أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الجيفة الطافية على السطح














المزيد.....

الجيفة الطافية على السطح


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشاء القدير أن تطفو على سطح هذه البقعة المظلمة من الكوكب من حين إلى أخر بعض الأحداث التي تكشف حجم ما يحدث فيها من جرائم، وكيف يتصرف الممسكون بزمام الأمور فيها بلا أي مرجعية من قانون أو دستور.
ومن الخمسة أبرياء الذين قتلوا ولفقت لهم الأدلة من أجل تقديمهم في قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني على أنهم الفاعلين، إلى مسألة السياح المكسيكيين، الذين أعلن المتحدث العسكري أنهم إرهابيين تم القضاء عليهم، قبل أن يتبين الأمر وتظهر الحقيقة ويبدأ النظام في البحث عمّا يبرر به ما حدث.

وأخيرا قضية المجند ماثيو الذي ادعت قياداته أنه انتحر ""برصاصتين"" في ""الظهر"" وهو ليس أول مجند يتعرض لعملية من هذا النوع، ويمكن مراجعة الفيلم التسجيلي الذي أنتجته هيئة الإذاعة والتلفيزيون البريطاني حول مقتل المجندين على يد ضباط وتسجيل الكثير من هذه الحالات على أنها حوادث انتحار.

هنا يبدو هذا النظام وكأنه مطمئن للغاية إلى أنه قد أحكم السيطرة على كل ما يدب ويطير ويزحف على أرض هذا البلد المنكوب، فلا صوت يعلو فوق صوته بعد أن أمسك بتلابيب الإعلام، ولا أحد يحكم في ملكه إلا بإذنه فهو ممسك بخناق القضاء، ولا أحد يجرؤ على الإعتراض على ما يفعله، ولا أحد يحاسبه على بيع أو تبديد أو مشاريع فاشلة.

فهو الذي يمنع ويمنح وما عليك إلا السمع والطاعة والركوع والتسبيح بحمد هؤلاء وإلا لن تتمكن من فرد ظهرك أو العيش كخلق الله.

إلا أن ما غفل عنه هذا النظام ورموزه أن التسيب والبلطجة وتوحش الأجهزة الأمنية وغياب المحاسبة وانتحار القانون والدستور أمور ليست رائعة بالقدر الذي يبدو لهم، فحتى لو خالوا للحظات أن هذا يجعلهم أشبه بألهة تأمر فتطاع وتفعل ما تشاء، إلا أن ذلك غير حقيقيا ولهم في قضية العقيد طيار تامر صفي الدين عبرة.

فهو من طائفة الأسياد ولكن لم يحميه ذلك من أن يقع ضحية التلفيق وشهادة الزور والتسيب والإهمال ويفقد حياته بسبب ذلك، ولو كان من أبناء الشعب المنكوبين بحكم هؤلاء لما عرف أحد بالقضية ولمرت كما يمر غيرها في بلد الظلم والظلمات.
إن حجم التسيب والخراب في مصر وصل إلى درجة لا يمكن أن يتصورها بشر، وكل من يمسك الأن بسلطة يفعل ما يشاء معتقدا أنه أمنا من المحاسبة وأنه قادرا على حماية نفسه وأحباءه من عواقب الفساد والتسيب.

ولو فكر هؤلاء للحظة لعرفوا أن اعتماد شريعة الغاب لتكون القانون الوحيد الساري في بقعة ما يجعلهم هم أنفسهم في أي وقت ضحايا للمفترسات الأكبر منهم، أو قد يتغلب عليهم من هم أصغر سنا أو من هم أكثر عددا فلا يجدوا لهم سندا ولا نصيرا، وأنه في مكان يدار بهذا الأسلوب لا أمان لأحد ولا عدل لأحد.

إذا ظننتم أنكم أمنون وأن عبيدكم قد استسلموا وسجدوا ولن تقوم لهم قائمة فعليكم أن تخشوا كلابكم التي لا تعرف غير النهش والتي تدمن رائحة الدم وأكل الجيف.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل مصالح دول ولا تقل مؤامرة
- العقل في أرض الجنون
- أكاذيب النظام
- العدالة المستلقية
- بيبي رئيسا
- السيكوباتيون يحكمون
- السجن للشرفاء
- للمثابرين على أرض البحرين في يوم ثورتهم
- إدعم جيش وشرطة بلدك .. والطرف الثالث
- الحقيقة العارية
- كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال
- الدولة من منظور الزعماء العرب
- هأ .. هيء .. هأوو
- من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة
- رئيس يتحدث العربية ويجيد الجمع والطرح
- الوطنيون الجدد
- ثلاثية الفشل والكذب والقمع
- المبنى الأيل للسقوط
- أرض الموت
- إعلام النظام


المزيد.....




- هل تلقى مُتهما هجوم شاطىء بوندي تدريبات في الفلبين؟ الشرطة ا ...
- أنور قرقاش يعلق على رد الإمارات تجاه بيان السعودية بشأن اليم ...
- وزارة الدفاع الإماراتية تعلن إنهاء تواجد -ما تبقى من فرقها ل ...
- اليمن.. أعضاء في -القيادة الرئاسي- يرفضون قرارات العليمي الأ ...
- كيف ترون أداء الفرق العربية في كأس أمم أفريقيا بالمغرب؟
- رغم معارضة إسرائيلية.. ترامب يدرس بيع مقاتلات -F-35- المتطور ...
- بقيمة 8.6 مليارات دولار.. البنتاغون يعلن صفقة مع بوينغ لتزوي ...
- التوتر يتصاعد: مناورات صينية حول تايوان لليوم الثاني
- سوريا: حظر تجول في اللاذقية إثر أعمال عنف في أحياء ذات غالبي ...
- التحالف بقيادة السعودية يستهدف أسلحة قادمة من الإمارات


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الجيفة الطافية على السطح