أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى عنترة - فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقراطيين المغاربة














المزيد.....

فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقراطيين المغاربة


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ المتتبع للشأن السياسي بالمغرب أنه كلما صعد تيار أو حركة إسلامية إلى موقع متقدم في السلطة داخل بلد في منطقة "الشرق الأوسط الكبير"، إلا ووجد له صدى داخل الأوساط الإسلامية عندنا. فقد تتبعنا كيف تجاوب بعض الإسلاميين مع صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا، كما لاحظنا كيف هلل هؤلاء لفوز الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة بجمهورية مصر، وها نحن اليوم نتابع هذه الأوساط وهي تتحدث عن انتصار حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة معتبرين إياه انتصارا للحركة الإسلامية ودرسا جديدا لليساريين والعلمانيين والأنظمة العربية وكل من يدور في فلكها... وفي الحالات الثلاث كان سؤال الإسلاميين المغاربة والانتخابات القادمة حاضرا في كل المعادلات السياسية.
من المؤكد أن الظرفية السياسية الراهنة على المستوى الدولي تلعب لصالح القوى السياسية ذات الامتداد الجماهيري الواسع كيفما كان لونها أو موقعها السياسي نظرا للمستوى الذي بدأت تحظى به الانتخابات عموما في العالم وخصوصا في البلدان الممتدة من المحيط إلى الخليج التي لازالت غالبية أنظمتها لم تجرب بعد الديمقراطية في انتخاباتها، وقد لاحظنا كيف تابعت القوى الغربية الديمقراطية عمليات الانتخابات في بعض المناطق التي حضرتها شخصيات أمريكية وازنة مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وغيره.
صحيح، أن القوى الإسلامية تتوفر على قاعدة شعبية تمكنها من احتلال مواقع متقدمة في أي انتخابات تجري في ظل مناخ ديمقراطي تحترم فيه إرادة المواطن في اختيار من يمثله، فهي اليوم في وضع قـوي مقارنة مع التنظيمات اليسارية أو الليبرالية التي تراجعت لأسباب متعددة تتعلق بطبيعة المشاريع السياسية التي سادت داخل بعض بلدان المنطقة المذكورة والتي باءت جميعها بالفشل ومنها من تحول حلمه إلى غبار ينتظر الحتمية التاريخية لترجمته على أرض الواقع!!
ولا نعتقد أن المغرب يختلف عن باقي البلدان داخل منطقة "الشرق الأوسط الكبير"، إذ توجد به حركة إسلامية ذات قاعدة شعبية واسعة، البعض منها ينشط داخل الحقل الرسمي والبعض الآخر خارج الحقل ولا زال يرفض القواعد المؤطرة للعبة السياسية.
فتنظيم العدل والإحسان نجده يرفض المشاركة السياسية في ظل الشروط الراهنة، حيث يعتبر مشاركته فيها بمثابة تزكية للسياسة السائدة، فهو يستفيد من بقائه خارج الحقل الرسمي، ويستفيد أكثر من غيره من كل فشل قد تعرفه تجربة إدماج إخوانه في حزب العدالة والتنمية داخل النظام، وتعتقد الجماعة أن الحل يكمن في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.بخلاف ذلك نجد موقع أصدقاء سعد الدين العثماني في تحسن كلما ظل أنصار الشيخ عبد السلام ياسين خارج الحقل الرسمي، بل والأكثر من ذلك أن علاقتهم بالنظام تتطور تدريجيا في اتجاه لعب دور ووظيفة "الحزب الإسلامي" الملكي، هذا فضلا عن التيارات الأخرى ذات التوجه الجهادي والتكفيري التي لا تربطها أية علاقة بالاثنين، إذ أن الأحداث الإرهابية التي قادها البعض منها أثرت سلبا على الاثنين لكونها انعكست سلبا على المد الإسلامي.
مما لا شك فيه أن "التوازن" الذي يمسك خيوطه النظام السياسي بين التنظيمين الأساسيين داخل الحركة الإسلامية بالمغرب يجعله يتحكم في اللعبة السياسية المرتبطة في شقها بالإسلاميين، كما أن عدم وجود امتدادات لبعض القوى الإسلامية الدولية داخل الساحة المغربية يساعد النظام في عملية التحكم هذه، زد على ذلك أن خصوصية الحركة الإسلامية ببلادنا تجعل النظام في منآى عن كل خطر قد يهدد القواعد المرسومة من طرف الإدارة...
فمسألة إدماج جماعة العدل والإحسان تبقى رهينة بمصالح النظام أكثر مما هي مرتبطة بالمشروع السياسي لأنصار جماعة العدل والإحسان. فهي إذن، مسألة وقت ليس إلا، إذ يمكنه أن يدمجها كلما رأى حاجته في الجماعة.
ونعتقد أن خطر الحركة الإسلامية يكمن في تياراتها التكفيرية والجهادية وليس في العدل والإحسان أو العدالة والتنمية أو البديل الحضاري..، بمعنى التيارات "البلادنيـة" التي نجحت الإدارة في التصدي إليها وضرب مخططاتها كما حصل مؤخرا، حيث تمكنت السلطات الأمنية من إفشال محاولة بعض العناصر في خلق قاعدة الجهاد في بلاد الاتحاد المغاربي على شاكلة تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين...
وتتمثل خاصية النظام السياسي بالمغرب في كون الملك هو الفاعل الرئيسي داخل الحقل السياسي سواء كرئيس للحكومة أو كأمير للمؤمنين، إذ نجده يتمتع بسلطات دستورية ومؤسساتية واسعة، كما نجده يحتكر الحقل الديني بوصفه أميرا للمؤمنين، ويمنع عن باقي الفرقاء السياسيين التدخل في الشؤون الدينية التي يخصص لها قنوات رسمية لإدارتها ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المجلس العلمي الأعلى والمجالس الإقليمية... فالصعوبة تظهر في طبيعة الاكراهات الاجتماعية والاقتصادية من جهة أولى، والواقع الديني القائم على أحادية الفاعل الديني واحتكار الملك لـ "إمارة المؤمنين" من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة افتقاد القوى الإسلامية لبرنامج اقتصادي واقعي وقابل للتنفيذ...
ومن هذا المنطلق فالنظام السياسي يتوفر على ضمانات قانونية ودستورية تجعل هامش الحركة لدى الإسلاميين ضيق جدا في حالة اكتساحهم للانتخابات القادمة. وهو ما يجعلنا نستخلص في النهاية أن طبيعة النظام السياسي تجعله محصنا من أي خطر إسلامي يأتيه من باب المشاركة السياسية وعبر الآلية الديمقراطية.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماة الدفاع عن مادة التربية الإسلامية يهاجمون وزير التعليم ب ...
- هل الأمازيغية قضية مجتمع أم ملك؟
- دور الأمازيغية في ترسيخ الاستقرار السياسي بالمغرب
- فادي القاضي الناطق باسم منظمة -هيومن رايتس ووتش - بالشرق الأ ...
- تقرير أمريكي يشيد بالحرية الدينية بالمغرب
- عودة حق المشاركة السياسية إلى المغاربة المقيمين بالخارج
- تباين الطروحات السياسية والمدنية حول حاجة وكيفية الإصلاح الد ...
- تأملات حول موقف عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال من م ...
- ماذا أضاف وزير يساري إلى قطاع العدل بالمغرب ؟
- إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق وخبير في شؤون المنطقة الم ...
- سعيد شرشيرة، رئيس الكونغريس العالمي للمغاربة القاطنين بالخار ...
- رسائل عبد الكريم مطيع الموجهة إلى النظام السياسي المغربي
- في انتظار الملك محمد السادس الملك عبد الله بن عبد العزيز يلغ ...
- أحمد رضى بنشمسي، مدير أسبوعية -تيل كيل-، يتحدث عن سياق وخلفي ...
- حراس الأمن الديني بالمغرب
- تأسيس الحزب الأمازيغي بالمغرب: حاجة مجتمعية أم مغامرة سياسية ...
- الدلالات السياسية والرمزية لتعيين حسن أوريد على رأس ولاية جه ...
- إعلاميون، انفصاليون، إسلاميون.. يساهمون في إفراز -نـداء المو ...
- المقدس في الصحافة المستقلة بين تجربة حكومتي عبد الرحمان اليو ...
- أحمد الـدغرني، يشرح أسباب تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى عنترة - فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقراطيين المغاربة