أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟














المزيد.....

مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 22:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هنالك احتجاجات اقتصادية في المجتمع والتي اخرجت مئات الالاف ان لم نقل الملايين الى الشارع في العراق في اعوام 2011- في عموم العراق- و2012- في المناطق الغربية، ومن 2014 لحد الان في كردستان العراق، وفي 2015 في عموم العراق، وكانت يتمحور القسم الاعظم منها حول فرص العمل، حل مشكلة البطالة، توفير الكهرباء والخدمات، ودفع اجور الموظفين. اضافة الى مئات الاعتراضات الاقتصادية المتفرقة وكان اخيرها وليس اخرها اعتصامات عمال وموظفي شركات الكهرباء من اجل تثبيت اصحاب العقود المؤقتة، والكثير غيرها.
من المفترض ان اية حكومة، واي مرشح جديد يجب ان يتصدى لهذه المطالب الرئيسية في المجتمع، وان يطرح برامجه لحل هذه القضايا تحديدا. الا انه وكما نرى ومنذ الشروع بالحملة الانتخابية، ادخلت الحكومة في العراق والاحزاب المرشحة واشخاصها المجتمع في حمى هذه الحملة. 7300 مرشحا، 80 حزبا، يتنافسون على 329 مقعدا. الضجة متواصلة، المرشحون يتجاوزون على القوانين، الذي حدا بالبلديات الى قلع صورهم ورميها في مكبات الازبال، "التسقيط السياسي!!" على قدم وساق! المفوضية العليا تسجل مئات الخروقات في كل مدينة، رجال العشائر يهبون فجأة لدعم النساء المرشحات من عشائرهم!!! الا مطالب "الناخبين" فهي غائبة تماما. وهذا ليس متأت من فراغ على الاطلاق بل نابع من حقيقة واحدة، ان البرلمان القادم، كحال سابقه، ليس لديه حلولا لهذه القضايا. فهذه المطالب التي تظاهر من اجلها الملايين ستبقى في مكانها ثابتة لا تتغير وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، ومن سيكون الفائزون، الوجوه القديمة، ام الجديدة؟ المجربون ام الذين لم يجربوا بعد.
ان السبب لا يعود الى سوء او ضعف اداء الحكومة والبرلمان السابق، وبغض النظر عن ان الاحزاب المرشحة، كانت في السلطة سابقا، مضافا اليه بعض الوجوه والكتل، بل يعود لحقيقة ان العراق وخاصة وبشكل محدد بعد عام 2003 دفع لان يأخذ مكانا وموقعا في السوق العالمي. سمات هذا الموقع وخصائصه لا تسمح لا بحل مشاكل البطالة، بل تزيدها، ولا بتوفير الخدمات والكهرباء للجميع ودعم ذوي الدخل المحدود، بل بألقاء عبئها على المواطن. تقليص مسؤوليات الدولة عن القيام بهذه الادوار، وليس توسيعه. وبهذا تدفع الطبقة العاملة والعاطلة عن العمل والاسر الفقيرة الثمن لالحاق العراق بهذا السوق ورفع يد الدولة وتقليص مسؤولياتها امام المواطن.
ان الوقوف ضد الفساد كان احد المطالب التي اخرجت الجماهير الى الشوارع. الا ان الفساد المقترن بالمحاصصة لن ينتهي. السبب يعود الى انه حيث العراق دولة تعتمد على الاقتصاد الريعي ويشكل ريع النفط 95 % من خزينة الدولة، سيبقى تمويل تكاليف الدولة من ريع النفط مستمرا ولن يتغير، سيستمر توزيع الوزارات كحصص على الاحزاب، وسيبقى كل حزب يعامل وزارته كاقطاعية خاصة به -وليست وزارة للدولة-. يتحكم بقراراتها، يقرب مؤيديه ويبعد مخالفيه. تتحول الوزارة –كما كانت من قبل- الى مصدر مالي بيد الوزير والمسؤولين.
من جهة اخرى سيبقى توزيع عوائد النفط على مجالس المحافظات، ستبقى مجالس المحافظات هي التي تتحكم بصرف ميزانية الدولة المركزي. ستبقى تلك المجالس ايضا متحكمة في محافظات البترودولار بمواردها من النفط. والحال لم ترى الجماهير في الـ 18 محافظة لا بناء ولا تنمية بفعل الفساد- وايضا سيبقى هذا دون يتغير. لذا، سيتواصل الفساد في القمة والاطراف، رغم حملات تقليم الاظافر باعتقال بعض الفاسدين في الاونة الاخيرة.
مليارات من الدولارات تختفي من الوزارات ومليارات تختفي في المحافظات ومجالسها ايضا. ويبقى المواطن بلا خدمات ولا كهرباء، ولا صحة ولا تعليم ولا رعاية اجتماعية. وهذا الحال كان بعد انتخابات: 2005، و2010، و2014، وسيكون بعد 2018. وهذا الذي يفسر جزع المواطنين ونقمتهم واعلانهم بشكل يكاد يكون جمعي على مقاطعة الانتخابات. للحد الذي اجبر وارغم حتى رجال وشيوخ الدين على الاقرار بل والخضوع لهذه الحقيقة.
عدد ليس قليل من المرشحين، يؤكدون في دعاياتهم الانتخابية على تبنيهم وتأييدهم لاقتصاد السوق وبرامج اعادة الهيكلة، وكأنه قسم ولاء للهيمنة الامبريالية الغربية، من اجل قبول دخولهم عضويتهم في الطبقة السياسية الحاكمة، بفعل هيمنة البنك الدولي وصندوق النقد. لذا، فان حرمان الجماهير من فرص العمل، ضمان البطالة، الكهرباء، الخدمات، التعليم الجيد، الصحة الجيدة، الرعاية الاجتماعية، لم يكن مرتبطا فقط بسوء الادارة القديم’ بل سيكون معلما وشاخصا للحكومة القادمة ايضا، واي كان البرلمان القادم. حيث ان سياسة رفع يد الدولة ومسؤولياتها عن حاجة المواطن وعن تقديم الخدمات، ليس مقرونا بالحكومة السابقة بل بنظام اقتصادي رأسمالي اسمه السوق الحر والذي دخله العراق من اوسع ابوابه بعد 2003، بل ان حرب 2003 قد شنت من اجل كسر هيمنة الدولة في العراق على الاقتصاد في هذه الدولة وخاصة في قطاع النفط. هكذا الحال كانت مع دول العالم العربي التي دشنت هكذا عهد في الاردن وفي مصر في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي والتي ادت الى انتفاضات الخبز وغيرها.
ان التغيير الحقيقي لن يأتي من اختيار مرشحين لا يعرف احد برامجهم، او كما اكد المرشح يحيى الكبسيي عن كتلة القرار، وبصوت مدوي، بان البرامج ليست بامر مهم، فالانتخابات ليس انتخابات برامج، بل هي انتخابات، من يتسابق اسرع، من يجمع اكثر اصوات للوصول الى ذلك الكرسي الغالي جدا والعزيز على القلب جدا كرسي البرلمان، لتندلق من سماءه على رأس النائب الخيرات من السماء!! قد تتغير بعض الوجوه، ولكن سيبقى الفساد بدون تغيير بعد 2018، وستبقى البطالة، وسيبقى سوء الخدمات بدون تغيير. ان التغيير يأتي من مكان اخر تماما، ومن خارج ابواب البرلمان. ستبقى الامور بدون تغيير حيث العراق حلقة من حلقات الاقتصاد الرأسمالي ويخضع لشروط المؤسسات الرأسمالية الامبريالية.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صوتوا لمستقبلكم-؟...... مستقبل من.. تعنون؟
- الشباب يتجه نحو الماركسية والشيوعية في العراق
- هل المجالسية نظام صالح وممكن اقامته في العراق؟
- لا انتخابات بدون خدمات!
- من هو المسؤول عن عزوف الناس عن الانتخابات ومقاطعتها؟
- من اجل حماية كرامة المرأة لا بد من فصل الدين عن الدولة!
- بمناسبة ذكرى تظاهرات يوم الندم والانتخابات القادمة!
- افلاس وتهافت الخطاب الانتخابي الشيعي!
- معاقبة العمال المضربين ماليا، سابقة جديدة في العراق!
- الانتخابات والحديث عن الدولة المدنية
- هل مقاطعة الانتخابات يصب في مصلحة الاحزاب الفاسدة والحاكمة؟
- لماذا يجب مقاطعة انتخابات 2018
- الانتخابات واعادة تدوير السلطة!
- حول طرد العمال المياومين من معمل سمنت كربلاء
- الحكومة ومحاربة الفساد والارهاب!
- العبادي: -جباية- الكهرباء لصالح الفقراء وبضرر الاغنياء!!
- بالامس داعش واليوم -الرايات البيضاء-! مات داعش وعاش داعش!
- تأسيس حزب سياسي للحشد الشعبي!
- نادية محمود - نائبة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الع ...
- حكم اللومبين -الشقاوات- السعودي!


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟