أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - سيادة المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالب الحركات الاحتجاجية بالمغرب














المزيد.....

سيادة المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالب الحركات الاحتجاجية بالمغرب


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تصاعدت وثيرة الاحتجاجات الاجتماعية بشكل ملحوظ منذ نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي، حيث عرفت العديد من المواقع الجغرافية بالمملكة أحداثا طرحت العديد من الأسئلة، كان وراءها حركات منظمة وأخرى عفوية، كما تعددت مطالبها وتنوعت أشكالها الاحتجاجية، ومست أيضا هذه الاحتجاجات قطاعات متعددة بدءا من الرياضة إلى الجيش...
فما هي أسباب تنامي السلوك الاحتجاجي؟ وكيف تتعامل معها الدولة؟ وما هي الآليات التي تستخدمها الحركات الاحتجاجية؟ وما هي نوعية الشعارات التي ترفعها هذه الحركات ؟ هذه بعض من الأسئلة الكثيرة التي سنحاول ملامستها في الورقة التالية.

الظاهر أن الحركات الاحتجاجية تجاوزت في السنوات الأخيرة مجال غير المتعاقدين سياسيا، مما يفيد أن هناك نوعا من التحول السياسي الهام يعيشه السلوك الاحتجاجي، حيث تعددت في أشكالها وتنوعت في مطالبها مستخدمة بذلك أساليب جديدة تؤشر على وشك ظهور ما يسمى بـ"الحركات الاجتماعية الجديدة" كما هو موجود بالغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.

*الانتقـــــال :
عاشت مجموعة من المناطق المغربية احتجاجات، مست العيون تم امـلشيل وكلميمة، والحسيمة، وخنيفرة وأخيرا ايت أورير بحوز مراكش وظهر المهراز بفاس..، ذلك أن جل الحركات الاحتجاجية لم تعد تقابل من طرف السلطات الأمنية بالقمع لاعتبارات تعود بالأساس إلى رياح الانفتاح التي تهب بقوة على سماء المملكة، إذ ازداد اهتمام بعض وسائل الإعلام الدولية والمنظمات العالمية بهذه الحركات، مما دفع السلطات إلى الحذر في التعامل معها خوفا من حدوث انزلاقات ومخاطر قد تتسبب في ضرب صورة "المغـرب الحقوقي"... أكثر من ذلك أن الحركات الاحتجاجية تسعى في الغالب إلى احتلال الشارع العام، اعتمادا على أساليب سلمية أمام مراقبة الدولة، حيث لم تبق سجينة الفضاءات الحزبية والحقوقية. ويعود هذا الأمر إلى انتقال السياسة إلى الشارع لأسباب متعددة:
أولها تراجع الأحزاب السياسية عن أداء وظيفة التـأطير والتنظيم داخل المجتمع، ذلك أن الأحزاب لم تعد آلياتها التقليدية قادرة على احتواء مطالب شرائح واسعة داخل المجتمع.
ثانيها تراجع النقابات العمالية في قيادة هذه الحركات نظرا لافتقادها لاستقلاليتها في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالح الطبقة العاملة.
ثالثها تنامي دور المجتمع المدني الذي أضحى متقدما في مبادراته الحرة ومطالبه المشروعة ومدعما من قبل المجتمع المدني الدولي..
توجد حركات احتجاجية لها طابع الاستمرارية كالحركة الحقوقية ومثيلتها الأمازيغية والإسلامية والمعطلين..، وحركات ظرفية سرعان ما تختفي بعد الاستجابة لدفتر مطالبها. كما أن استراتيجية احتلال الشارع العام من لدن الحركات الاحتجاجية تتحكم فيها عوامل سياسية خاصة من طرف الحركات التي تمتلك مشروعا سياسيا كالإسلاميين الذي نجدهم يستغلون قضايا معينة لاستعراض عضلاتهم الجماهيرية وتمرير إشارات سياسية إلى الحكم ولعل الصراع الذي شكل أساسه موضوع خطة إدماج المرأة في التنمية نموذج لمثل هذا السلوك. أما العفوية فنجدها عادة ما تلجا على بعض الأساليب السلمية كرفع صور الملك أو العلم الوطني وما شابه ذلك.
وما يثير الانتباه أن بعض الاحتجاجات الأخيرة كانت بدافع غياب الأمن كما حصل بأيت أورير، مما جعل المواطنون يتظاهرون بشكل عفوي ضد السلطات الأمنية التي واجهت هذه الاحتجاجات بالعنف.. وأمام هذا الوضع تعالت أصوات مدنية تطالب برأس بعض الأمنيين وتحملهم مسؤولية انعدام الأمن، مع العلم بأن هذا المشكل يعود في العمق إلى أسباب أساسها سياسي تتحمل مسؤوليته النخبة السياسية الحاكمة.. فالبطالة والحرمان الاجتماعي والبؤس الاقتصادي وانسداد الأفق.. كلها عوامل تغدي انعدام الأمن، إضافة إلى توقيع الحكومة على بعض الاتفاقيات كمناهضة التعذيب وغيرها كبل حرية الأمنيين في القيام بدورهم علما بأن هذه الحكومة ترفض في العمق بعض من مضامين هذه الاتفاقيات!!
*التحــــول:
شمل السلوك الاحتجاجي جل القطاعات، سواء الفردي منه أو الجماعي، المنظم أو العفوي. وشكلت المطالب الاجتماعية والوطنية وكذا القومية أساس هذه الاحتجاجات، إذ لم يسلم أي قطاع من هذه الحركات، كما أن انتقال موضوع هذه الاحتجاجات إلى مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية يعبر عن كون الشرائح الواسعة من المجتمع المغربي حصل لديها نوع من الإشباع على مستوى حقوقها السياسية والمدنية وانتقلت للبحث عن إشباع حقوق أخرى خاصة في ظل اشتداد الأزمة الاجتماعية، وتراجع الدولة عن أداء وظيفتها الاجتماعية. وفي هذا السياق يبرز التحول الذي تشهده الحركة الأمازيغية، بوصفها إحدى الحركات الاحتجاجية المتقدمة، في انتقالها من دائرة الثقافي إلى الاقتصادي والاجتماعي.
لعبت الحركة الأمازيغية دورا في مسلسل الاحتجاجات خاصة في مناطق الأطلس المتوسط والكبير وكذا الريف، ويعود التحول الذي طرأ على هذه الحركة من حيث انتقالها إلى الاشتغال على ما هو اجتماعي واقتصادي إلى عدة أسباب منها أساسا أن الثقافي لم يعد بإمكانه أن يشكل موضوعا للتعبئة الاجتماعية خاصة بعد اشتداد المطالب الاجتماعية التي لم تعد تحتمل الصبر والتي تمس المواطن في حياته اليومية بدءا من الواد الحار و الماء الصالح للشرب إلى الطرق... أكثر من ذلك أن بروز "الجمعيات التنموية" في بعض المواقع دفع الحـركة الاحتجاجية الأمازيغية إلى توسيع مجال اشتغالها وإعطاء الأولوية لما هو اقتصادي واجتماعي خاصة نظرا لعامل المنافسة الذي أضحت تخلقه بالنسبة للجمعيات الثقافية الأمازيغية خاصة وأن المناطق التي يتكلم أهلها باللسان الأمـازيغي عاشت منذ بداية الاستقلال تهميشا وإقصاء من مشاريع التنمية.
أكيد أن أسلوب التهديد بإحراق الذات الذي لجأ إليه المعطلون أو الدخول في إضراب عن الطعام حتى حدود الموت أو التهديد بالانتحار الجماعي على سبيل المثال كوسيلة للضغط على الدولة من أجل الاستجابة لمطالبهم أصبح يفرض على السلطات الأمنية التفكير في مقاربة جديدة للتعامل مع هذا السلوك الاحتجاجي الجديد غير تلك المبنية على العصا.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الإصلاحي الأمريكي بمنطقة -الشرق الأوسط الكبير- بين ا ...
- رابع وزير للداخلية بعد إدريس البصري ووزارة الداخلية تغير واج ...
- الخفي والظاهر في الاهتمام المتزايد لواشنطن بدول المنطقة المغ ...
- السلطات المغربية والفرنسية تتهرب من الكشف عن الحقيقة وملف ال ...
- عبد العزيز مياج، أستاذ الحريات العامة بكلية الحقوق بالمحمدية ...
- فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقر ...
- حماة الدفاع عن مادة التربية الإسلامية يهاجمون وزير التعليم ب ...
- هل الأمازيغية قضية مجتمع أم ملك؟
- دور الأمازيغية في ترسيخ الاستقرار السياسي بالمغرب
- فادي القاضي الناطق باسم منظمة -هيومن رايتس ووتش - بالشرق الأ ...
- تقرير أمريكي يشيد بالحرية الدينية بالمغرب
- عودة حق المشاركة السياسية إلى المغاربة المقيمين بالخارج
- تباين الطروحات السياسية والمدنية حول حاجة وكيفية الإصلاح الد ...
- تأملات حول موقف عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال من م ...
- ماذا أضاف وزير يساري إلى قطاع العدل بالمغرب ؟
- إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق وخبير في شؤون المنطقة الم ...
- سعيد شرشيرة، رئيس الكونغريس العالمي للمغاربة القاطنين بالخار ...
- رسائل عبد الكريم مطيع الموجهة إلى النظام السياسي المغربي
- في انتظار الملك محمد السادس الملك عبد الله بن عبد العزيز يلغ ...
- أحمد رضى بنشمسي، مدير أسبوعية -تيل كيل-، يتحدث عن سياق وخلفي ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - سيادة المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالب الحركات الاحتجاجية بالمغرب