أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الدجيل ..وحلبجة ..!















المزيد.....

الدجيل ..وحلبجة ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل من تابع محاكمة مجرمي مجزرة الدجيل ، يرى أن تلك الرؤوس المجرمة التي نفذت المجزرة ، وهي تدلي بافاداتها في قفص الاتهام بوقاحة المجرم المحترف ، هي ليست ذات الوجوه المرعوبة عند إلقاء القبض عليها ، واعترافها بجرائم يندى لها جبين وحوش الغاب ، وليس الإنسانية ، وحتى مياه دجلة والفرات غير قادرة على إزالة آثار تلك الجرائم . جرائم كثيرة بحق الشعب العراقي ، اعترفوا بها لحظة إلقاء القبض عليهم وقبل أن يباشر المحققون العراقيون ، التحقيق معهم بشكل رسمي ، وربما اعترافاتهم ، التي تضمنتها ملفاتهم المحفوظة لدى المحققين الأمريكان ، لم تترك شاردة أو واردة عن جرائمهم وأفعالهم إلا واعترفوا بها ، وبرزان قد نوه أمام المحكمة ببعض منها ، فكيف بكبيرهم الذي خطط لكل ما اقترفت أياديهم من جرائم .
وفر الوضع الأمريكي الجديد لهؤلاء المجرمين في معتقلهم كل وسائل الراحة ، ( كما كانوا يفعلونه بالضبط مع المعتقلين والمتهمين العراقيين ) من مأكل " مسلفن " عن طريق متعهدين أمريكان ، وملبس وفق أحدث مواصفات المودة العربية ، كما توفرت لهم قراءة الصحف ومشاهدة التلفزيون ، والإتصال بعوائلهم وبالمحيط الخارجي عن طريق منظمات حقوق الإنسان المجهولة وغير المعروفة أيام حكمهم ، والتلفونات " الموبايلات " المهربة ، كما تعددت لهم مقابلات وزيارات المحامين ، عراقيين وعرب وأجانب ، رجالا ونساء ، وعندما عرضت عليهم إفاداتهم وإعترافاتهم المدونة ، والموثقة من محققين قضاة وبحضور محامين عنهم ، أنكروها جملة وتفصيلا ، وحتى تواقيعهم ما عادت هي تواقيعهم ، وأظهروا براءتهم من كل ما أسند لهم واليهم من مستندات تفيد حصول قتل للمتهمين تحت التعذيب ، أو حتى عدم وقوع إعدام لآخرين بالخطأ العمد ، نتيجة إستبدال الضحايا بآخرين لقاء ثمن بالطبع ، براءتهم أثبتوها كبراءة أخوة يوسف من دم أخيهم . من يدري فربما سيطالب هؤلاء القتلة ، ومحاموهم من أبطال فضائح النفط مقابل الغذاء ، بتعويض من ضحاياهم 148 ، عما أصابهم من ضرر نتيجة اعتقالهم بدعاوى كيدية ، ولم تثبت الوقائع والأدلة المقدمة حصول وقوعها .!!
المفارقة في هذه المحاكمة ، أن المتهمين من " أبطال " النظام يطالبون بوقت كاف في مناقشة الشهود والرد على هيئة المحكمة ، على الرغم من أنهم حولوا ساحة المحكمة إلى مهرجان لخطابتهم السياسية ، وعرضا لأفعالهم المخزية ، وما كانوا يمارسونه بحق العراقيين طيلة أكثر من 35 سنة ، وكأن الشعب العراقي غير معني بجرائمهم أو لم يكن هو الضحية ، وما ارتكبوه من جرائم بحق أبنائه وبناته ، معارضين كانوا أم من أنصارهم ، كأنه حلم أو من نسج الخيال . فطيلة الفترة التي مثل بها أمام المحكمة ، بعض أقطاب الحكم ، في مجزرة الدجيل ، وعلى كثرة أوراق الدعوى وتشعبها ، وكثرة أقوال الشهود وإفادات المتهمين ، لم يظهر أي دليل على تمتع الضحايا ، المسفوك دمهم ، في قضية الدجيل ، أو في أي قضية أخرى ، بأي حق من الحقوق التي ضمنتها حتى القوانين البعثية للمتهم ، كما لم يدل أي دليل على وجود محكمة حقيقية حوكم أمامها المتهمون الضحايا ، ناهيك عن وجود أثر أو توفر أجواء سليمة للمحاكمة ، أما وجود محام أو شهود للدفاع ، فهذا ترف ومضيعة للوقت ، ف " محكمة الثورة " التي قادها عواد البندر ، تتماشى مع سرعة العصر ، فخلال أسبوعين ، يقال ، والعهدة على قول الحاكم ، عواد البندر نفسه ، وقف 148 متهما من دون قفص اتهام ، أمام حاكم لا ضمير ولا وقت له ، حتى ليتأكد من عددهم ، أو من أسمائهم ، فكيف عن الاستماع لإفاداتهم ، وأصدر الحكم الذي أزهق أرواح كل من حوت اسمه أوراق الدعوى بمن فيهم الأطفال . رغم كل الحرية التي منحت لهؤلاء القتله في الدفاع عن المجزرة ، نراهم يجأرون بالشكوى لعدم إتاحة الوقت لهم بالدفاع عن أنفسهم ، وما نخشاه هو أن يطالب هؤلاء القتلة بتعويض عما أصابهم من ضرر ، وما تسبب به الشهداء الضحايا لهم من تشويه سمعة ، فلا زال هناك من يعتقد بان سمعة الأنظمة الفاشية وشخوصها ، أزكى من سمعة الألماس ـ البرلنت ، لما يتمتع به من صفات ومزايا نادرة بين المعادن ، وفي هذه الحال سنطالب نحن بإعادة محاكمة الشهداء الضحايا ، فالحقائق تتغير وفق الظروف ، ووفق ما يتمتع به هؤلاء الحكام الأجلاف ، والمدافعون عنهم من المحامين ، من صلف وصفاقة وضمائر ميتة ..!
إذا كانت جريمة الدجيل رغم محدودية ضحاياها ، مدانة من كل القوى الوطنية العراقية ، وحركات التحرر الوطني العربية والعالمية ، فكيف بجريمة العصر التي ارتكبها نظام البعث الفاشي في حلبجة الكوردستانية في السادس عشر من شهر آذار من العام 1988؟ هذه الجريمة التي شكلت ، ولا زالت تشكل ، إدانة صارخة لنظام حكم لا يفهم غير القوة في إدارة الصراع ، ليس مع الجيران والقوى الخارجية ، وإنما حتى مع من يختلف معهم من مكونات قوى الشعب والوطن العراقي ، فالجريمة عبرت عن حقد قومي لا حدود له ، ووحشية نظام استخدم أساليب قذرة في محاولة يائسة للقضاء على شعب يطالب بحقه بالعيش كباقي شعوب الأرض ، كما دللت ، هذه الجريمة ، بشكل واضح عن هزيمة أخلاقية للنظم القومية ، قبل أن تضع الحجر الأساس لهزيمة حزب البعث السياسية . مأزق الحرب مع إيران الذي أوشك أن يطبق على نظام الحكم الفاشي ، جعل صدام في موقف لن يتردد فيه عن اختيار أقذر الأسلحة وأشدها فتكا باستخدامها ضد الثورة الكوردية ، حيث أقدم على استخدام كل ماعنده من قدرات عسكرية قادرة على حمل الموت الجماعي للثوار ، واستخدام مختلف الأسلحة الكيمياوية بما فيها غاز الخردل ، وقنابل النابالم الحارقة ليزرع الموت في مدينة حلبجة وما جاورها ، ففي لحظات أنزرع الموت الأصفر في كل أرجاء المدينة بأمر من صدام ومشاركة من أركان نظامه ، كان نتيجته 4500 شهيد ، بين طفل وشيخ وامرأة ، إضافة لما خلفته هذه الجريمة من آلاف المرضى والمعوقين نتيجة استنشاقهم للغازات السامة جراء هذا الهجوم البربري ، إن هذه الجريمة المروعة ، لم تكن شبيها لها سوى القنابل الذرية التي استخدمتها القوات الأمريكية على مدينتي ناكزاكي وهورشيما ، لفرض الإستسلام على اليابان ، فإذا كانت أمريكا مدانة باستخدامها هذه الأسلحة ضد الشعب الياباني لاجبار حكومته على الاستسلام ، فصدام ونظامه قد استخدم أسلحته ضد الشعب الكوردي ليعلن إفلاس البعث ـ القومي سياسيا وأخلاقيا ، وليفسح في المجال أمام الشعب الكوردي لأن يؤسس دولته وفق منظوره القومي ..
جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية للقتل الجماعي ، ليست مسؤولية النظام المقبور لوحده ، وإنما تتحملها معه ، كل الدول التي حرضت وساعدت ودعمت صدام ونظامه في حربه ضد إيران ، وجهزته وأمدته بهذه الأسلحة ، وهذه الدول مطالبة بتحمل مسؤوليتها في تنظيف ليس منطقة كوردستان من آثار هذه الأسلحة ، وإنما تنظيف كل المناطق العراقية التي دارت فيها المعارك ، سواء مع إيران أم الكويت ، فالجريمة تتقاسمها كل الدول ذات العلاقة في بناء وإنشاء وتجهيز هذه المواد ، كما أن أمريكا هي الجاني الأكبر ، التي ساهمت ، ولا زالت تساهم وتساعد في تردي الوضع العراقي ودماره ، فستقف في النهاية إلى جانب صدام وأقطاب نظامه إن تمت محاكمته وفق ما هو الحال في محاكمة الدجيل ، فصدام سينكر كل الأدلة ، فليس هناك من أدلة مادية تدلل أن صدام اشترك فعلا في إلقاء الغازات القاتلة على حلبجة وبشكل مباشر ، كما هو الحال عليه في الدجيل ..!



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق العراقي ..والحل في قراءة التاريخ ..!
- الحكومة العراقية..متى ..؟!
- الصب تفضحه عيونه -..! -
- المرأة العراقية ..والديموقراطية ..!
- غلطة الشاطر قاصمة..!
- أين الحقيقة ..ياحكومة !!
- تفجير المراقد المقدسة ..والقادم أدهى وأمر ..!
- عمرو موسى ..عذر أقبح من ذنب ..!!
- صح النوم ..يا سيادة الوزير ..!
- خطوط حمر ..تصبح ِبيْضا-.!
- ميليشيات العشائر ..!
- الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!
- الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
- ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
- الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
- الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
- أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
- عندما يتحول البغض إلى حب ..!
- من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
- تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!


المزيد.....




- ترامب وماسك وفانس كعمّال.. صينيون يسخرون من الحرب التجارية ب ...
- -زفيزدا-: مسؤول أمريكي كبير يشارك باحتفالات -عيد النصر- في م ...
- غزة: 52.418 قتيلا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
- غزة: إسرائيل تفرج عن مسعف فلسطيني بعد نحو شهرين من مقتل 15 م ...
- وسائل إعلام سورية: مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه
- -المسيرة-: غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجو ...
- رد مصري على محاولة التلفزيون الإسرائيلي تشويه أهرامات الجيزة ...
- بريماكوف: سلطات ألمانيا تحاول بوقاحة منع ممثلي روسيا من المش ...
- مستشار بالكونغرس الأمريكي للمخادعين فوفان ولكزس: نسعى جاهدين ...
- ترامب يهنئ إسرائيل بعيد -الاستقلال- ويؤكد عمق الشراكة بين ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الدجيل ..وحلبجة ..!