أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ستى يا ستى اشتقتلك يا ستى ريحة الطيون يا ستى !














المزيد.....

ستى يا ستى اشتقتلك يا ستى ريحة الطيون يا ستى !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 21:23
المحور: الادب والفن
    


ستى يا ستى اشتقتلك يا ستى ريحة الطيون يا ستى !

عن زمن غابر حاضر !

سليم نزال



تصادف ان تتعطل سيارة زيون فى قرية ميس الريم .ميس الريم قرية رحبانية بامتياز.فيها كل خصائص اللقرية الرحبانية و صراعاتها .فى تلك العصور لم يكن العنف قد وصل الى مستويات المراحل اللاحقة.كان لكل حارة قبضاياتها من الشبان و كان مختار كل حى (يمون ) على القبضايات .و العنف لم يكن يتجاوز كما فى ميس الريم (كم كف و كم خيزرانة) اما خلع طربوش الخصم فكان من الامور المعيبة ...
لذا نرى فى اماكن عدة من المسرحية نوستولوجيا العودة الى الماضى الى زمن الابطال .

(أبطال الأيام البخيلة يا اللي شواربهم شابت عالمجد، واحتمى التاريخ فيها من البرد!)

بدا عرض المسرحية مع بداية الحرب فى لبنان التى افتتحت الحروب الاهلية التى وضعت المنطقة العربية حتى الان فى المجهول . و من هنا شرعية سؤال فيروز ( لوين رايحيين اى الى اين نحن ذاهبون ) و لعله احد اهم الاسئلة المطروحة فى ظل صراع العائلتين الذى يلخص صراع الوطن على مستوى اكبر!

.و احد اوجه التراجيديا يتعلق بجيل الحرب الذى دفع ثمنها من عمره .

الصراعات تسرق اعمار البشر و حين تحصل المصالحة ليس بوسع احد ان يعيد و لو يوم واحد لمن سرقت اعمارهم, هذا بدون ان نقول لمن اجبروا على الرحيل مبكرا ! .اليس هذا الذى سيحصل عندما تنتهى الحروب الاهلية حيث ياتى من يقول اه كنا اغبياء !.
زيون تعرف هذا كله و لذا تود ان تهرب.تتمنى لو ان القدر اعادها و رماها على اعتاب مرحلة الطفولة و نسيها هناك لكى ( تركض فى الطرقات) كما كانت عندما كانت طفلة .
بهذا المعنى تريد زيون ان تهرب عبر حلم العودة للطفولة . لانه فى هذه المرحلة لا يعى الطفل ما يدور حوله من حرب و كراهية .و حتى شادى فى مسرحية يعيش يعيش تسرقه لعبة الحرب و كان يظن انه يلعب و هو فى اول العمر .و الحرب تكبر و شادى يكبر لكن فى مكان بعيد!

فى ميس الريم تتلخص السلطة بمخفر الدرك ثم مختار المخاتير لكن من الملاحظ ان السلطه تمثل عبر رمزين مختلفين.الاول مختار المخاتير الذى ياتى رافعا راسه مثل الطاووس و كذلك (الختيارية ) المترهلين حتى ان احدهم مات على الطريق .

و يظل ( الثيم ) الاساسى للمسرحية يتمحور حول الصراع بين

.عائلة نعمان و عائلة خطيبته شهيدة. و لكن هناك فروقات بين عائلة مونتاجو عائلة روميو و كابوليت عائلة جولييت فى مسرحية روميو و جولييت .سواء من حيث البعد التراجيدى او من حيث النهاية .
و فى مكان ما تتناقض مصالح السلطة مع الاهالى عندما لم تقبل السلطة بالمصالحة بين العائلتيين لان الامر يضر بالسلطة (دوما يوجد سلطات هنا و هناك ممن لا تريد ا المصالحة!!!)

اكثر ما اعجبنى من شخصيات المسرحية هى شخصية النسناس و هو فى راى البطل التراجيدى الحقيقى فى مسرحية ميس الريم .

النسناس شخص خارج اطار الصراع العائلى و الطبقى و لكنه ليس شخصية طفيلية .انه موجود داخل الصراع و يتابع ما يجرى و لكنه غير موجود ايضا .يملك فلسفة التطنيش و هى عبارة عامية تعنى اللا مبالاة .و الطريف هنا ان لا احد يمثل الثورة على الواقع الاجتماعى فى المسرحية سوى مختار المخاتير الذى قرر خطوة كبيرة بان يتزوج شهيدة من اجل ان يجدد شباب السلطة!


النسناس مراقب يرى كل شىء و لا يراه احد. وجد فى الكاس ملاذه الاخير لانه بات مقتنعا انه لا يوجد امكانية لتغيير الواقع .لذا اراه الشخصية الاكثر تراجيدية فى المسرحية لانه فقد الامل فى كل شىء و من هنا تكمن التراجيديا فى شخصيته .
بهذا المعنى نرى ان الهروب من الواقع بات احد خصائص شخصيات المسرحية .النسناس يهرب من خلال الكاس و
زيون تريد ان تهرب عبر الحلم لطفولتها ,و من خلال الواقع تريد ان تذهب لجدتها التى تنتظرها فى قرية كحلون حيث عرس ابنة خالتها .و لا نعرف بدقة ان كانت الجدة موجودة ام ان زيون تخاطب الماضى من خلالها .فحين اتصلت بها بالهاتف انقطع الخط و لا نعرف ان كان الجدة على الطرف الاخر من الخط او على الطرف الاخر من الكون !!
لكنها تنادى و تطلب من جدتها ان تتحدث بصوت عال .لكن يبدو ان جدتها لم تسمع صوتها و يبقى الذهاب الى كحلون يعادل حلم الخلاص .
اما رائحة نبات الطيوب يظل ذلك النبات الذى تنطلق رائحته العطرة نحو فضاء احلام اجيال ضاع صوتها فى ضجيج الحروب .
فى النهاية تتصالح العائلتين لكن العرس فى قرية كحلون كان قد انقضى و بدا زمن اخر.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ذكرى صمود و مجزرة يافا 1775
- القصة الكاملة للبحث عن احمد توفيق!
- ! اوبريت ظاهر العمر الزيدانى او الفكرة التى لم تتحقق
- اى دروس تقدمها ذكرى الاباده فى رواندا
- الكونت الفرنسى و ماساة العقول الحكيمة!
- كان محقا و يستحق الاعتذار!
- العقدة و الحل !
- لم يبق على الشاطىء سوى طاولة و كرسى فارغ اما محمد ابو عمرو ف ...
- حوار مع رجل حكيم !
- بعض من حروب الزجل الفلسطينية اللبنانية
- نص يشبه تلك الازمان !
- احاديث مع صديق اثيوبى !
- هل يمكن إنقاذ الحاضر من براثن الماضي وربط المستقبل بالحاضر!
- ! نحن نحب انكلترة و لكننا نحب ايضا امريكا !
- عن عالم ضجيج النت
- ذهب مع الريح !
- من هنا تولد الاسطورة
- لا شبط و لا لبط و لا رائحة صيف فيه!
- عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا! فى ذكرى وفاة كارل ماركس
- حان الوقت لمراجعات تاريخية!


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ستى يا ستى اشتقتلك يا ستى ريحة الطيون يا ستى !