أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هادي فريد التكريتي - المأزق العراقي ..والحل في قراءة التاريخ ..!














المزيد.....

المأزق العراقي ..والحل في قراءة التاريخ ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:58
المحور: المجتمع المدني
    


ربما هي الفترة الأطول في تاريخ تشكيل الحكومات العراقية ، تمر على العراق دون تشكيل حكومة ، بعد انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج ، نتيجة سببين ، الأول ، عدم تمتع مرشح قائمة الائتلاف ، رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، إبراهيم الجعفري ، بثقة القوائم الأخرى ، وخصوصا القائمة الكوردية ، حليفته في الحكم ، إضافة للقوائم الفائزة الأخرى . ، والأمر الثاني ، عجز القائمة الأكبر عن تشكيل حكومة لعدم تمتعها بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان الجديد .
كل طرف معارض لترشيح الجعفري له وعنده أسبابه للمعارضة ، وهذا مبدأ ديموقراطي لا ينفي التوافق ، كما لا يعرقل الاستحقاقات الانتخابية للبدء بدعوة البرلمان وتشكيل الحكومة ، فاستمرار الخلاف بين كل الأطراف الممثلة في المجلس النيابي الجديد قبل انعقاده ، هو ضرب من المماطلة لتأخير الاستحقاقات الدستورية ، وافتعال لخلاف هي قادرة على تجاوزه وحله إن حسنت النيات ، وكل تأخير يحملها مسؤولية التدهور الحاصل ، فعدم التوصل إلى اتفاق ينهي أسباب أزمة الحكم ، بحجة الحرص على مصالح العراق العليا ، يضع القوى السياسية بكل تلاوينها في دائرة عدم مصداقيتها في توجهاتها للحل ، كما يعرضها لتهمة التفريط بمصلحة الشعب العراقي ، فالتستر وراء المصلحة الوطنية ، هو مجرد هراء كاذب وضحك على ذقون البسطاء من الموالين لهذه القوى .
تتمترس كافة القوى السياسية المتحاورة ، خلف دعاوى لتحقيق مصالح عامة للشعب ، طائفية ، وقومية ـ عنصرية ، كلها دعاوى كاذبة ، والحق الذي لا يقال هو أنهم يلهثون خلف مصالح شخصية بحته . ولا علاقة لهم بالمرة بما يدعون من تمسكهم بالمصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي ، إن كان هناك من يصدقهم من الأعوان والمريدين ، فالواقع يكذبهم ، أين المصلحة من دوامة إرهاب يشمل العراق كله ، وهو ينزف دما ويفقد يوميا العشرات من خيرة أبنائه وبناته أرواحهم ، وتتعرض مصادر رزقهم للتلف ، وتتعطل مصالح الناس أجمعين ؟ وما علاقة المصلحة بربطها بشخص واحد بعينه يراد فرضه دون مبرر؟ أليس مثل هذا الموقف تزكية لمواقف الدكتاتورية المقبورة ، عندما ربطت مصلحة البلد بحاكم فرد ، ألا يدلل هذا الموقف على بداية المسير باتجاه فاشية جديدة يراد فرضها على العراق ؟ هل عقمت ولادات العراق ، وما عاد هناك من هو قادر على تحمل المسؤولية غير شخص بعينه ، ومن تنظيم بعينه ؟ وأين الديموقراطية ، التي يتمسح بها الجميع ، عندما ترفض أكثرية الكتل ، حجما وعددا ، مرشح تجربته تقول أنها فاشلة في إدارة الحكم في العراق . لماذا لا تعطى الثقة لشخصية وطنية محايدة تقود الحكم ، بغض النظر عن دينه وقوميته أو طائفته ، من خارج الكتل البرلمانية ؟ إن كانت حقيقة دعواهم وخلافهم هو على المصلحة الوطنية ، فليفعلوا ما فيه فعلا المصلحة الوطنية العليا للمجتمع ، وليست مصالحهم ؟ وإلا فلينِفذوا مقترح الصديق الدكتور عبد الخالق حسين.الوارد في مقاله ( المأزق العراقي وكيفية الخروج منه ، المنشور على الصحافة الألكترونية ليوم 12/3 ) الذي ارتأى في بعض ما اقترح " الأخذ باقتراح الكاتب الأمريكي توماس فريمان ، لتجميع كل القيادات العراقية المنتخبة لمؤتمر المصالحة العراقية خارج بغداد ، وحبسهم في غرفة وعدم السماح لهم بالخروج إلى أن يتوصلوا إلى حكومة وحدة وطنية .." .
هذا المقترح الذي اقترحه الكاتب الأمريكي عملي جدا ، وهو مقتبس من تاريخ العرب والإسلام ، ولم يكن أمريكيا ( للمصابين بالحساسية الأمريكية ) أو من عندياته أو من مخيلته ، إنما استله ، كاملا دون تحريف أو تغيير في كلماته من صفحات مطوية ، وهو يقرأ وقائع عن بدايات الخلافات السياسية في التاريخ الإسلامي ، ربما هذه الوقائع غاب استذكارها أو حضورها ، عن أذهان قادة الإسلام السياسي الجدد في العراق ، إن كان قد قرءوا تاريخهم من قبل ، أيام دراستهم الابتدائية . ولا بأس أن أسرد على القارئ بعض أحداث هذه الصفحة ، لما فيها من عضة وعبرة ، ومماثلة لما جرى قبل أكثر من 1440 عام ، مع ما يجري عندنا .
المولى ( العبد ) أبو لؤلؤة الفارسي ، توعد الخليفة عمر بن الخطاب، عندما طلب منه الخليفة عمر أن يصنع له رحى طحين لأهل بيته ، فرد عليه " لأصنعن لك رحى تتحدث عنها العرب والعجم " ، وقد فهم عمر الرسالة ، عندما قال توعدني العبد ، ولم يمهل أبو لؤلؤة عمرا طويلا ، حيث عالجه بطعنة من خنجره وهو قائم لصلاة الفجر ، شعر عمر أن الطعنة قاتلة ، وفي الحال أمر بتشكيل مجلس شورى لاختيار خليفة للمسلمين من بعده ، من بين رموز تمت تسميتهم ، وتحديدهم بسبعة أشخاص ستة لهم الحق في الترشيح والإختيار وهم كل من : ـ علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن الزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، والسابع ابنه عبد الله ، له حق الإختيار وليس له حق الترشيح ، منوط به حماية المجتمعين في بيت لا يخرج أحد منه ولا يدخل أحد فيه من الخارج ، حتى يتم اتفاقهم على واحد منهم ، ومن يعلن عن رأي معارض ، أو يبشر برأي مخالف ، بعد الاتفاق ، يضرب رأسه بالسيف ، وهكذا حلت مشكلة كانت في غاية الأهمية والصعوبة ، قاطعا دابر الخلاف والفرقة ، كما هو الحال اليوم .
وربما هذا ما يفعله مجلس بابوات روما عند انتخاب بابا جديد لهم ، مع تغيير بسيط ، فإشارة الإتفاق تصاعد دخان أبيض ، دون أن تكون حاجة للسيف إن بشر أحدهم برأي مخالف .
ليت قادة العراق يصنعون ما صنع الأسلاف ، وليتهم يتخذون من حوادث تاريخهم عبرا ، وليتهم يصنعون ما صنع الكاتب الأمريكي " توماس فريمان " بتقليب صفحات التاريخ ، ليقدموا لنا حلولا لخلافاتهم ، وتسامحا في معتقداتهم ، فالوقت ليس في صالح أحد ، أيا كان ، وبعكسه ، إن لم يحصل اتفاق ، فقد أشار الكاتب الأمريكي إلى حل فيه تهديد مبطن ، " إن الوقت قد حان للإستعداد للرحيل " فالحليم تكفيه الإشارة ، فليس ما يعنيه رحيل القوات الأمريكية ، فهي جاءت لتبقى ، وإنما الرحيل للقوى التي جاءت بها هذه القوات ، وظنت هي من أسقط النظام الفاشي ..ورحم الله اُمرؤا عر ف قدر نفسه !



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية..متى ..؟!
- الصب تفضحه عيونه -..! -
- المرأة العراقية ..والديموقراطية ..!
- غلطة الشاطر قاصمة..!
- أين الحقيقة ..ياحكومة !!
- تفجير المراقد المقدسة ..والقادم أدهى وأمر ..!
- عمرو موسى ..عذر أقبح من ذنب ..!!
- صح النوم ..يا سيادة الوزير ..!
- خطوط حمر ..تصبح ِبيْضا-.!
- ميليشيات العشائر ..!
- الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!
- الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
- ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
- الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
- الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
- أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
- عندما يتحول البغض إلى حب ..!
- من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
- تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
- المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!


المزيد.....




- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...
- ذوي الأسرى الاسرائيليين يضغطون على نتنياهو للوصول الى إتفاق ...
- أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين بالقضارف شرقي السودان ...
- مطبخ تضامني في العاصمة السودانية الخرطوم لمساعدة السكان المه ...
- أمين الأمم المتحدة: غلق معبري رفح وكرم أبو سالم أمر مدمر للو ...
- يونيسف: الهجوم الإسرائيلي على رفح يعقد إيصال المساعدات لقطاع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هادي فريد التكريتي - المأزق العراقي ..والحل في قراءة التاريخ ..!