أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - من ربط البطن الى ربط الرقاب














المزيد.....

من ربط البطن الى ربط الرقاب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5871 - 2018 / 5 / 13 - 21:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من أضخم الأخطاء التي يقع فيها كل نظام ديكتاتوري فاسد التمادي، هو لا يتوقف عند حد ويمارس عمليات القهر والتنكيل كلما تسنى له ذلك، هو يعتبر أن العبيد لن يرفعوا رؤوسهم تحت وطآة القمع والقهر والتنكيل.

وبعد أن كان النظام يضيق على الناس برفع أسعار المواد الغذائية ويجعلهم يتخلون عن الكثير من الأشياء حتى يتمكنوا من سد جوع أبنائهم، يسرف في تماديه فيمس بأبسط حقوقهم ويرفع سعر تذكرة المترو بدرجة لم يتخيلها أحد.

هو لا يربط فقط على بطن الفقراء ولكن الأن يربط رقابهم ويحاربهم في أرزقاهم ولقمة عيشهم، فهناك من لا يزيد راتبه عن 1500 جنيه وكان يعتبر المترو ملاذه الوحيد للوصول الى العمل بسعر معقول، وأن يتضاعف السعر سبعة مرات خلال عام واحد فذلك يعني أن عمله سيكون بلا جدوى وأن ما سيتكسبه على مدار الشهر ستستفيد منه فقط هيئة السكك الحديد!

والعجيب في الأمر أن هذا النظام لم يحرك ساكنا تجاه محاربة الفساد أو عمل مشاريع تنموية حقيقية تقلل من البطالة وتوفر فرص عمل أو تقدم للبلد منتجا يمكن الاعتماد عليه أو تصديره للخارج، وكلما سألتهم عما يفعلوه بالقروض الضخمة التي اغرقوا بها البلاد يقولون لك قمنا بشق الطرق وبناء المساكن!

ولن اتحدث عن جدوى الطرق في ظل الظروف التي يعيشها الغالبية العظمى من المصريين، ولكن سأتحدث عما حدث لهذه الطرق المزعومة بمجرد أن تساقط عليها بعض المطر حيث جرفت الأمطار بعضها وكأنها لم تكن!

هذا النظام يسرف في الاغداق على جيشه وشرطته واعلامه ووزرائه ونوابه، بينما يمتص دماء الفقراء ولا يترك مناسبة دون أن ينكل بهم كأن عليهم أن يموتوا ليعيش النظام ورجال النظام.

إن أي نظام يريد عمل اصلاحات اقتصادية حقيقية لابد وأن يبدأ من أعلى الى أسفل وليس العكس، فكم بح صوتنا مطالبين بوضع حد أقصى للأجور دون جدوى، وكم طالبنا بفرض ضرائب تصاعدية ولا حياة لمن تنادي، وكم طالبنا بتسريح مئات المستشارين الذين لا يقومون بوظيفة واضحة ويمتصون مكاسب الهيئات والمؤسسات الحكومية وأيضا لا جدوى.

إن الرئاسة التي تعتبر أنه ليس من حق المصريين ركوب المترو بسعر مخفض رغم أنهم يتكدسون فيه كما الأسماك المعلبة بدون تهوية راضين متحملين، لديها أكبر اسطول طائرات رئاسية على مستوى العالم فالعز والجاه والفخفخة لهم وعلينا أن ندفع فاتورة ذلك من دمائنا ومن مستقبل ابنائنا.

إن الوضع الحالي أشبه بقنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة، ولو كان من قام بالثورة في يناير هم صفوة المثقفين والمتعلمين، فترقبوا هوجة الفقراء والمهمشين التي لن تبقي ولن تذر.

أكاد أجزم أن هذا ما يسعى النظام للوصول اليه، وما يعمل على حدوثه اناء الليل واطراف النهار، فوضى عامة شاملة تقضي تماما على فرص هذ البلد في الوجود والبقاء.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الله؟
- قل احتلالا ولا تقل تحالفا
- طريق الاستبداد
- الغرق في شربة ماء
- الصراع الأبدي
- كيف تصنع شعبا من المجرمين؟
- الغرب يعرف أكثر
- صفقة القرن ويوم الأرض
- الارهابي والمجنون والجريمة الكاملة
- نجاحات النظام
- مذبحة الصحافة
- أحمد خالد توفيق
- الحق المهدور في مصر
- جبلاية القرود
- القبلة المباحة
- الهدف
- ضرب الكفيل زي أكل الزبيب
- الجيفة الطافية على السطح
- قل مصالح دول ولا تقل مؤامرة
- العقل في أرض الجنون


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - من ربط البطن الى ربط الرقاب