أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعدات - رسالة من السجن















المزيد.....

رسالة من السجن


احمد سعدات

الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 14:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


رسالة الأمين العام الرفيق أحمد سعدات لمؤتمر الحكيم
أهلي وأحبتي في قطاع غزة الصامد
الأخوة والرفاق الأعزاء المشاركون في مؤتمر الحكيم.
نرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الذي يأتي على شرف الذكرى العاشرة لرحيل القائد الأصيل مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية جورج حبش، والذي نأمل أن يخرج بتوصيات ترتقي إلى أهمية هذه المناسبة.
لقد علمنا القائد الشهيد الحكيم أن نتعاطى مع مناسباتنا الوطنية كمحطات لتقييم مسيرتنا، فيها نستخلص الإيجابيات ونعمل على تعزيزها والبناء عليها، ونحدد الإخفاقات وتجاوزها لتصويب مسيرتنا الثورية.
واليوم إذ نقف في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد الحكيم المدرسة الثورية الشاملة، وعنوان الالتزام المبدئي الراسخ، الواثق من عدالة قضايا أمتنا وشعبنا والمضطهدين في هذا الكون وحتمية انتصاراها. القائد الذي لم تغره الإنجازات يوماً أو تهزه الانتكاسات في محطات العمل الثوري المتعاقبة، والمتطلع دوماً بنظرته الثاقبة نحو المستقبل، والمعلم الذي انحصرت أحلام حياته في محاكاة هموم شعبه، وأمته والإنسانية المعذبة.
رحل الحكيم عنا وودع الدنيا مسروراً باجتياح أهلنا في القطاع الصامد حواجز الحصار العربي في معبر رفح، آملاً أن تجتاح جماهير الأمة كل الحدود المصطنعة التي زرعها الاستعمار لتفكيك وحدة أمتنا واحتجاز تطورها واجهاز مشروعها القومي التحرري.
ومن وحي تجربة الحكيم التي اختزنت خبرات 6 عقود في مسيرة العمل الوطني والقومي والأممي، وصلابتها المبدئية ورصانة تفكيره نقف اليوم لقراءة الواقع الفلسطيني الراهن وتشكيل تناقضاته لإعادة بناء مشروعنا للإنقاذ الوطني لتجاوز المأزق الراهن الذي نعيشه اليوم، هذا المأزق الذي تنبأ به القائد الحكيم قبل ثلاثين عاماً، ففي مداخلته في المجلس الوطني التاسع عشر وتعقيباً على اقتراح ” ارتكاز برنامج السلام الفلسطيني على القرارين 242 و338 الصادرين عن مجلس الأمن كأساس للتحرك السياسي الفلسطيني، قال الحكيم ” أنا لا أرفض قرار 242 لأسباب استراتيجية وحسب لكونه يتضمن اعترافاً بالكيان الصهيوني بل أيضاً لاعتبارات تكتيكية فأخشى ما أخشاه أن نطالب اليوم بتطبيق هذا القرار وتجريدنا من جميع أسلحتنا وحقوقنا التي منحتنا إياها الشرعية الدولية”.
ما حذر منه الحكيم قبل ثلاثين عاماً نراه اليوم مجسداً بالواقع وأحد أبرز حقائقه القرار الأمريكي بشأن القدس، وقرار الليكود بضم المستوطنات، فقرارات الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني أسست لمسار مدريد أوسلو الذي كان الحصاد الفلسطيني فيه تفكيك فيه وحدة عناصر البرنامج الوطني ووحدة مكونات شعبه وهويته ومصيره، ونقل التناقض إلى الداخل الفلسطيني، وفتح الأبواب العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وعليه وانطلاقاً من هذه القراءة وفي ضوء العنوان الرئيسي للمؤتمر، أوجه للمؤتمر عناصر يمكن الاستفادة منها يمكن من خلالها تحديد ثوابت مشروع الإنقاذ الوطني كما تراه الجبهة والذي يرتكز على المحددات التالية:
أولاً: إعادة بناء مشروعنا الوطني والديمقراطي على أسس منطقه التاريخي كمشروع للتحرر الوطني الإنساني في مواجهة المشروع الصهيوني الكولنيالي الاستيطاني العنصري، وهذا يقتضي:
مغادرة دائرة بناء الأوهام على التوقعات بإمكانية الوصول إلى تسوية تستجيب للحد الأدنى من حقوقنا الوطنية مع هذا الكيان العنصري ووظيفته التاريخية.
القطع مع اتفاق أوسلو ومنهجه ومرجعياته والتحرر من التزاماته السياسية والأمنية والاقتصادية وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ورفض المرجعية الأمريكية لأي مشروع سياسي يستهدف تسوية الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني والاعلان رسميا ً عن انتهاء ما سُمي بالمرحلة الانتقالية في اتفاق أوسلو.
تركيز جهود وطاقات شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية في جبهة التناقض الرئيس مع الاحتلال، وفتح معركة اشتباك مفتوح معه على امتداد الوطن وخارجه، فالمقاومة بكافة أشكالها وأساليبها كانت الرافعة المجربة والأساس لجميع إنجازات شعبنا المحققة، وهي الآن خشبة الإنقاذ لمشروعنا الوطني والديمقراطي، وأداة استنهاضه. وهي أيضاً العامل الضروري لتعديل موازين القوى في إطار الصراع لصالح نضالنا الوطني، وتوفير الشرط الحاسم لانتزاع حقوقنا الوطنية والتوافق الوطني حول الأسلوب الرئيسي للنضال الذي يستجيب لمعطيات الواقع، والناظم لكل أشكال وأساليب المقاومة دون مقابلة شكل أو أسلوب بآخر.
اعتبار مهمة انجاز المصالحة الوطنية الحلقة المركزية التي ينبغي الإمساك بها بقوة فهي المدخل لطي ملفات الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي لبناء أدواته ومؤسساته القيادية على أسس الشراكة السياسية الديمقراطية وعلى رأس هذه المؤسسات ( م.ت.ف) الكيان السياسي الجامع لوحدة شعبنا، وأهدافنا الوطنية في كل أماكن تواجده، وتجديد شرعية مؤسساتها القيادية لتكريس دورها كمرجعية سياسية عليا وقيادة كفاحية لشعبنا بكل أطيافه السياسية والاجتماعية، والشروع بتنفيذ كل الاتفاقات الوطنية بدءاً من اتفاق القاهرة في آذار 2005 ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة عام 2011 وامتلاك الإرادة السياسية من الكل الوطني لإنجاز هذه المهمة الذي يجعل من باقي ملفات المصالحة مجرد تفاصيل صغيرة ستجد طريقها إلى الحل بسير. وما دمنا قد رحبنا جميعاً وصفقنا للبدايات الإيجابية لمسار المصالحة بعد مبادرة حركة حماس بحل اللجنة الإدارية في القطاع، وتمكين حكومة الوفاق الوطني واستعدادها اللامحدود للخروج من دائرة الانقسام فإن المنطق الطبيعي إذا صدقت النوايا يلزم الجميع باستبدال خطاب ومفردات الانقسام بخطاب المصالحة والوحدة كبديل واتلاف كل البضائع التالفة التي انتجتها حركة الانقسام وفي مقدمتها الإنهاء الفوري للإجراءات العقابية التي فرضت على أهلنا في القطاع الصامد، ووقف التفرد باتخاذ القرار الوطني كما حصل في اجتماع المجلس المركزي الأخير سواء في آليات انعقاده أو مكان انعقاده أو مخرجاته التي جاءت دون مستوى الاستحقاقات الوطنية المطلوبة للرد على الغطرسة الأمريكية الصهيونية.
ثانياً/ إعادة تعريف القضية الوطنية الفلسطينية بعد أن أفقدها اتفاق أوسلو بعدها القومي التحرري ووضعها رهن الإملاءات الصهيونية الأمريكية، وتحت هذا العنوان يمكن إدراج التالي:

تصويب علاقة شعبنا القومية بالتركيز على القوى الشعبية القومية المناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية.
النضال لسحب المبادرة العربية من دائرة التحرك السياسي الفلسطيني الداخلي والخارجي، فالمبادرة علاوة على مضمونها الرديء شكّلت الغطاء لتهافت الأنظمة العربية على تطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني، و الضغط العربي على ( م.ت.ف) وخفض سقف مطالبها وبرنامجها النضالي الوطني، فما يجري اليوم من تطبيع علني للعلاقات مع الكيان الصهيوني، والسعي المحموم لتحالف الأنظمة الرجعية السياسي والاقتصادي والعسكري لمواجهة إيران ومحور المقاومة، وما ترتب على ذلك من ضغوطات لازالت تمارسها ما سمُي بالرباعية العربية على المنظمة للتعاطي مع المشروع الأمريكي والتكيف مع المطالب والمواقف الامريكية بشكل عام، وحول القدس والاستيطان بشكل خاص. كل ذلك يجعل من مهمة إسقاط المبادرة العربية واجب قومي ووطني ينبغي النضال من أجل تحقيقه.
المشاركة الفاعلة في استنهاض القوى الشعبية العربية في مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والضغط على الأنظمة العربية التي لها علاقات مع الكيان إلى قطعها وطرد السفير الصهيوني من بلادها، ووقف التهافت العربي لتطبيع علاقاته مع العدو الصهيوني بكافة أشكاله ومظاهره ومجالاته.
المساهمة الفاعلة في إعادة الاعتبار لأدوات العمل الشعبي القومي العربي وإخراجها من دائرة العمل الموسمي، وتحويلها إلى جبهة قومية عربية عريضة وأداة لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني ” الشرق الأوسط الجديد” والضغط لإيجاد حلول سياسية ديمقراطية للحرب الدائرة في اليمن وسوريا وليبيا تستجيب لوحدتها شعبها وأرضاً وللمطالب المشروعة للجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإسناد نضال شعبنا لتحقيق أمانيه وتطلعاته الوطنية.
ثالثاً: تدويل القضية الوطنية الفلسطينية كجزء من برنامج الإنقاذ الوطني الفلسطيني، في إطار عملية مستمرة لإدارة الاشتباك السياسي مع الاحتلال في المحافل الدولية، ويندرج تحت هذا العنوان المهام التالية:

نقل ملف القضية الوطنية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتحميل المجتمع الدولي مسئولياته ووضع كيان العدو تحت طائلة القانون الدولي الإنساني ومواثيقه، والتزامه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المعطّلة منذ عقود والتي تستجيب لحقوق شعبنا الوطنية بالعودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني.
تفعيل الإنجاز الدبلوماسي بالاعتراف بفلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، والانضمام إلى كل مؤسسات والمعاهدات الدولية وبشكل خاص محكمة الجنايات الدولية للعمل على مقاضاة العدو على جرائمه حربه التي ما زالت مستمرة ضد أبناء شعبنا حتى يومنا هذا. ولدى مؤسسات شعبنا ومجلس حقوق الانسان العديد من الملفات والوثائق التي يمكن بموجبها مقاضاة العدو الصهيوني وقادته كمجرمي حرب.
تفعيل دورنا في نشاط الحركة الشعبية الدولية لمقاطعة الاحتلال في كل المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والأكاديمية والقانونية وتوسيع دائرة المناصرين لشعبنا ونضاله الوطني، ومحاصرة الكيان الصهيوني على طريق نزع الشرعية لكيانه البغيض العنصري.
مقاطعة كل المحاولات الصهيونية والأمريكية لتعويم وكالة الغوث وشطب طابعها الخاص المرتبط بقضية لاجئ شعبنا، وبحقه في العودة إلى القرى والمدن التي هجر منها ف فسلطين التاريخية.
هذا بإيجاز، فتكثيف مشروعنا للإنقاذ الوطني المطروح للنقاش خلال مؤتمركم من أجل إغنائه وتعميمه للنهوض بنضالنا الوطني على طريق تحقيق أهدافه الوطنية والتاريخية.
أجدد شكري العميق لكم.
وإننا حتماً لمنتصرون
الأمين العام للجبهة الشعبية
أحمد سعدات



#احمد_سعدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لعقد مجلس وطني توحيدي
- يوم الأرض.. الذكرى والمهام الوطنية المُلحة
- مرافعة الرفيق احمد سعدات امام محكمة صدور الحكم
- الوضع الفلسطيني الراهن والمهام الملحة
- ليس دفاعاً عن أحد ولكن انصافاً للحقيقة
- بيان صادر عن الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- كلمة الأمين العام للجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى انطلاقة الجبهة ...
- اتفاق جنيف انجاز للثوابت الوطنية ام صك استسلام مجاني
- تشكيل حكومة فلسطينية جديدة هل يمثل استحقاقا وضرورة راهنة
- الانتفاضة الشعبية الفلسطينية إلى أين ؟
- ألازمة الفلسطينية الراهنة وأفاق تجاوزها واستنهاض شعبنا
- حوار رفاقي صريح مع أصحاب الإعلان السياسي للتجمع الديمقراطي ا ...


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعدات - رسالة من السجن