أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعدات - الوضع الفلسطيني الراهن والمهام الملحة















المزيد.....

الوضع الفلسطيني الراهن والمهام الملحة


احمد سعدات

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 11:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


ستون عاماً مضت على إقامة اسرائيل، وأكثر من مائة عام على الصراع بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية، وخلال هذه العقود تمكنت اسرائيل من تحقيق العديد من الانجازات النوعية، فقد استطاعت احتلال باقي اراضي فلسطين، وتطوير امكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وانتقلت من دور الاداة والشريك الهامشي في المشروع الامبريالي الى دور الشريك الرئيسي لزعيمة الامبريالية في مرحلة العولمة، كما تمكنت من تحقيق اختراقات نوعية في جبهة النضال والتصدي لمشروعها الامبريالي الاجلائي الاستيطاني العنصري، بِدءاً بخروج اكبر قوة عربية من دائرة الصراع متمثلة بمصر وتوقيع اتفاق كامب ديفيد عام 1979، والاعتراف المصري بها وتطبيع العلاقات معها ليتلو هذا الاختراق توقيع اتفاق اوسلو بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المتنفذة واسرائيل، فوادي عربة بين الاردن واسرائيل واخيرا الاستعداد العربي الجماعي عبر المبادرة العربية للاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، وعلى مستوى المواجهة الاستراتيجية فقد انخفض سقف المطالب الفلسطينية من التحرير الشامل للارض من النهر وحتى البحر والهبوط الى قبول الدولة الفلسطينية على اقل من 22 % من مساحة فلسطين التاريخية، مع الاستعداد لمقايضة اجزاء منها تصل الى3 % وتعادل مساحة ما سمي بالكتل الاستيطانية الكبرى مضافاً لكل ذلك القبول الفلسطيني بالصيغة الواردة في المبادرة العربية حول حق العودة التي تجعل من التوافق الاسرائيلي ــ الفلسطيني اساسا لتفسير نصوصه وتطبيق ما يتفق عليه، الأمر الذي يضع علامات استفهام حقيقية حول جدية تمسك الطرف الفلسطيني المتنفذ بحق العودة، واعتباره خطاً احمر لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه، وما يعزز هذه الهواجس او المخاوف الموقف الرسمي الملتبس مما سمي بوثيقة جنيف التي طرحت كل الخيارات لحل مشكلة اللاجئين باستثناء حق العودة الى الديار التي شردوا وطردوا منها.
وبالمقابل فقد عجزت اسرائيل عن تبرير اسباب بقائها خارج منطق عامل القوة واسدل الستار عن اكذوبة تعبير الصهيونية عن اهداف وتطلعات اليهود في الانعتاق او تجسيدها لحركة تحرر قومي لليهود في العالم وفشلت في توفير مناخات التطور القومي الحر والانساني للمستوطنين اليهود في فلسطين. فالطابع الكولنيالي الاستيطاني للفكر الصهيوني سلب اليهود انسانيتهم وحولهم الى اداة لحرب امبريالية تخدم الشركات الاحتكارية فوق القومية، التي لا مصلحة لهم بها من قريب او بعيد، وانعشت مستنبت القهر القومي العنصري للعرب الفلسطينيين وثقافة التمييز العنصري وكل اشكال القهر الطبقي لليهود وغير اليهود، فالظاهرة التي يتناقض مضمونها وما تمثله من اهداف مع مجرى التطور التاريخي ومضمونه الانساني التقدمي تعجز عن تحرير الشعوب، بل تعمل على تكريس وتعميق عبوديتهم "ليس حراً شعباً يستعبد شعباً آخر".
وتأسيساً على ما سبق فإن اسرائيل كظاهرة استيطانية امبريالية بوظيفتها الامبريالية العامة والشريك الرئيسي لامريكا في مشروع الشرق الاوسط الكبير لاحتواء المنطقة وبسط سيطرتها الشاملة عليه، لا تستطيع ان تنتج سوى ثقافة التمييز العنصري والقهر والاضطهاد وإدامة الكراهية بين سكان فلسطين يهودا وعربا اولاً، وثانيا بينها وبين شعوب المنطقة العربية والاقليم، فاستمرار وجودها ما زال مرتبطا بمشاريع السيطرة والقهر والنهب الامبريالية، وبهذا التوصيف الموضوعي لجوهر سياستها ولدت عاجزة عن ايقاف الحرب وانتاج ثقافة السلام والتعايش الحضاري السلمي على المستوى الاجتماعي داخل كيانها بين العرب الفلسطينيين اولاً وبين الطوائف اليهودية المتنوعة الاعراق، مع ان التنوع الحضاري والثقافي الانساني في الوقت الذي يشكل سبباً موضوعياً لصراع مفتوح متعدد الوجوه فانه وفي الوقت نفسه يشكل عاملاً اساسياً لازدهار الامم والشعوب والمجتمعات وانتاج ثقافة غنية بغنى تنوع مصادر مكوناتها الثقافية، ومفتاح تحديد الاتجاه هو النظام السياسي الذي تتفاعل فيه الثقافات وعمق مضمونه الديمقراطي الانساني التي تفرض التعايش بين الجميع والإخاء والمساواة واحترام الاخر ونبذ ثقافة التمييز والقهر بكل انواعه وصنوفه.
بيد ان اسرائيل كتجسيد مادي للفكر الصهيوني الذي لم يكن وجوده ونشأته مرتبطاً بولادة طبيعية لسياق تطور إنساني ليهود العالم واقترن تاريخيا مع تحول رأسمالية المنافسة الحرة الى الرأسمالية الاحتكارية الدولية الامبريالية، ولعب دوراً تخريبيا داخل الحركة الثورية الديمقراطية والاشتراكية العالمية وخاصة في اوروبا الشرقية، التي كانت شعوبها تعيش مخاض التحول الديمقراطي بأفق اشتراكي انساني، وحملته الحركة الصهيونية وجيشت من خلالها يهود العالم لاحتلال فلسطين وفق فرضيتهم ارض بلا شعب ومارست التطهير العرقي بحق سكانها الاصليين لتحويل هذه الفرضية الى واقع، هذا الكيان لا يملك مقومات القدرة على نزع فتيل الصراع وصهر مكوناته واعادة انتاج ثقافة جديدة ترتكز على عراقة وعناصر قوة مكوناته الحضارية والثقافية وامتلاك مصادر القوة والقدرة على البقاء، فمصادر قوة اسرائيل ترتكز على تفوق الامبريالية ونظامها الدولي والتي تضاعفت في مرحلة العولمة الامبريالية الجديدة، وبعبارات مكثفة فان الوجود الاستيطاني الصهيوني في فلسطين لا يختلف بخصائصه الموضوعية على الظواهر الاستيطانية الامبريالية التي انتجت دول وحكومة الاقليات البيضاء العنصرية في جنوب افريقيا وفي زيمبابوي وناميبيا وسيؤول الى نفس المصير، فالغلاف الديني الذي ميزها عن هذه الظواهر لا يلغي التقاطع حول نفس الجوهر، بيد ان الخصائص الموضوعية التي تعطي اسرائيل هويتها ووظيفتها الامبريالية ليست هي الاساس او المقرر الرئيسي لنهاية هذا المشروع، فالوجود الاستيطاني الصهيوني لم ينشأ في الفراغ او في ارض بلا شعب كما روج لذلك، بل نشأت متصادمة مع الوطنية الفلسطينية التي كانت تشق طريقها مع بدايات تبلور المشروع القومي العربي التحرري بأبعاده الحضارية والانسانية التقدمية، صحيح ان امكاناتها الذاتية وعمقها العربي لم تمكنها من التصدي للهجمة الصهيونية ودحرها، لكنها مع ذلك بقيت في حالة مواجهة وصدام دائم مع الظاهرة حتى في جزئها الاضعف المجرد من اية مقومات للقوة لجماهير شعبنا ممن رفضوا الهجرة وتشبثوا بأرضهم، والذين لم تستطع كل عمليات التهجير القسري او التطهير العرقي أوالمذابح او الحكم العسكري أوالقوانين الاستثنائية العنصرية التي تمس بشكل مباشر حقوقهم بالمواطنة، كل هذه الاجراءات لم تمنع من استمرار تشبث جماهيرنا في هذا الجزء من الوطن بهويتهم الوطنية وبلورتها في ظل حالة تصادم يومية وما يقال عن جماهير شعبنا في الجزء المحتل من فلسطين عام 1948 انطبق على تجمعات شعبنا كافة، حيث عاشت في حالة اشتباك دائمة مع مكونات الواقع الذي عاشته بعد تهجيرها في مواجهات محاولات طمس وتبديد هويتها الوطنية، وشكلت ركناً هاماً في مكونات الحركة القومية الصاعدة والحركات الوطنية في الاقطار العربية وهذا التواصل مهد وأوجد مقومات انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي شهدت أوج انتعاشها وعنفوانها بعد حالة الانكفاء العربي اثر هزيمة عام 1967، وانتزعت بقيادة "م.ت.ف" اعترافاً عربياً ودولياً تكرس بالقرار 3236، وقبولها عضواً مراقباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتكرس هذا الانجاز في الانتفاضة الشعبية الاولى عام 1987 ليصبح احد مركبات ازمة الصراع في المنطقة يفرض حضوره بقوة يصعب تجاوزه او القفز عنه، وجاءت الانتفاضة الثانية عام 2000 التي جاءت كرد على اخفاق المسار التفاوضي على اساس اتفاق اوسلو ومرجعياته ليعمق مضمون حق تقرير المصير لشعبنا ويفرض على طاولة البحث حقنا في اقامة دولتنا المستقلة التي وجدت تعبيرها في القرار الدولي الصادر عن مجلس الامن عام 2002 والذي يحمل الرقم 1397، وينص صراحة على حقنا في اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وبالاجمال وبمعزل عن التوظيف السيئ من قبل قيادة منظمة التحرير وفيما بعد السلطة الفلسطينية لانجازات وتراكمات نضال شعبنا ومقاومته المتنوعة والتي انعكست في اتفاق اوسلو ومشتقاته هذا الاتفاق الذي جاء في نصوصه ومرجعياته وتطبيقاته اللاحقة غامضاً لا يفتح آفاقاً واضحة لتطور سلطة الحكم الذاتي كثمرة مباشرة له الى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة غير منقوصة وتحقيق الثوابت الوطنية، او فيما بعد في محاولة نفس القيادة توظيف انجازات الانتفاضة الثانية في مشروع خارطة الطريق التي جاء سقفها اكثر انخفاضاً من سقف اتفاق اوسلو مع تثبيت المدخل الامني في تناول الموضوع الفلسطيني، ووضع ما سمي باحتياجات اسرائيل الآمنة مرجعية حاسمة ومقررة لمسار المفاوضات ونتائجها فيما بعد بمعزل عن هذا التوظيف القاصر لتضحيات شعبنا ومقاومته الباسلة، فقد استطاع شعبنا بصموده ومقاومته ان يفرض واقع تكسر الاحلام الصهيونية التوسعية وحدود دولة اسرائيل التوراتية، فقد اصبح لدى القيادة الصهيونية استعداداً لقبول حدود اقل من حدود فلسطين التاريخية "لدولتها اليهودية" واجبرت على الجلاء القسري العسكري والاستيطاني من القطاع الذي كانت مستوطناته حسب تعبير الأب الروحي والعملي للاستيطان الصهيوني في فلسطين تساوي بمكانتها تل ابيب، واضاف هذا الانجاز الفلسطيني عاملاً جديداً لازمة المشروع الصهيوني النابعة من مكوناته الداخلية الكامنة.
إن هذه الحقيقة تجعل من اسرائيل وما تمثله من مصالح وارتباطات بالمشروع الامبريالي الاميركي في المنطقة قوة غير مؤهلة لتحقيق السلام، وتطرح اكثر من علامة سؤال عن جدوى استمرار مفاوضات قيادة السلطة والمنظمة مع اسرائيل؟ فلم تعد المفاوضات خياراً يحمل في طياته اجتهادات متباينة قد يحمل بعضها تفاؤلاً، فقد جرب هذا المسار على مدار اكثر من سبعة عشر عاما منذ انطلاقتها في مدريد عام 1991 وحتى اليوم والنتائج التي حصدها شعبنا تكاد تكون صفرا او اقل.
اذا اعتبرنا ان المراوحة تعني عمليا عودة الى الوراء ....، فيما استطاعت اسرائيل ان تحدث اختراقات جوهرية اسقطت لدى البعض ثوابت القضية التاريخية وعومت ما تبقى من ثوابت وطنية تترجم ما كان يسمى بالهدف المرحلي للنضال الوطني الفلسطيني، واصبحت اليوم سقفا للطموح تحت عنوان ما يسمى بالاتفاقات بالحل النهائي او الدائم، اضافة الى العديد من المؤشرات التي تشكك بتمسك الشريحة المتنفذة في الفريق المفاوض بحق العودة في الوقت الذي استخدمت اسرائيل المفاوضات كمظلة لتكريس حقائق مشروعها الاستيطاني على الارض وفرض الامر الواقع على شعبنا والمجتمع الدولي في رسم التسوية او الحل النهائي للصراع الفلسطيني الصهيوني، بحيث تضمنت اكبر مساحة من الارض بأقل عدد من الفلسطينيين وحصر الطموح الفلسطيني بالاستقلال في اطار كيان سياسي ليس اكثر من محمية اسرائيلية مجرد من كل عناصر القابلية للحياة ، يمكن اطلاق تسمية الدولة او الامبراطورية عليها ما دام مضمونها لا يشي بذلك، كما قابلت كل تنازل فلسطيني برفع سقف مطالبها، فالاعتراف بها في اطار حدود آمنة اصبح اليوم اكثر تحديدا ويتوجب الاعتراف بها كدولة يهودية بكل ما يترتب على هذه المسألة من حقائق سياسية تمس مصالح جماهير شعبنا في الجزء المحتل من فلسطين عام 1948 وتضع في الوقت نفسه حدا نهائيا لطموح شعبنا المشروع بالعودة.
إن الاقرار بأن انجازات شعبنا لم تواز او تتناسب مع التضحيات التي قدمها شعبنا خلال مقاومته للمشروع الصهيوني والاعتراف ان السبب الموضوعي كان عاملاً لكنه ليس الوحيد، ويضاف اليه الخلل القيادي الذاتي في ادارة الصراع مع الاحتلال، هذه الشهادة التي يجب ان توثق كإحدى خلاصات ومصلحة اكثر من عشرة عقود من النضال والمقاومة والتضحيات التي قدمها شعبنا على مذبح الدفاع عن ثوابت مشروعه الوطني مضافاً اليها ان كل إنجازات شعبنا المادية المعنوية قد تحققت فعليا من خلال المقاومة الشعبية المتنوعة على الارض، وان المفاوضات على اساس ما قدم من مشاريع دولية كانت استثماراً رديئاً لهذه الانجازات وان شعبنا الذي لم يخذل قيادته يوماً وفي اصعب المحطات التاريخية التي واجهتها قضيتنا، والذي مثل العامل الرئيسي لكل انجازات نضالنا، هذا الشعب يستحق من قيادته السياسية بكل اطيافها ان تعطيه الامل الذي يعزز صموده ومقاومته، واولى درجات الامل توفير الحماية السياسية الفلسطينية لمشروعنا الوطني، الذي يبدأ بالخروج من حالة الانقسام والازمة الداخلية التي تعيشها قضيتنا الوطنية وتوفير الاطار الديمقراطي القيادي المسؤول والموحد لاحتضان حوار وطني شامل يقوم على اساس المراجعة السياسية النقدية الشاملة للمرحلة السابقة واعادة صياغة مشروعنا السياسي الوطني بالاستفادة من خلاصات ونتائج هذه المراجعة لتشكل اساسا لبناء ادواتنا القيادية ووحدتنا الوطنية على اساس اوسع مساحة للتوافق السياسي الوطني، وقاعدة ديمقراطية صلبة تحفظ التنوع وتكفل حرية الاجتهاد والرأي والرأي الآخر، لتجعل من الاختلاف والتناقض جذراً للتطور والارتقاء بمستوى الوحدة، فقد عافت جماهير شعبنا اي قيادة مهما كانت فضائلها تسعى للسيطرة عليها واخضاعها لخياراتها السياسية او الاجتماعية، فقد عانت طويلاً وما زالت من القهر والسيطرة وخنق ارادتها او سلب دورها وتهميشه وباتت تحتاج الى قيادة تدير وتوجه نضالها ومقاومتها وتعود اليها لتصويب المسارات واحترام كل النتائج التي تتمخض عن تحكيمها والعودة اليها باعتبارها مصدراً لاي شرعية، ان جماهير شعبنا بحاجة لمن يصارحها ويطرح أمامها الحقائق عارية وليس دغدغة عواطفها واغداق الوعود التي قد لا تتوفر ممكنات لتحقيقها اليوم او ربما غداً.
ان جماهير شعبنا التي صمدت امام كل اشكال العدوان والحصار والاعتقال والتجويع لم تعد قادرة على تحمل ما تعززه ازمة الصراع الداخلي الفلسطيني التي تجاوزت وانتهكت كل المحرمات والمقدسات التي كانت بالأمس القريب خطاً احمر، واذا كانت قبل ايام من انفجار الفتنة تزف شهداءها بافتخار وتودعهم بالزغاريد فهي تشعر بالعار والخجل وهي تودع اليوم احد ضحايا الاقتتال الداخلي.
وبعيداً عن الجدل الفقهي الدائر حول الشرعية بين طرفي الصراع "فتح" و"حماس" وكل محاولات تبرير الاجراءات الاحادية لكل طرف، هذه الاجراءات التي ما زالت مستمرة في جانبي الوطن لتكريس الامر الواقع لا يبررها الاستقواء بشرعية الانتخابات او المجلس التشريعي او التوظيف السيئ لمكانة "م.ت.ف" التي لم تعد ملكا لطرف خاصة بعد اتفاق القاهرة المعطل تنفيذه لاسباب فئوية محضة، فاللجوء الى العنف والقتال الداخلي وما تبعه من اجراءات وافرازات في كل من غزة والضفة الغربية يشكل خروجا عن ارادة الجماهير وخياراتها التي هي مصدر اي شرعية، وانتهاكا سافرا لقواعد الديمقراطية السياج المتين للوحدة الوطنية والشعبية، وما دام لدينا الاستعداد للتفاوض مع اسرائيل او ابرام اتفاقات تهدئة معها، فالاجدر ان يسبق ذلك تهدئة داخلية بوقف التحريض المتبادل ووقف الانتهاكات للحريات العامة والافراج عن المعتقلين لدى كلا الجانبين والشروع بحوار وطني جدي لتجاوز حالة الانقسام المدمرة التي باتت تهدد مستقبل شعبنا الوطني، واستعادة الوحدة الداخلية المتراس الحصين الذي يعطي مقاومتنا دفاعاً عن ثوابتنا الوطنية وفي مواجهة عدوان الاحتلال الشامل على شعبنا مناعة وقوة، ولعل في التوافق الذي حمله اعلان القاهرة في آذار 2005، ووثيقة الوفاق الوطني في حزيران 2006 التي يمكن البناء عليها بما تضمنته من تحاور ايجابي يمكن الارتقاء به وتطويره لتوسيع مساحة القواسم المشتركة في اطار مجلس وطني منتخب يمثل كل اطياف شعبنا السياسية والاجتماعية، اضافة للعديد من المبادرات التي قدمتها فصائل العمل الوطني والاسلامي مرورا بالمبادرة اليمنية، كل ذلك يوفر المعطيات الضرورية لتحقيق الوحدة اذا ما توفرت الارادة الحقيقية لدى طرفي الصراع، واعتقد ان مفتاح تحقيق وانجاز ترتيب بيتنا الداخلي على اساس متين وثابت يتمثل بتنفيذ اتفاق القاهرة الذي اصبح جزءا رئيسيا من ثوابت التوافق الوطني واعادة بناء منظمة التحرير وانتخاب مجلسها الوطني، فتنفيذه ليس فقط معيارا بجدية اي فصيل حول تحقيق الوحدة بل ايضا مقياس لمدى تمسك هذا الطرف او ذاك بحق العودة بما يمثله من مكانة كجوهر لقضيتنا الوطنية وجسر للربط بين حقنا الوطني في الاستقلال وتقرير المصير وحقوقنا التاريخية في فلسطين، ومدخل لبناء دولة ديمقراطية واحدة كحل ديمقراطي شامل للصراع في فلسطين وحول فلسطين، وعليه فان اي اتفاق لاعادة بناء الوحدة الوطنية يجب ان يكفل تنفيذ اتفاق القاهرة وتعزيز مكانة "م.ت.ف" كممثل شرعي ووحيد لشعبنا ويمكن لانتخابات المجلس الوطني ان تتزامن داخل الوطن مع موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة التي اصبح التوافق عليها ممكنا على ان تستكمل وفق جدول زمني واضح في تجمعات شعبنا كافة خارج الوطن، ان امتلاك مقومات الوحدة هي العامل الرئيس لتحقيق الحماية السياسية الفلسطينية للقضية الوطنية وهي المقدمة الضرورية لبناء الحماية العربية برفع سقف الموقف العربي الى مستوى التحديات المطروحة امام شعبنا وامتنا فالحماية الفلسطينية والعربية سيوفران ايضا المقدمات الضرورية لتحقيق الحامية الدولية لشعبنا ونقل ملف القضية الى الامم المتحدة من خلال عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة وعلى اساس قراراتها التي تستجيب لحقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين



#احمد_سعدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعاً عن أحد ولكن انصافاً للحقيقة
- بيان صادر عن الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- كلمة الأمين العام للجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى انطلاقة الجبهة ...
- اتفاق جنيف انجاز للثوابت الوطنية ام صك استسلام مجاني
- تشكيل حكومة فلسطينية جديدة هل يمثل استحقاقا وضرورة راهنة
- الانتفاضة الشعبية الفلسطينية إلى أين ؟
- ألازمة الفلسطينية الراهنة وأفاق تجاوزها واستنهاض شعبنا
- حوار رفاقي صريح مع أصحاب الإعلان السياسي للتجمع الديمقراطي ا ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعدات - الوضع الفلسطيني الراهن والمهام الملحة