؤدي إلى تأثير "محدود جداً" على الإدارة الأمريكية، رغم تطور القرارات الدولية 1397، 1435، تطور سياسة الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا، وفي ظل اللجنة الرباعية الدولية بجانب واشنطن لحل الصراع في الشرق الأوسط.

تاسعاً: على هذه العوامل، وبالمقابل المصالح الاستراتيجية العليا الأمريكية مع "إسرائيل" وحكومة شارون، وسياسة العلاقات العامة الأمريكية في سياق الإعداد للعدوان على العراق، وضعت الإدارة الأمريكية "خطة الطرق لحل الصراع في الشرق الأوسط".

 

ـ 3 ـ

     الانتفاضة والمقاومة فرضت على " خطة الطرق " إضافات لافتة عن "رؤية بوش" ومجموعة خبراء الرباعية (تعد المشاريع لاجتماعات اللجنة الرباعية)، بشأن " الإصلاحات في السلطة" .

الإصلاحات طيلة أشهر استطالت انحصرت في "هيكلة الوزارة بتوزيع الصلاحيات بين وزارة ورئيس وزراء ورئيس"، " توحيد الأجهزة الأمنية بثلاثة أجهزة تحت إشراف C . I . A."، و"حصر كل الأصول المالية بوزارة المالية " حتى لا يتسرب من بين أصابع السلطة مساندات للانتفاضة.

     "خطة الطرق" تدعو إلى " لجنة انتخابات مستقلة"، "يعد المجلس التشريعي قانون انتخابات جديد"، " حكومة جديدة وخلق منصب رئيس حكومة يمتلك صلاحيات، بما في ذلك ما يتعلق بإجراء التغييرات الدستورية المطلوبة". بعبارة أخرى تطرح تشكيل سلطات ثلاث، بينما اتفاق أوسلو يطرح سلطة مركزية واحدة بيدها كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وتحديداً جسم واحد one body لا ثلاثة أجسام.

     لكن " خطة الطرق" لا تقدم خططاً ملموسة لكل هذا، لأنها لا تقدم خطة للإصلاح الديمقراطي، وفقط خطة لإصلاح الطوابق العليا في السلطة، وهذا يروق لأهل السلطة، ولذا يواصلون المناورات على الشعب والانتفاضة، وإعادة القديم على قدمه بالسياسة الخاطئة البائسة، الأداء التفاوضي البائس، الاتصالات الأمنية مع العدو (سياسة أوسلو)، التشيكلة الوزارية البائسة بتبديل أفراد بأفراد.

        والأخطر تجاهل نداء الانتفاضة وبحور تضحيات الشعب إلى إعادة بناء عناصر القوة الفلسطينية بالتصحيح السياسي الوطني والتغيير الديمقراطي بقرارات جماعية ومراجعة نقدية توحيدية نحو صحيح السياسة، صحيح الانتفاضة، صحيح المقاومة.

        وعلى هذا نقول، خطة الطرق تعود إلى سياسة الخطوة خطوة الفاشلة، وتعود إلى جدولة تنفيذية ملموسة مطلوبة من السلطة، وتترك المطلوب من حكومة شارون معلق على الشجرة. بدلاً من التوازي تضع حكومة بوش "خطتها" بالتوالي، وكل هذا يترك زمام المبادرة بيد شارون وحكومته.

 

ـ 4 ـ

     أخيراً، إن الموقف الفلسطيني العملي الوطني والواقعي يفترض بالضرورة موقفاً يستند إلى نداءات الانتفاضة والمقاومة، إلى السياسة الوطنية المسؤولة والشاملة " لا للعودة لسياسة الخطوة خطوة البائسة كما في خطة الطرق" وبناء أعمدة القوة الفلسطينية عملاً ببرنامج "الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي 6/6/2002"، عملاً بالبرنامج لوطني الموحد الذي توصلت له فصائل الانتفاضة والمقاومة 5/8/2002 في غزة. وإقرار برنامج وطني موحد، قانون انتخابات جديد وفق مبدأ التمثيل النسبي، حكومة اتحاد وطني ائتلافية، انتخابات برلمانية ديمقراطية لبناء نظام برلماني ديمقراطي كما جاء في لوائح منظمة التحرير، إعلان استقلال دولة فلسطين (المجلس الوطني، الجزائر، نوفمبر/ تشرين ثاني 1988) " بنظام برلماني ديمقراطي يتساوى فيه المواطنون بدون تمييز بالعرق والجنس والدين والمذهب، وبالمساواة بين الرجل والمرأة ".

     وعليه نرفض العودة إلى السياسات القديمة البائسة التي انتفضت الانتفاضة رداً على بؤسها. ونرفض حكومة القديم على قدمه بالبرنامج القديم الأوسلوي وسياسة الخطوات الجزئية المجزوءة، رغم محاولات تمرير القديم تحت عنوان "حكومة انتقالية " فهكذا حكومة تطبخ القديم، تطبخ الحَصَى وهي حَصَى بدون برنامج وطني موحد، وانتخابات بقانون العصور الوسطى ـ قانون 1996 ـ لهيكلة وتركيب تفرد وانفراد سلطة اللون الواحد بالقرار والمصير الوطني.

 

 



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة نايف حواتمه مع صحيفة النهار واشنطن لم تستوعب الدرس جي ...
- ما بعد مجازر غزة ونابلس
- ثورة 23 يوليو إنجازات استراتيجية عظمى وأخطاء كبرى
- مشروع الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
- اجتياح ومقاومة.. الآن إلى أين؟
- جولات زيني: بين توسعية شارون والخلل الذاتي الفلسطيني والعربي
- الشـــرق الأوســـط وزلـــزال القنــابل الطــائـرة


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - رغم إضافات على رؤية بوش خطة اللا طريق الأمريكية أمام الوادي السحيق