أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - رسالة الى صديقي الفنان














المزيد.....

رسالة الى صديقي الفنان


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


رسالة الى صديقي الفنان
تعتبر ملكة التعبير سمة مميزة للبشرية على مر العصور ، مع تعدد اشكالها بهدف التواصل ، فقد ظهر هذا المفهوم منذ زمن انسان الكهوف ، كما يمكن اعتبار لفظ التعبير من اكثر الالفاظ شيوعا واستخدماً في اللغة والفن بصورة عامة ، وقد يصل الى درجة معيارية للخلق والابداع الفني في بعض الثقافات ، فعملية نقل الافكار والانفعالات الانسانية تحتاج الى وسط ناقل ، قد يكون مادي محسوس ومرئي ، او لا مرئي مسموع ، وتجري عملية التعبير بمراحل عدة ، معتمدة على ثقافة المجتمع والسياق التاريخي للمرحلة ، التي يود التعبير عنها ، بالإضافة الى سيرة الفنان وبريقه ، والعرف السائد ، المعتمد على المعتقد والتراث والعادات والتقاليد المجتمعية المتوارثة عبر السنين .
وعلى الرغم من ان عملية الخلق التعبيري ، تعتبر مهارة موروثة او متعلمة بالممارسة والتدريب ، الا ان طبيعية التعبير الفني ، يجب ان يكون لها دلالات ونتائج مُحاكيه، مرتبطة بالوسط والمرحلة ، والقيم الانفعالية في التعبير الفني لدى الفنان ، هي صورة تعكيس حالة وثقافة هذا المجتمع ، ومن هذا المنطلق اننا نعتقد بضرورة عملية الربط والترابط بين الشيء المُعبر عنه وبين المرحلة التاريخية والثقافة المجتمعية ، المبنية على السياق التاريخي والحالة العرفية السائد في تلك المرحلة ، فالتعبير لا ينشئ الا من خلال التجربة والمعايشة للحدث المنوي التعبير عنه .
ونؤكد هنا ان ما يقع به كثير من الفنانين في الوسط الفني ، هو عدم الترابط بين اسلوب العمل الفني ، وبين المرحلة والسياق التاريخي لظهور هذا الاسلوب ، ومازلنا حتى هذه اللحظة نجتر اساليب العالم الغربي في القرون الماضية ، فمثلا عندما نشاهد فنان يقوم بتنفيذ فكرة معينة على اسس وقيم ما بعد الحداثة ، كالمدرسة السريالية او الوحشية او الدادئية ، بدون الاخذ بعين الاعتبار الحالة والسياق التاريخي لنشوء هذا الطراز الفني ، المرتبط بحالة المجتمع في تلك الفترة ، يكون هذا العمل خارج نطاق الحقيقة ، وفيه من التطرف الفني الخارج عن السياق الى درجة الارهاب ، وكلنا يعلم ما مدى الدمار والانحطاط الذي كانت اوروبا تعيشه في بداية القرن الماضي ، نتيجةً للحروب والصراعات التى كانت تدور في ما بينها وما نتج عنها من مدارس فنية ، مرتبطة بالتأكيد بحالة المجتمع المتردية في تلك الفترة ، او نشاهد فنان يقوم برسم لوحة فيها من الدقة والجمال المحاكي ما فيه الى درجة التطابق مع الاصل المقلد ، على اسس المدرسة الكلاسيكية القديمة ، هذا يعكس بالتأكيد انه ما زال يعيش مرحلة ما قبل ظهور "الكميره" ألة التصوير الضوئي الفوتوغرافي ، في القرن الثامن عشر
واننا نعتقد ان هذا الصراع الدائر على الساحة التشكيلية بالتحديد ،هدفة بالدرجة الاساس ، اثبات الانا الفنية من ناحية ، وارضاء المتلقي الجمهور ، من ناحية اخرى ، بالإضافة الى هدف المتعة البصرية مع السعي نحو المطلق والقيم الجمالية الشكلية ، بقالب فني طوى علية الزمن .
ونعتقد ان عملية التعبير والابداع الفني اكبر من حلبة المصارعة او المكاسرة داخل اطار اثبات الانا ، فدع الماضي للماضي بالنظر الى ساعة الجهاز الخلوي الذي تحماله بجيبك ، وحاول ان تقرأ الزمن الحاضر بكل تفاصيله وصرعاته مع التكنولوجيا العصرية ، واترك خيالك يعبر عن الحالة العصرية بكل صدق وأمانة ولك منا كل احترام وتقدير يا صديقي الفنان .



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن والمعتقد
- الحقيقة بين الفن والعلم
- المحاكاة بين الفن والهويه في العالم العربي
- أثر الإمبريالية في العالم
- مفهوم الحداثة في الفن التشكيلي
- الفرق بين الاختزال والتجريد
- طريقة فيلدمان في النقد الفني Feldman method
- التحولات الفكرية في الفن الغربي منذ القرن الثامن عشر الى الم ...
- الثقافة الفنية والأمية البصرية في المجتمعات العربية
- أثر تدريس مادة التربية الفنية في مدارس المملكة الاردنية الها ...
- التأثير والتأثر في فكر ادورد سعيد


المزيد.....




- من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة ...
- فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب ...
- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - رسالة الى صديقي الفنان