أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - المتباكون














المزيد.....

المتباكون


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من خلال رصدي ومتابعتي لمواقع السوشيال ميديا بأعتبارها اصبحت واحدا من اهم مواقع التواصل الاجتماعي للمجتمع المتعدد الولاءات والأتجاهات والميول, المجتمع الذي عزف عن مزاولة وممارسة التواصل الاجتماعي المتعارف عليه اجتماعيا بأطره التقليدية بعدما اربكته العولمه والحروب وارهاصات الحياة, وبعدما غزته الثورة الانترنيتية واكتسحت بطوفانها واعاصيرها كل الحواجز الكونكريتية التي وضعتها تركيبة المجتمع العشائري المنحاز للتقاليد والعادات والأعراف البالية, وافرزتها ورسمتها العقود الماضية التي أجهضت بآلياتها القمعية من إيجاد وتبني وسائل معرفية لتقريب وجهات النظر ثقافيا وسياسيا وفكريا بين ابناء المجتمع الواحد للوصول الى مشتركات وقواسم وطنية بعدما تم اقصاء وتهميش دور المثقف الواعي في التثقيف لتلك المشتركات والهموم الوطنية.

اعود واقول من خلال رصدي في مواقع السوشيال ميديا لاحظت بأن الكثيرين يتباكون على المرشحين الذين لم يحققوا فوزا في الإنتخابات البرلمانية التي جرت احداثها في الثاني عشر من شهر مايو/ آيار, المتزامن مع تصفيات ذافويس لموسمها الرابع. وما بين اصوات الطرب الذافويسي الحاصد لأصوات الملايين العاشقة للفن الطربي الجميل, وبين اصوات الناخبين العراقيين الشحيحين نسبياً في تلك الإنتخابات البرلمانية المحبطة لدرجة ان عواصف التزوير والترغيب لم يؤتي اكلها بالشكل المخطط له لسبغ الصورة القانوية لبعض المرشحين «المتجذرين ديموقراطيا» ليتمنكوا من الوصول الى ادراج البرلمان الذي بات يمثل بيتهم وممتلكهم وحصتهم المرقمة لهم لإستكمال مرحلة الانفراد بغنائم الوطن المسروق.

البعض من العراقيين نساءً ورجالا يتباكون في مواقع السوشيال ميديا على خسارة بعض المرشحين المتجذرين ديموقراطيا ولا اعرف لماذا يتباكون, وما هو السّر وراء بكاءهم وتباكيهم؟ هل هم يتباكون على وطنٍ سرقته عصابات ومافيات بأسم الديموقراطية, ام يتباكون على أطفال العراق وهم يموتون قهراً وبؤساً وعوزا؟ هل يتباكون على وطنٍ لم يعد الفقير يجد فيه لقمته بكرامة وشرف؟ هل يتباكون على وطن لم يعد التلاميد, أبناء الوطن, وفقراء الوطن يجدون فيه مدرسة نموذجية تمنحهم الدروس والكتب ومواد الدراسة مجاناً, مقارنة بأجيال التلاميذ في العقود الماضية في فترة السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات رغم الحصار الذي ضرب اسوار الوطن ومزق نسيجه الأجتماعي؟ هل يتباكون على جثث الأطفال المتطايرة في الهواء بلا سبب, سوى انهم ولدوا في وطنٍ أسمه العراق, وطنٌ مزقته الحروب والحصار والطائفية, ونخره الفساد والفاسدين؟ هل يتباكون على خزينة البلد التي نهبها الفاسدون وهم يتشدقون بالوطنية والنزاهة والأخلاص ومخافة الله وحب الوطن؟ هل هم يتباكون على وطنٍ اصبح شعار خدماته الخصخصة في كل شيء, خصخصة الكهرباء, خصخصة الماء, خصخصة التعليم, خصخصة النفايات؟ هل يتباكون على وطن تتقاسمه حكومة لسنوات بأسم التوافقية الطائفية والمناطقية والحزبية, مقسمين البلد الى ثلاثة تركيبات سنة ستان, شيعة ستان, كردستان؟ هل يتباكون على وطن ركبته موجة فقدان القرار السيادي المستقل حيث لا تتشكل حكومتنا الوطنية إلا بموافقة الجهات الأقليمية والدولية المتنفذة والمتحكمة بالقرار السياسي رغم انف من يدعي استقلالية القرار السياسي؟

اذا كان بكاءهم وتباكيهم من اجل الوطن فسأذرف انا دمعاً قبلهم واصرخ قبلهم لماذا لم يفوز النائب الفلاني من القائمة الفلانية من الحزب الفلاني المتجذر ديموقراطيا والذي كان لسانا ناطقا وصادقا للمواطن والوطن؟ّ!.



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناخب العراقي بين العاطفة والعقل
- الحقيقة المؤلمة . .
- الثلوج هي بكاء الطبيعة بدموع بيضاء
- مارين لوبن وعاصفة الإستياء اليهودي . .!
- دونالد ترمب وبداية المشوار. . .!
- «باراك أوباما في دائرة الأتهام» . . .
- خالد العبيدي . . . «لقد كنت متأخرا في هجومك»
- كونوا نيلسون مانديلا . . .!
- تراتيل في معبد السياسة العراقية المضحكة . . . !
- السياسة في العراق ولعبة الحية والدرج . . .!
- ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟
- هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!
- أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
- كامل سواري . . . وصلاة الفقراء. . .!
- جمهورية المنطقة الخضراء في العراق الفيدرالي الجديد. . . نقطة ...
- السياسة ليست كما الحب . . .!
- عبد الفتاح السيسي وسياسي العراق وغدر ابن ملجم . . .!
- أيباااااااه . . . -مفوضية الأنتخابات العليا ومشعان الجبوري و ...
- الفنان سعدي الحلي ونواب البرلمان العراقي . .!
- الدنيا بالمقلوب . . . تتشابه الحروف وتختلف المعاني والقيم . ...


المزيد.....




- زفاف -شيرين بيوتي-.. تفاصيل إطلالة العروس والمدعوّات
- وابل من الصواريخ البالستية الإيرانية يستهدف شمال ووسط إسرائي ...
- سوريا.. زفاف شاب من روبوت يتصدر منصات التواصل
- -قافلة الصمود- تواصل تقدمها نحو مصر
- لندن تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين
- سفيرة إسرائيل بموسكو تؤكد أن تل أبيب لا ترى أي إمكانية لحل ا ...
- -إسرائيل دمرت سمعتها في غزة، وهجومها على إيران محاولة متأخرة ...
- ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ اختبار حاسم لقدرة أوبك+ على ا ...
- كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات ...
- بيسكوف يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية بـ-الدرس ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - المتباكون