أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - حبيبتي .. و ( زوجها ) .. 2 ..














المزيد.....

حبيبتي .. و ( زوجها ) .. 2 ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


قرابة الحادية عشرة والنصف اِتّصلَ بي ( جاد ) , قال أنّ ( تامارا ) ليسَتْ على ما يُرام اِتَّصلَتْ به وكانتْ غريبةَ الأطوار وقالَتْ أنّها ستخرجُ لأنها لا تُريدُ البقاءَ في المنزل .. ( جاد ) كان في منزل صديقه أمّا هيَ فقد غادرنَا من عندها مع العاشرة ولم نُلاحِظ أيّ شيء غريب في كلامها أو تصرّفاتها .. وعندما ذَكَرْتُ ذلك لِـ ( جاد ) قال أنه يَعتقدُ أنها تُريدُ أن تكون معنا دائمًا وعلينا أن نَتَكَلَّم في الأمر بجديّة نحن الأربعة , لكنه يخشى غضبها لأنها طلبَتْ منه ألا يُعْلِمنا برغبتها وطلَبَ منّي ألا أُعلِمها أنّه أخبرني بذلك فوعدتُه .

بعد اِنتهاء الاتّصال معه , لم أَستطِعْ مُخاطبتها لكنّي أَرسَلْتُ لها "Te odio" وبَقيتُ واقفةً أمام أيقونتها أُداعِبُ وجهَهَا وأَقولُ "أنا أيضًا أُريدُ لكني لا أعلمُ كيفَ !" .. ( علاء ) كان مُستلقِيًا في غرفة الجلوس أخذهُ النعاس , لم أشأ أن أُوقِظه وبَقيتُ في مكاني أنظرُ لأيقونة ( تامارا ) وأنتظرُ ردّها على رسالتي لكنها لم تَرُدّ ..

بعد قليل , ذَهبتُ وجَلستُ أمام ( علاء ) , نَظرتُ إليه طويلا , أردتُ تقبيله لكني لم أفعل خِشيةَ أن يستيقظَ فعدلتُ وفضلتُ النظر إليه .. كنتُ أرَاهَا بجانبه نائمةً مثله وأنا أَحرسهما , رَأَيْتُ نَفسي أُمًّا تَسْهَرُ على راحة طفليْهَا ؛ كان شعورًا غريبًا لكنه كانَ جميلًا وفَريدًا , وتَسَاءَلْتُ : لِمَ لا نكونُ مَعًا ؟ وكيفَ سيكونُ ذلكَ ؟ كيفَ سنتصرَّفُ مع الجيران ؟ كيف سيكون الحلّ مع أعمالنا ؟ وإذا ما زَارَنَا أحد من أهالينا أو من أصدقائنا ؟ و ( جاد ) وصديقه ؟ .. أسئلة كثيرة خطرَتْ ببالي , لم أجد لها غير جوابٍ وحيدٍ قلتُهُ لِـ ( علاء ) النائم أمامي : "عزيزي , أنا لا أعرفُ كيفَ سيكون ذلك لكنّي مُتأكِّدة أنكَ ستعرفُ وستجدُ كيفَ !"

قَاطَعَ خُلوتي تلك مع ( علاء ) صَوْتُ فتح الباب ... دخلَتْ ( تامارا ) ومَشَتْ ببطءٍ نحونَا , المفاجأة كانتْ كبيرة بالنسبة لي حتى سَمَّرَتْنِي في مكاني .. وَقَفَتْ أمامي ومَدَّتْ يَدَيْهَا فناوَلْتُهَا يديّ .. وقَفْتُ فالتصَقَتْ بي ثمّ مَسَكَتْ وجهي بين يدَيْهَا وقرَّبَتْ وجهها حتّى ألصَقَتْ أنفها بأنفي .. عيناها كانتا أمام عينيّ مباشرة , أَغْمَضَتْهُمَا عكسي أنا ووشْوَشَتْ "Neither do I" .... كان ذلك ردّها على رسالتي .. ثم تَرَكَتْنِي واِستدَارَتْ نحو ( علاء ) النائم خَلفَهَا , جلَسَتْ على ركبتيها أمامه وبأصبعٍ شرَعَتْ تُدَاعِبُ أنفه حتّى اِستيقظَ مُستغرِبًا وسَأَلَها وهو يَنظرُ لي تارةً ولها تارةً أخرى : "ماذا ؟ هل أنتِ بخير ؟ متى جئتِ ؟ ما الذي يَحْدُثُ ؟" .. فوَضَعَتْ يَدَهَا على فَمِه : "ششششش .. خير .. خير .. جِئْتُ فقط لأراكما .. لَمْ أَستطِعْ البقاء وحدي" ثم وَقَفَتْ أمامه ومَدَّتْ يديْهَا ليَقِفَ فَفعَلَ فاحتَضَنَتْهُ .. وَضَعَ يَدَهُ اليُسرى على ظهرها ونَظَرَ لي مُسْتَفْسِرًا باليُمنى عن الذي يَحْدُثُ فأجَابَتْهُ مَلَامِحُ وجهي أنِّي لا أَعْلَمُ ..

بَقيَا كذلك قليلا ثم نظَرَتْ إليه وقالَتْ : "لا أُرِيدُ العودةَ إلى منزلي" .. تَرَكَتْهُ واِسْتَدَارَتْ لِي .. ثمّ اِقتَرَبَتْ منِّي واِحتَضَنَتْنِي قائِلةً : "نعم , لا أُرِيدُ العودةَ ! أُرِيدُ أن نَهُجَّ من هذا البلد القذر !"

( أُفقٌ بعيدٌ يَزدادُ بُعدًا عنّي كلّ يَوْمْ
يُنادِيني
يَهْجُوني
يَسُمُّنِي
يُجَافيني
ثم يَنْسى الهَجْرَ واللَّوْمْ
ويَصْرُخْ ويَئِنّْ أنْ أَنْقِذِينِي !
اِتْبَعِينِي
لا تَتْرُكِيني
نَاجِيني
وإياكِ أن تَهْجُرِيني
لأَحضانِ شمسٍ أو قمرٍ أو نَوْمْ !


غريبٌ أَمْرُهُ
والأغربُ منهُ
أَمْرِي
طَبَّنِي سِحْرُهُ
كيفَ أُرْقَى منهُ ؟
لا أَدْرِي !
كلّمَا اِسْتَعَذْتُ بِهِ مِنْهُ
يَعودُ فَيُغْوِينِي
يُنَادِيني
ويَقُولُ اِسْمَعِي لِأَنِينِي


قدركِ أنا
أَرَدْتِ الحياةَ فَاسْتَجَبْتْ
أفقكِ أنا
سَامِحِيني
كلّ الآفاقِ عنكِ حَجَبْتْ
اُعْبُدِيني
وَحِّدِيني
لا أُفقَ إلا أنا
لكِ
وعليكِ
كلّ الجلابيب والخمر فَرَضْتْ
اُشْكُرِيني
اِمْدَحِيني
سَبِّحِيني
واِسْمَعِينِي
أُغَنِّيكِ


اُحْجُبِينِي عَنْ كلّ بشرٍ
فقد سَئِمْتْ
وأبصارَهم هَجَرْتْ
آمالَهم
وأوثانَهم
ولَكِ أَسْلَمْتْ
رَكَعْتْ
سَجَدْتْ
دَعَوْتُ وَسَلَّمْتْ
سلامٌ لَكِ أيتها التي عليها أَنْعَمْتْ !
سلامٌ لِي أخيرًا عَلمْتُ أني أَحْبَبْتْ ! )



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي .. و ( زوجها ) ..
- حبيبتي .. ماما ..
- حبيبتي .. حبيبي .. البحر ..
- الإسلاموعروبة = صعلكة .. 3 ..
- الإسلاموعروبة = صعلكة .. 2 ..
- الإسلاموعروبة = صعلكة ..
- هكذا أحبهما .. وأكثر ! .. 2 ..
- هكذا أحبهما .. وأكثر !
- وطني .. ( علاء ) .. ( تامارا ) ..
- سحقا لماركس ( العروبي ) !
- ( بابا كمال ) ..
- خواطر ..
- من وحي خرافة ( عروبتنا ) المزعومة .. 2 .. أصل الأكذوبة بإيجا ...
- الأيديولوجيا العبرية والعلمانية : المهم ومن الآخر ..
- أنا و ( تامارا ) : ( عربية ) ( مسلمة ) و .. ( مثلية ) !
- أنا و ( تامارا ) : الوطن , الحبّ و .. المثليّة !
- علاء .. 20 .. نحن أيضا مؤمنون !
- علاء .. 19 .. الطَّرِيقُ إِلَيْكَ .. ( كَ ) .
- كلمة كانت وجيزة عن وهم ( تطوير ) اللغة العربية وعن جريمة الت ...
- َAmbos .. 4 ..


المزيد.....




- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب ...
- تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 ...
- تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن ...
- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - حبيبتي .. و ( زوجها ) .. 2 ..