أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريم شطيح - الأحزاب ودورها في الصراع














المزيد.....

الأحزاب ودورها في الصراع


ريم شطيح

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تلعب الأحزاب خلال الأزمات السياسية والثقافية التي عصفَتْ في البلاد في السنوات الأخيرة الدور الفعّال الذي كان يرتجى منها في فهم آلية الصراع ودعم الحراك في المسار الصحيح أو في دورها التنويري وطرح الديمقراطية كما لعبت في الستينيات من القرن الماضي، واقتُصِر دورها على فعاليات ونشاطات ثقافية خجولة بعيدة عن جوهر مبادئ هذه الأحزاب، حتى أنها كانت أحياناً عبئاً على مراحل التطور ومتطلّباته وهي نفسها كانت بحاجة لتجديد وتطوير وإعادة ترتيب أولياتها وتنظيف قياداتها. مع هذا، فإنّ هذه الأحزاب ورغم تقليص دورها، إلاّ أنها كانت مرجعية وحاضن فكري تمرّدي على مرّ عقود من الزمن في ظل ديكتاتوريات حاكمة وأنظمة شمولية أول ما فعلَتْه أنها أقْصَتْ دور هذه الأحزاب لخدمة مصالحها وبقائها.

ومع استعادة بعض الحرية لحركة الأحزاب والنشاطات الحزبية مع مراقبتها الدائمة في قِبَل الأنظمة؛ إلاّ أنها نهجَتْ نفس أسلوب الحكومات بترديد الشعارات وإلقاء الخطابات من على منابر لا صدى لها، حتى تحوّلَتْ بعض الأحزاب لدينا "لعَراضات" بهلوانية يأتون بها للأفراح والجنازات والمباركات وضاع المشروع النهضوي الحقيقي في ظل هذا الإنحدار.

فما يغيب عن قيادات هذه الأحزاب في مسيرة التنوير هو أنّ الديمقراطية والعلمانية ليستا مشروعاً حزبياً سياسياً بقدر ما هما نتاجَ صراع ثقافي نفسي سياسي لا يمكن أن يتحقق في ظل هذا السقوط الفكري والانبطاحية الحاصلة، فبعد خلط العلمانية بالإشتراكية بالعروبة وبالدين في ظل حزب البعث؛ أنتجَ أكبر تشويه ثقافي وفكري للصراع، على خلاف الحزبين القومي والشيوعي، على مستوى الإستقلال الفكري وليس السياق السياسي التحالفي، إلاّ أنّ هذه الأحزاب جميعها بقياداتها اليوم هي نفايات المخابرات وولاية الفقيه وجماعة الاخوان المسلمين، ولم تتقدّم على مستوى المشروع النهضوي بأيّ اتجاه ولا بتمثيلها لمطالب المواطن وحقوقه.

الأحزاب بحاجة لمضاعفة الجهود اليوم في الدور القادم المَرجو لها في إعادة البناء الإنساني والفكري وفي دورها التنويري والحاضِن للمثقفين والمُنتِج للمتمرّدين والمفكّرين، ومن هنا فإنّ هذه الأحزاب بحاجة لتطوير ذاتها وخطابها وتجديد قياداتها وتحديد مواقفها ووقف هذه السلوكيات التي تحط من قيمة تاريخها. يُراد منها تطبيق مبادئها والعمل على التوعية والمساهمة برفع مستوى الوعي الجمعي وكيفية النهوض من هذا المستنقع كي تكون على مستوى الصراع القائم والتغيير القادم والذي لن ننهض به إلاّ من خلال تحقيق العدل بالمواطنة والمساواة ونشر الحريات والفكر العلماني.
إنْ لم تكن على قدر الصراع فلتتنحّى قياداتها، لأنها باتَتْ تسبّب عائقاً لحركة التطوّر والطموح في مسير الجيل الجديد.
ريم شطيح - كاتبة وباحثة سورية
————————-----



#ريم_شطيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا استقرار ولا سلام مع القمع والاستبداد
- ابتعد قليلاً عن الرجل الغاضب؛ أما الصامت فابتعد عنه إلى الأب ...
- الإبداع والنجاح وليد شخصي
- عمل المرأة والحصانة الاقتصادية
- اليوم العالمي للفتاة
- الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد
- المحبة يُظهرها العطاء النقي والتشارُكية
- يوم الأرض الفلسطيني ومفهوم الأرض اليوم بعد الحروب
- المرأة السورية بين الحرب واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد ...
- الجيل الجديد بين الأهل والمجتمع الأبوي والأنظمة الرأسمالية
- طقس الدّم
- الإستقلالية والمشروع الثقافي
- - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي.
- الحُب
- التعددية والهوية السورية والنظام العِلماني
- التواضُع والغُرور
- الإنسان بين الله والحاكم
- الإنسان في الحروب وثقافة الحياة
- المعرفة والنهوض المُجتمعي
- اليهود والصّهيونيّة العالَميّة


المزيد.....




- أكاديمي إسرائيلي: ما فعله الجيش في غزة يطابق تعريف -الإبادة ...
- أنباء عن هدوء في السويداء ودخول أول قافلة مساعدات
- إعلام إسرائيلي: -احضروا لنا جنديا-.. تعليمات حماس الجديدة وا ...
- إصابة طفيفة تبعد شاروخان مؤقتًا عن تصوير -كينغ-
- إعلام إسرائيلي: الأغلبية تدعم صفقة شاملة ونتنياهو تخلى عن مع ...
- السيسي يلتقي قائد القيادة المركزية الأميركية في القاهرة
- كاتب إسرائيلي: مخطط بطيء للمستوطنين بالحرم الإبراهيمي لكنه خ ...
- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريم شطيح - الأحزاب ودورها في الصراع