أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - أين الله؟














المزيد.....

أين الله؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 11:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أصبح هذا السؤال يطاردني أناء الليل وأطراف النهار وفي كل لحظة ومع كل ظلم وقهر اراه وأحسه وأسمع به على مدار اليوم، فمنذ سنوات وأنا أدعو الله أن يمنحني السلام وأن يصرف عني وعن كل مظلوم ومقهور شر من يؤذينا فلا أجد الا المزيد من الظلم ولا أجد الا المزيد من القهر!

عندما أرى حالة الروهينجا اتسائل أين الله؟ وعندما أرى الحال على أرض فلسطين اتسائل أين الله؟ وعندما تقع عيني على أحد ضحايا النظام المصري من مسجون أو مريض أو مطارد أو مقتول اتسائل أين الله؟
أين الله فيما يحدث في سوريا وفي العراق وفي ليبيا من نزيف يومي، أين الله فيما يحدث على أرض اليمن من مجاعات وقتل وانتهاكات؟

لماذا لا يتدخل الله لوقف كل هذا الظلم؟ لماذا الغلبة دائما للمجرمين وناهبي القوت والقتلة والذين ماتت ضمائرهم؟

أعلم أن مثل هذا السؤال سيجر علي سخطا واسعا من محتكري الدين والذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الاله على الأرض، ولكن لماذا لا نسمع أصواتكم ولا نرى منكم هذه الحمية لنصرة مظلوم والضرب على يد ظالم؟
لماذا أنتم دائما في صف القوي تبررون له جرائمه وتلومون الضحية وتطالبوه بالموت في صمت لأن صرخاته وأناته تزعجكم وتنغص عليكم متعتكم؟

إن الظالم الذي يمتلك السلاح والقضاء والاعلام ويمكنه أن يفعل ما شاء له من جرائم وهو آمن من المحاسبة لن يرتدع إلا بتدخل الهي فقد عزت نصرة الحق بين البشر، والمظلوم المقهور الذي لا يجد له ناصرا سيكفر بالحق والعدل والأخلاق والضمير وكل معاني الخير والانسانية ما لم يكن هناك بصيص من الأمل أمام عينيه يبشره بعودة الحقوق.

ولكن تمر السنوات فلا الظالم يجد من يردعه فيزيد من غيه وجبروته واجرامه ولا المظلوم يجد له ناصرا فيزيد همه وقنوته وقد ينتهي به الحال مجرما أو قاتلا أو منتحرا.

لا نريد عدالة باردة ومتأخرة للغاية وبلا معنى كالتي لاقاها السفاح الكرواتي سلوبودان برالياك بعد سنوات طويلة من ارتكابه لجرائمه، فمثل هذا النوع من العدالة لا يردع ظالما ولا يشفي غليل مظلوم.

إن المجرمين هم من يتحكمون بكل شئ الآن، يقولون ما يشاؤون ويفعلون ما يشاؤون ينتهكون الحقوق ويمارسون أبشع الجرائم في أمان تام من المحاسبة بعد أن سلحوا أنفسهم بطبقات وطبقات من الوصوليين والنفعيين والذين هم على استعداد لبيع أي شئ وفعل أي شئ في سبيل المال والنفوذ.

أين أنت يا الله؟ نريد عدالتك .. نريد منك آية تطمئن قلوبنا وترشدنا الى أن الحق والخير والنوايا والأعمال الطيبة هي التي تبقى وهي التي تفوز، وأن ذلك يحدث في الواقع وليس فقط في نهايات الأفلام والروايات.

أين أنت يا ألله؟ نريد منك اشارة .. بارقة أمل .. فحتى الأنبياء سألوك أن تهبهم ما يثبت قلوبهم ونبيك ابراهيم سألك أن تريه كيف تحيي الموتى حتى يطمئن قلبه .. ونحن لسنا الا بشر غلبنا طول القهر والظلم وتسلط علينا أرذل خلقك وغلقوا في وجوهنا سبل العيش وحرمونا أبسط حقوقنا في الحياة.
أين أنت يا الله؟



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل احتلالا ولا تقل تحالفا
- طريق الاستبداد
- الغرق في شربة ماء
- الصراع الأبدي
- كيف تصنع شعبا من المجرمين؟
- الغرب يعرف أكثر
- صفقة القرن ويوم الأرض
- الارهابي والمجنون والجريمة الكاملة
- نجاحات النظام
- مذبحة الصحافة
- أحمد خالد توفيق
- الحق المهدور في مصر
- جبلاية القرود
- القبلة المباحة
- الهدف
- ضرب الكفيل زي أكل الزبيب
- الجيفة الطافية على السطح
- قل مصالح دول ولا تقل مؤامرة
- العقل في أرض الجنون
- أكاذيب النظام


المزيد.....




- لمسة ذهبية وحجر أبيض وقاعة رقص.. ترامب يخطط لـ-إرث معماري عظ ...
- على وقع التوتر مع واشنطن.. روسيا والصين تنفذان مناورات بحرية ...
- أشرف كابونجا.. يبحث عن رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس
- نواف خليل: - المشكلة تكمن في عقلية القائمين في دمشق-
- مصرع 27 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب يقل 150 شخصا قبالة ...
- نتنياهو يطالب الصليب الأحمر بتوفير الطعام للأسرى الإسرائيليي ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا غير نظامي بغرق قارب قبالة سواحل اليمن ...
- بينها الاعتراف بإسرائيل.. ماذا وراء شروط عباس للمشاركة في ال ...
- تراشق ميدفيديف وترامب يحظى باهتمام مغردين عرب.. كيف علقوا؟
- وزير لبناني: حزب الله سيختار الانتحار حال رفض تسليم سلاحه


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - أين الله؟