أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - اللغة وتسليع العالم














المزيد.....

اللغة وتسليع العالم


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تلقيت في الآونة الأخيرة دعوة من مجمع اللغة العربية بدمشق، للمشاركة في مؤتمره، فأجبت شاكراً لهذه الدعوة من مجمع أنا أصلاً عضو فيه.

واللافت أن الدعوة تأتي من مجْمع يجمع بين ظهرانيه أعضاء منحدرين من حقول وتيارات وتخصصات معرفية مختلفة، لكن فيها جميعاً تمارس اللغة العربية دوراً محسوساً، لاسيما حين يتصل الأمر بالترجمة من لغات متعددة، وما يتطلبه ذلك من إيضاح وضبط يؤكد الأهمية المركزية للغة.



وهنا تصبح مسألة اللغة أمراً يدخل في حقل التنظير اللغوي المرتبط بأمور عديدة تتصل بتاريخ لغات النصوص المترجمة، وكذلك بتاريخ اللغة العربية نفسها، لاكتشاف ما إذا كان ثمة توازٍ تاريخي للغتين الاثنتين كلتيهما. وفي هذه الحالة قد يظهر تداخل لغوي دلالي بين لغة النص المُترجَم واللغة المُترجم إليها (أي العربية)! وهذا ما يضعنا أمام مسائل عدة لا يمكن تجاوزها إلا التوقف عند ثنائية الدال والمدلول في اللغتين. لهذا لا بد من متابعة تطور الدراسات اللغوية في حقول معرفية عدة: تاريخية ولسانية وأيديولوجية وغيرها.
والأمر يصبح أكثر أهمية، خصوصاً حين تكون الترجمة عن «لغة عامية محكية» أو عن أخرى تأخذ طابع التقدم أو التطور أو التغير المقترح، إذ هنا قد تتغير الدلالات والمعاني مع حدوث تحولات ما.

وقبل تخصيص الحديث لمسائل أخرى مستنبطة من سياق اللغة العربية نفسها، يحسن بنا أن نأتي على تحدي العصر الراهن، والذي يمثل أهمية استراتيجية لأجيال قادمة متعددة. أعني بذلك مواقع اللغات في منظومة «العولمة» التي تنمو جهاراً وبقوة في سياق العالم العربي.

وفي سبيل مقاربة أكثر فعالية لمسألة اللغة العربية، يتعين أن نضع أيدينا أيضاً على الفكرة المركزية التي تواجهنا الآن تحت مصطلح «العولمة»، فهذا الأخير يمكن وضع اليد عليه إذا ما عدنا إلى المصائر التاريخية التي انتهى إليها «النظام العالمي الجديد»، المختزل بفكرة «تسليع العالم»، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن فكرة «تسليع العالم»، تنتمي أساساً إلى النظام الرأسمالي، حتى في مرحلة نشوئه الأولى الباكرة، فـ «السلعة» التي ينتمي إليها وُجدت قبل نشأته، بل بالتحديد مع ظهور «السوق»، عبر مسار تاريخي طويل جسّد تكريساً للنظام الرأسمالي، مع أن السوق والسلعة التي يجري تبادلها فيه، يعود إلى قرون عديدة من تاريخ البشرية. ولعل التطور الذي لحق بذلك النظام كان ولا يزال يطبع تاريخ البشرية ككل.

والفكرة التي تستأثر باهتمامنا هنا تتمثل في أن المرحلة العولمية الراهنة، قادت إلى حالة جديدة هائلة تغمر البشر بعنفوانها وآلياتها الكامنة وراء إنتاج «السلعة»، ما أسس لسحب العملية هذه على الوجود الإنساني ذي الطابع الجديد، وذلك في سياق عملية مركبة ومعقدة تقوم على أربعة أطراف هي: السلعة، ومنتجها الإنساني الآلي، والعالم الذي يعممها، والأهداف المجتمعية الناتجة عنها. وقد صدق من قال بمنتهى البساطة والعلمية في آن واحد: كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان! فهل تم أيضاً تسليع اللغة؟!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي وخطر التشيع
- عبدالناصر وورقة التعددية
- المعادلة الاستشراقية قلباً وعقلاً
- معادلة الشرق والغرب
- مواجهة جديدة بأساليب قديمة
- القانون العصيُّ للنهوض
- الإسلام وتاريخ أوروبا
- سوريا عصية على التقسيم
- أوهام الاستعمار والصهيونية
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-الهجوم الحوثي- على سفينة بضائع بالبحر الأحمر ...
- البيت الأبيض: ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة وسط استمرار المفاوضات ...
- في نفس يوم إقالته، العثور على وزير روسي ميتاً بطلق ناري
- نتنياهو في واشنطن.. ملفات عديدة على طاولة المباحثات بينها إي ...
- محادثات بين زيلينسكي وستارمر تركز على تحالف دولي جديد وتعزيز ...
- بعد 14 سنة.. الولايات المتحدة تلغي تصنيف -هيئة تحرير الشام- ...
- الحوثيون يعلنون غرق سفينة وأنباء عن هجوم على سفينة أخرى
- حزب أمريكا: هل ينجح ماسك في كسر نمطية السياسة الأمريكية؟
- مصابان ومفقودان بهجوم على سفينة قرب الحديدة باليمن
- -كيندل- من -أمازون-.. الابتكار الذي أعاد تعريف تجربة القراءة ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - اللغة وتسليع العالم