أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريم شطيح - ابتعد قليلاً عن الرجل الغاضب؛ أما الصامت فابتعد عنه إلى الأبد!














المزيد.....

ابتعد قليلاً عن الرجل الغاضب؛ أما الصامت فابتعد عنه إلى الأبد!


ريم شطيح

الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 01:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول أحد الأمثال: "ابتعد قليلاً عن الرجل الغاضب؛ أما الصامت فابتعد عنه إلى الأبد."
أوافق جداً هذا المثَل حيث الصامت (دائماً) برأيي نصف ميت، وليس الصمت بعدم الكلام فحسب بقدر ما هو أيضاً بعدم الاهتمام للقضايا الانسانية الكبرى أو الصغرى وعدم الخوض فيها.

[بعض الأشخاص تعيش معهم سنوات وسنوات طويلة ولا تتعلم منهم شيئاً، ولا فكرة واحدة ولا كلمة ولا شيء، لا بل تُعلّمهم، لدرجة وأنت جالس معهم تشعر أنك على وشك أن تتأكّد إذا ما زالوا على قيد الحياة! والبعض تعرفه لفترة قصيرة جداً بتواصُل قد يكون محدوداً، ومع هذا من حديث ونقاش واحد تتعلم منه ألف فكرة ويفتح لعقلك آفاق الفكر والمعرفة].

أعشق العقول المنفتحة التي تُحفّزني على التفكير والتحليل والنقاش، الحاضرة لخوض نقاش فكري إنساني سواء اجتماعي أو سياسي أو ديني؛ هي العقول التي تستطيع أن تضيفَ لرصيدك المعرفي الانساني الكثير. وأتعب مع العقول المغلقة التي ليس لديها أي اهتمام بأي شيء ولا تضيف لك شيئاً لا على المدى القصير ولا البعيد، ولا يهزّهم أي موضوع أو يدفعهم للخوض والسؤال والمعرفة، فتجدهم كما هُم لو رأيتَهم وتحدّثتَ معهم اليوم وبعد عشر سنوات وبعد عشرين سنة؛ تجدهم كما هُم ولم يتطّور فيهم شيء واحد وحتى ما زالوا على تكرار نفس الأحاديث ونفس الاهتمامات.

إنه العجز والتقوقع. وعلى فكرة، التقوقع ليس بالضرورة هو الابتعاد عن الناس، لا، بل عدم القدرة على التغيير وتطوير الأفكار والنهج والرؤية. أعرف أشخاصاً قد تجد حياتهم الاجتماعية معتدلة، لكنهم يعيشون بشخصية في البيت، وشخصية يخفونها أمام المجتمع، ويعيشون تقوقُعاً بكل معنى الكلمة حدّ الإضطراب الحِسّي المعرفي.

إلى حدٍّ ما، برأيي الغاضب أفضل من الصامت "الدائم" والذي يتعب من خوض أي نقاش أو تقديم أي تحليل، فالأول يُعبّر ككائن حي طبيعي، أما الثاني فإنه نصف ميت وعاجز.

للتوضيح، هناك فرق بين السكوت في مواقف معينة وبين الصمت؛ فالسكوت جيد عندما لا تستطيع التفكير في إجابة جيدة كما قال محمد علي كلاي، أمّا الصمت فهو العجز.
يقول سقراط "تكلّم حتى أراك" رغم أنه قالها في سياق لموقف معين وتصويب هدف، لكن الفكرة واحد. تكلّموا وناقشوا وابحثوا وانفعلوا .. هذا هو الطبيعي وهو ضروري لتنمية العقل والمعرفة. لا بدّ أن نبحث من أجل التغيير والتطوير كي نعرف على ماذا نبني مواقفنا وقراراتنا. الحياة موقف وفِكر مُتجدًّد ودافع دائم للنُّهوض. التفاعُل مع أي فكرة سواء بالنقاش وجهاً لوجه أو بالتعليق على المواقع الإلكترونية هو محاولة للمعرفة ومساهمة بالنهوض وإحساس بالحياة. نحن هنا وغير هنا نحسّها ونمارسها.

ريم شطيح - كاتبة وباحثة سورية



#ريم_شطيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع والنجاح وليد شخصي
- عمل المرأة والحصانة الاقتصادية
- اليوم العالمي للفتاة
- الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد
- المحبة يُظهرها العطاء النقي والتشارُكية
- يوم الأرض الفلسطيني ومفهوم الأرض اليوم بعد الحروب
- المرأة السورية بين الحرب واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد ...
- الجيل الجديد بين الأهل والمجتمع الأبوي والأنظمة الرأسمالية
- طقس الدّم
- الإستقلالية والمشروع الثقافي
- - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي.
- الحُب
- التعددية والهوية السورية والنظام العِلماني
- التواضُع والغُرور
- الإنسان بين الله والحاكم
- الإنسان في الحروب وثقافة الحياة
- المعرفة والنهوض المُجتمعي
- اليهود والصّهيونيّة العالَميّة


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريم شطيح - ابتعد قليلاً عن الرجل الغاضب؛ أما الصامت فابتعد عنه إلى الأبد!