أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - الثقافة الفنية والأمية البصرية في المجتمعات العربية















المزيد.....

الثقافة الفنية والأمية البصرية في المجتمعات العربية


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 5772 - 2018 / 1 / 30 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


الثقافة الفنية والأمية البصرية
في المجتمعات العربية

إن الإنسان العربي بصورة عامة عدو ما يجهل بالفطرة ، أو على الأقل لا يتعاطف أو يتفاعل مع ما يجهل ، والدليل على ذلك التهميش والإقصاء الممنهج للثقافة الفنية من طرف القائمين على رعاية التعليم والإعلام الرسمي في البلدان العربية ، ومما لأشك فيه هو عدم قدرة المجتمع على ادراك وفهم وتميز تقسيمات الفنون عامة ، من ( فنون بصرية- تشكيلية- تطبيقية -أدائية ) مع العلم إن الفنون حاجة ضرورية في تطور المجتمعات حيث تعمل على رفع المستوى الحضاري والثقافي لديها ، فلو تعرفنا على نسية ألأمية في الأردن بمعناها التقليدي القراءة والكتابة هي حسب آخر الإحصائيات بحدود 8% ولكن ألامية الثقافية الفنية بين أفراد المجتمع تزيد عن 90 % من طالب المدرسة حتى أعلى شريحة متعلمة أو ما تسمي نفسها مثقفة ، والحكومات هنا تتحمل مسؤولية ذلك التهميش والتجهيل .
وعلى الرغم من أهمية الفن بالحياة إلا أننا ما زلنا نواجه أمية ثقافية بصرية بين أفراد المجتمع ، فعلا سبيل المثال ،عندما نتحدث بمفردات الفن مع أي شخص فإننا نصطدم بجدار الجهل واللامعرفة بتلك المفردات ، فلو طرحنا بعض الأسئلة البسيطة على أي شخص .
- ما هي الفنون التشكيلية والفرق بينها وبين الفنون البصرية والفنون التطبيقية
- ما هي الفنون الأدائية والفرق بينها وبين الموسيقى مثلا
- ما هي المدارس الفنية وماهيتها ، وأشهر فنانين تلك المدارس وأعمالهم
- أو حتى من هو الفنان التشكيلي
4- أو ما هي خامات وأدوات الرسم وأنواعه
سنجد إجابات متعددة متداخلة بعيدة كل البعد عن الموضوع ، فمنهم من عرف الفنان التشكيلي بالراقص أوالممثل مع ابتسامات صفراء فيها نوع من الازدراء والدونية للأسف ، ففي أحد الأيام وأنا أشاهد أحد البرامج الثقافية لإعلامي مشهور في احد القنوات وهو يسأل فنان عن أسلوب الرسم الذي يتبعه هل هو تجريدي أما تشكيلي ؟ وفي حالة ثانية من وزير تربية يحمل شهادات علمية وخبرات تراكمية عالية وكان راعيا لافتتاح معرض فني لمجموعه من معلمي التربية الفنية ، حيث توقف عند احد اللوحات وسأل هل هذا العمل رسم زيتي ولا تشكيلي ، على أساس انه يمتلك ثقافة جمالية فنية عالية ، نعم هذا الواقع العربي بكل شرائحه .
فاذا عرفنا الفن بأنه إنتاج بشري يتميز بالأبداع والتفرد كما انه شكل من أشكال التعبير والتعريف بأي حضارة إنسانية على وجه الأرض فان الفن التشكيلي هو كل عمل يتم تشكيله في حيز من الفراغ . ومن هذا المنطلق يمكن لنا أن نميز بين أنواع الفنون الجميلة .
فالفنون البصرية المرئية (Visual arts )هي تعبير عام يشمل الفنون التشكيلية) ((Plastic Arts والفنون التطبيقية وأي عمل فني يحتاج إلى حاسة البصر لتذوقه على اختلاف الوسائط المستخدمة في إنتاجه من رسم ونحت وخزف وحرف وتصميم وديكور، وحتى الأدائية من مسرح ودراما هي فنون بصرية أيضآ ، أما الموسيقى هي فنون سمعية بالدرجة الأولى وقد تكون أدائية في بعض الأحيان
والفنان التشكيلي : هو ذلك الشخص الصانع الماهر الذي يمارس الرسم والنحت والتصميم بإحترافية عالية، ويشكل من الواقع تشكيلا جديدا يتميز بالتفرد والإبداع مستخدماً عدة أدوات وخامات مثل الألوان المتنوعة مثل الاكريليك المذابة بالماء والألوان الزيتية المذابة بالزيت والمائية والأحبار والباستيل والجواش على اسطح أيضآ متعددة مثل الورق والكرتون والكانفس والخشب والحجر والجدار ، وحديثا تنوعت الفنون التشكيلية لتشمل وسائط وتقنيات حديثة اكثر عصرية حيث خرجت من نطاق اللون واللوحة إلى الأعمال التركيبة والميديا
والكانفس : هي قطعة بلاستسكية رقيقية تشبه القماش معالجة، للرسم عليها وتكون مشدودة على اطار خشبي متعدد القياسات
أما المدارس الفنية ونعني بها المذاهب وأساليب الرسم التي انتشرت في أوروبا من العصر المسيحي الوسيط إلى عصر النهضة في أوائل القرن الخامس عشر وحتى أواسط القرن العشرين ، ونذكر أهم تلك المدارس
- المدرسة الكلاسيكية : أي المذهب التقليدي الذي يعتمد على أسس النظريات الجمالية اليونانية القديمة في المحاكاة والتقليد المطابق للواقع سواء كان طبيعة صامتة أو متحركة ، بالإضافة إلى اعتماد النسب الذهبية للجسد البشري ومن اشهر فنانين تلك المدرسة الفنان ليوناردو دافنشي في لوحة الجيوكندا ( الموناليزا) ، والنحات مايكل أنجلو في تمثال النبي موسى
- المدرسة الرومانسية ظهرت هذه المدرسة الفنية في أواخر القرن الثامن عشر حيث جاءت كردة فعل للكلاسيكية أبان حروب نابليون ، وتقوم هذه المدرسة على تغليب ملكة الخيال على الواقع مع الاعتماد على العاطفة الجياشة في التعبير ومن أشهر فنانيها الفنان الفرنسي ديلاكروا حيث جسدت لوحة الحرية تقود الشعب 1830 الحس القومي في تلك الفترة بصورة رومانتيكية مدهشة ، ولا ننسى الفنان جويا 1746-1828 واشهر لوحاته ساتورن يأكل أولاده 18155
- المدرسة الواقعية جاءت بعد الرومانسية لتجسد الواقع بموضوعية وصدق في ومعالجة مشاكل المجتمع اليومية بأمانة تامة مع الابتعاد عن الخيال وكان السبب في ظهور تلك المدرسة هو تأثر الفنانين بتعاليم الثورة الفرنسية والتحرر، أما اشهر فنانين تلك المدرسة ، الفنان كوربية 1819 -1877 والذي يعتبر زعيم المدرسة الواقعية ومن اشهر أعماله لوحة قطاع الحجر وجماعة الباربيزون
-المدرسة الانطباعية :(Impressionism) أو التأثيرية 1830- 1841 وهي أسلوب فني في الرسم وتعني الخروج من حدود المرسم إلى الطبيعية لنقل تأثيرات أشعة الشمس والضلال مباشرة بواقعية تامة بعيدة عن التفاصيل الدقيقة وكما تراه العين المجردة ، ويترك الفنان انطباعه عن هذا الحدث على سطح اللوحة مع الأخذ بعين الاعتبار علاقة الضوء بالألوان وتأثيراته ، وساهم اخترع آله التصوير الشمسي في تلك الفترة إلى ازدهار هذا الطراز ، ومن اشهر فناني هذه المدرسة الفنان الفرنسي اوجست رينوار واشهر لواحاته (في الشرفة) التي قام برسمها في العام 1879.والفنان الفرنسي بول سيزان واشهر أعماله ( زهور الأضاليا في إناء) والتي رسمها في العام 1875
- المدرسة التكعيبية : 1907 مع بداية القرن العشرين ظهره اتجاه جديد بالرسم على يد الفنان العالمي بابلو بيكاسو متخذاً من الخط والأشكال الهندسية - المكعب والأسطوانة والمربع أساسا في بناء العمل الفني لذلك سميت بالتكعبية ، وتجسدت هذه المدرسة العظيمة بلوحة ( الجيرنكا) للفنان بيكاسو والتي مثلت أثار الحرب على إسبانيا ، كما يعتبر الفنان جورج براك والفنان سيزان من أهم الدعائم الأساسية في المدرسة التكعيبية .
يقول بيكاسو " ان الاشكال تعيش حياتها الخاصة في العمل الفني وليس بالضرورة ارتباطها ومطابقتها للواقع "
- وبعد الحرب العالمية الأولى دخلت المجتمعات الأوروبية حالة من التشاؤمية والانحطاط العام بالحياة مما نتج عنها عدة مدارس فنية مثل الدادئية والوحشية والمستقبلة والسريالية كل هذه الاتجاهات بالرسم كانت تقوم على فكرة تهميش العقل والمنطق في الرسم مع السخرية وروح الدعابة في بعض الأحيان مع التركيز على حق الفنان بالأبداع والتعبير عن الواقع بالمشاعر والانفعالات بحرية تامة
- المدرسة السريالية 1924 وكما أشرنا سابقا إن تبعات الحرب العالمية الأولى لازمت مجموعة من الفنانين اذ اصبح القلق والاكتئاب واليأس ملازماً لهم ، ونتيجة لتلك المحنة النفسية ظهره تيار فني يهتم بالحالة النفسية للفنان والنشاط الفعلي للفكر والعقل الباطن واللاوعي، للتعبير عن الواقع بحرية فيها نوع من المبالغة في الخيال والرمزية، وأشهر فنانين تلك المدرسة سلفادور دالي ولوحته الشهيرة الساعة اللينة وأمرأة برقبة الزرافة .
- المدرسة المستقبلية (Futurisme): اهتم هذه المدرسة بالعالم الحديث التقني والمدنية والتطور الصناعي والسرعة وسعت هذه المدرسة إلى الخروج من أساطير الماضي والحروب والتشاؤم والاهتمام بالمستقبل بجمالية تفاصيلة.
- المدرسة التجريدية : وتعني تجريد الأصل الطبيعي إلى شكله الهندسي مع الاهتمام بجوهر هذا الشيء ، وهناك شكل اخر من التجريد يتمحور اللون اساساً في بناء العمل ليشكل إيقاع بصري مترابط متزاوج بالايحائية التأثيرية النفسية للون ، وعادة تحمل هذه المدرسة خلاصة التجربة الفنية التشكيلية للفنان أما اشهر فنانين هذه الحركة الفنان موندريان والفنان فاسيلي كاندنسكي ولوحته الشهيرة (تكوين 1914) ويقول كاندنسكي "إن معنى الرسم لا يقتصر على الأشياء المنسوخة من الطبيعة بل على عناصر وأشكال العمل وخطوطه وألوانه التي تفرح النفس والتي تعكس أحاسيس ومشاعر الفنان " وما تحويه من افكار ابداعية .
- الفن العصري ما بعد عام 1980 حيث ظهر في هذا العام اول برنامج للرسم على جهاز الكمبيوتر وكان يسمى "باينت بوكس" كما ان اول ظهور لبرنامج الفوتوشوب يعود للعام 1986 من خلال التشكيل والتركيب للصور المتحركة ، وتعتبر هذه الفترة والتي ما زلنا نعيش تراكماتها التكنولوجية المتسارعة المطردة مع الزمن ، انها قفزةً حضارية عالية مقارنة مع العصور الماضية ، حيث عملت على اقصاء الفنان التقليدي وابعاده عن الساحة العصرية ، وأصبحنا نشاهد مهارة الانسان على الفن الرقمي والميديا واستبدلت هوية الفن التقليدية بالهوية الفنية الذكية والتي تحمل كود وشيفرة مفتاحية لدخول عالم الخيال العلمي الوظيفي بكل ابعاده البصرية السيكولوجية ، وحلت الالة والربوت مكان أحاسيس ومشاعر الفنان التراثي، وبعد عام 2000 م غزت البرامج والتطبيقات المحوسبة الساحة الفنية بكل مخالبها ، وأصبحت صالات عرض اللوحات الفنية متاحف للعالم القديم ، حيث اقتصر روادها على بعض المهتمين والفنانين ، كما اغلقت أبواب السينما والعديد من خشبات المسرح وحلا مكانها مواقع التواصل الاجتماعي والاجهزة الخلوية بكل ما تحوي من تطبيقات ووسائط تكنولوجية متطورة .
ومن هنا يمكن لنا أن تستخلص مما سبق هو أن الفن هو لغة تواصل ، وهو شكل من اشكال النشاط الفكري التعبيري الذي ينبع من العقل ويتولد من الاحاسيس والمشاعر الذاتية للانسان ويحمل رسالة يتم ترجمتها الى عمل فني ابتكاري ابداعي وعليه ان هذا النشاط العقلي للفكر هو بمثابة الرافعة الرئيسية للحضارة الانسانية الحديثة ، لذا يجب علينا استيعاب هذا التطور التقني وتنمية ملكة الادراك للموجودات التكنولوجية والعمل على اضافة نوعية عليها مع ضرورة تغذية الفكر الانساني منذ الصغر لمحو الاميه البصرية ورفع المستوى الثقافي لديه من خلال تذوق الجمال والاعمال الفنية وتاريخ الفن والمدارس الفنية واشهر الفنانين واعمالهم ومحاولة تحليل واكتشاف العلاقات الترابطية بين هذه المدارس وعن ماذا تمخضت مع الدراسة والادراك المشبع للتفاصيل الدقيقة وهضمها بشكل جيد ، كل ذلك سوف يساعد على تحفيز ملكة الخيال والابداع والابتكار من جديد وهذا بدوره يساهم في دفع عجلة التطور والتقدم والبناء .
عبدالله التميمي
1/2018



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر تدريس مادة التربية الفنية في مدارس المملكة الاردنية الها ...
- التأثير والتأثر في فكر ادورد سعيد


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - الثقافة الفنية والأمية البصرية في المجتمعات العربية