أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - تحالف -سائرون-! (11)















المزيد.....

تحالف -سائرون-! (11)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 14:06
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الماركسية نظرية علمية. والحزب الشيوعي العراقي ضرب عرض الحائط بابسط مبادئ العلم ومفاهيمه ومنهجيته بزعمه انه قد اجري استفتاًءً يثبت ان الاكثرية الحزبية او عموم الحزب مع عقد تحالف سائرون. وهي فعلا فضيحة (علمية) بجلاجل. فنحن نفهم ان الحزب اجرى الاستفتاء عن طريق الاتصال الهاتفي ومع عينة محددة من اعضاءه من درجات تتظيمية معينة تقصي الاغلبية الحزبية. وهذه الطريقة المضللة واللاعلمية المتبعة في اجراء الاستفتاء من المستحيل الاعتراف بمصداقيتها و صحتها وموثوقيتها لاسباب عديدة وكثيرة, واكتفي بذكر البعض منها فقط هنا.

ولكن قبل ذلك, ارغب ان اذكر ان الحزب الشيوعي العراقي يشهد الآن للاسف اسوء فترات عمره التي تجاوزت الثمانين عاما من ناحية التخبط السياسي والتسلطية التنظيمية الخانقة التي حملت حتى من هم في قيادة الحزب على اللجوء الى مواقع اعلامية مثل الحوار المتمدن لنشر الشكوى والضيق والتأفف والتبرم بخصوص هذا التحالف, وذلك بسبب امتناع صحافة الحزب عن نشر الرأي الآخر وقمعه بكل ما اوتيت به من بأس. وهي بذلك اسد على رفاقها ونعامة مع بريمر واعوانه. فبريمر, الذي عمل الحزب تحت امرته, والذي هو, باعتراف احد اقطاب العملية السياسية المافيوية والذي عينه بريمر ناطقا رسميا لمجلس الحكم وقتها, "شخص متعجرف", ولا يقل ديكتاتورية عن صدام, فلقد كان "المسؤول الاول والاخير في العراق".
https://hathalyoum.net/articles/691819-%D9%85%D9%88%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D9%81-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5-

هذا اضافة الى كون بريمر شخص فاسد ولص بليونيري من الطراز الاول
So, Mr Bremer, where did all the money go?
https://www.theguardian.com/world/2005/jul/07/iraq.features11

والحزب الشيوعي وافق على كل قرارات بريمر التي احرقت الاخضر والبابس, ولكنه الآن يزعم انه يريد اصلاح الوضع "جذريا!". والحزب, لكونه تخلى عن الماركسية, ما عدا الاسم بالطبع, فانه تخلى ايضا على كل ما يمت للعلم واصول البحث العلمي بصلة. وقد نافشت في الحلقة الاولى وغيرها التدهور الفظيع في المستوى العلمي لحزب يزعم تبنيه نظرية علمية, الماركسية, وهو ما يشكل بكل تأكيد اهانة بالغة للماركسية نفسها!

وحال استفتاء الحزب هو حال الاستفتاءات الشكلية التي دأب الديكتاتوريون والطغاة على القيام بها للبقاء في مناصبهم الى حين يٌقبرون ومن هم على شاكلة "احنا مننطيها!" (لا نتخلى عن السلطة), ولربما يخطر في بالنا استفتاءات الطاغية صدام اوغيره من الطغاة التي تخرج بارقام لا يمكن ان يقبلها اي انسان عاقل, مثل 99% او تقل بعض الشئ او حتى تزيد! وهو يدلل على الاستخفاف المهين من من قبل هؤلاء بشعوبهم وبعقولهم والتعامل معهم كمجرد قطيع. وهذا هو سلوك حزب يزعم انه قد اختار السير (السير دوما وابدا!) على طريق الديمقراطية والتجديد, والتي تتحول بالفعل الى: طريق الاستبداد والتنكر التام للعلم, العلم باعتباره احد اهم واكبر انجازات عصر التنوير او الحداثة, ولذلك تقترن الحداثة دوما بالعلم وتفعيل العقل والتشكيك. ويعتبر رينيه ديكارت وفرانسيس بيكون من رواد الثورة العلمية والعصر الحديث. ان استهانة الحزب بعقول الناس من خلال زعمه ان الاستفتاء يعني موافقة الحزب على عقد التحالف هو ليس امرا غير صحيح بالاطلاق, بل انه ايضا خرق فظ لكل قواعد العلم ومنهجيته. وخرق قواعد العلم واصول البحث ومنهجيته هو بالطبع خرق فاحش ايضا لابسط اسس الماركسية. ونحن نعلم بالضبط كيف ان ماركس حرص كل الحرص على اتباع القواعد العلمية واصول البحث العلمي الصارمة من خلال الجداول والاحصائيات والرياضيات العالية المستخدمة من قبله عند كتابته رأس المال. ولولا هذه المنهجية الفائقة الدقة التي حرص ماركس دوما وابدا على مراعاتها واحترامها لما صمد كتاب رأس المال للنقد البرجوازي يوما واحدا, ناهيك عن اكثر من مائة عام, وليصبح اكثر الكتب انتشارا و ورواجا عالميا وبالرغم من اسلوب كتابته الصعب احيانا عديدة. ولا اقصد بالنقد البرجوازي النقد الآيديولوجي السقيم الذي لا يتمتع باية اصالة او مصداقية علمية, بل النقد العلمي والاكاديمي. فبرغم مرور سنوات طوال على صدوره, لم يستطع كل اساطين ودهاقنة المؤسسة العلمية الرسمية البرجوازية, ومن كل اصقاع العالم, على اثبات خطأ علمي واحد في الكتاب, وخصوصا من ناحية المنهجية العلمية والرياضيات التي استخدمها ماركس عموما في ابحاثه. فقد كتب مخطوطاته في الرياضيات التي لم يعلوها الصدء منذ كتابتها لحد الآن ولا تزال تتمتع بنفس القيمة والمصداقية العلمية الى عصرنا هذا. ومن يود الاطلاع على المخطوطات يمكنه ذلك في
https://www.marxists.org/archive/marx/works/download/Marx_Mathematical_Manu-------script-------s_1881.pdf
وحسب ما اعلم وللأسف لا تتوفر ترجمة عربية لهذه المخطوطات التي الاطلاع عليها, بل فهمها واستيعابها امر لا غنى عنه لفهم رأس المال وجوهر الماركسية ولبها, ولربما ليس من مغالاة القول ان فهم مخطوطات الرياضيات, على الاقل بخطوطها العامة, هو امر لا يقل اهمية عن دراسة كتاب علم المنطق لهيغل وكما اكد لينين.

وبسبب الاهمية الفائقة التي اعطيت لهذا الاستفتاء ونتائجه التي يستخدمها الحزب كذريعة "علمية!" لعقد تحالف سائرون, اخصص الفقرات ادناه فقط للتوضيح والبرهنة على عدم مطابقة هذا الاستفتاء لابسط القواعد العلمية المتبعة عادة حتى في استفتاءات الرأي او اية قضايا مثل استهلاك اللحوم اوعزل القمامة لمنع تلوث البيئة وغيرها من آلاف الامور او اكثر التي يمكن ان تستطلعها الاستفتاءات التي بعضها دوري ومنتظم والبعض الآخرعشوائي وغير منتظم. ولكن في كل الاحوال تكون المنهجية العلمية هي الحاكم والفيصل في تحديد مصداقية وصحة الاستفتاء من عدمه.

استخدم الباحثون طريقة المسح والاستفتاء منذ إدخال هذه الأبحاث في ثلاثينيات القرن العشرين, حين أجرى بول لازارسفيلد Paul Lazarsfeld دراسة حول كيفية تأثير الراديو على تشكيل الرأي السياسي في الولايات المتحدة. ولأن المسح كان كميًا بطبيعته، فقد أصبح الفرع الكمي, وليس الكيفي او النوعي, للبحث تقليدًا في مجال علم الاجتماع منذ أربعينيات القرن العشرين.

وانه اتجاه شائع ان يشكك كثير من الناس حول نتائج المسوحات والاستفتاءات ما لم يجدوا دليلاً على أن المسح قد تم اجراءه "علمياً" بشكل سليم. ان إجراء مسح او القيام باستفتاء يتطلب استخدام المنهجية العلمية، وهي منهجية تتبعها أساسا جميع أنواع البحوث. ومع أخذ ذلك بنظر الاعتبار، فإن الاستفتاء الذي يجتاز خطوات المنهج العلمي بنجاح يفرض نسبة مئوية أعلى من صلاحية وموثوقية النتائج.

ولا يمكن إجراء جميع الاستطلاعات بطريقة يمكن من خلالها دراسة كل فرد من الافراد المعنيين لأن ذلك سيكون مكلفًا وشاقا للغاية، وبالتالي، طريقة غير عملية لإجراء أبحاث استطلاعية. عند تنفيذ المسح، يقوم الباحث او "المستفتي" باختيار المشاركين من خلال أسلوب أخذ العينات العشوائي، وسيكون هؤلاء الأشخاص ممثلين عن المجموعة المستهدفة بأكملها. لا يعني استخدام طريقة أخذ العينات العشوائي أن المسح ليس علميًا؛ بل إنه بالعكس يزيد من صحة النتائج ويقضي على التحيز في اختيار المشاركين، مما يجعل العملية العلمية والنتائج صالحة. والحزب في استفتاءه اختار فقط البعض من اعضائه بالتحديد ولا توجد اي اشارة من قبله باستخدامه عينة عشوائية, وهذا بحد ذاته سبب كافي لنفي اية مصداقية لهذا الاستفتاء. فمن المتعارف عليه على نطاق واسع في الدوائر العلمية التي تعني بمبادئ البحث وجمع البيانات ومعالجتها وتحليلها وتفسيرها في الدراسات الاستقصائية انه ينبغي عليها ان تراعي مبدئين اساسيين: الصلاحية والموثوقية.

ا. الصلاحية
غالباً ما تتم مناقشة الصلاحية والموثوقية في مجال القياسات النفسية، ولكن ليس كثيرًا في أبحاث السوق وغيرها، على الرغم من أنه من المفترض أنها موجودة. الصلاحية تتعلق بالجواب على السؤال: هل يقيس الاستفتاء ما الذي يجب قياسه؟ هذا هو السؤال الذي لا يمكن الإجابة عليه إلا من خلال التحقق من صلاحية الاستطلاع. في البحث العلمي تخبرنا الصلاحية عن مدى دقة الاستفتاء من خلال التحقق من تمثيل العينة ودقة الأسئلة. هناك أربعة أنواع مهمة من الصلاحية:
الصلاحية "البديهية": هل تبدو الأسئلة معقولة للحصول على البيانات التي تريد جمعها؟
صلاحية المحتوى: هل الأسئلة تتعلق بالموضوع والموضوعات الأخرى المتعلقة به؟
الصلاحية الداخلية: هل يتضمن الاستطلاع الأسئلة التي يريد تحقيقها من خلال الاستبيان؟
الصلاحية الخارجية: هل تثير الأسئلة إجابات قابلة للتعميم (أي تعكس استجابة كل الافراد المستهدفين بالكامل, و في هذه الحالة كل جماهير الحزب, او على الافل كافة اعضائه ومنتسبيه)؟
والدلائل المتوفرة تشير بالتأكيد ان الاستفتاء لم يراعي اية من هذه الصلاحيات ويعني بالمحصلة انه استفتاء غيرعلمي وعديم الصلاحية ولا معنى له.

ب. الموثوقية
في بحوث المسح والاستفتاء، تشير الموثوقية إلى ما إذا كانت الأسئلة تكتسب معلومات مماثلة أو نفس الخاصية حتى إذا تم تغيير الصيغ أو هياكل الاستبيان. تعتمد موثوقية الاستفتاء على اتساق الأسئلة والبيانات في الاستبيان.
The History of Survey Research
https://explorable.com/research-and-surveys

ومن الواضح تماما ان الموثوقية لا يمكن توفرها حتى بحدها الادنى من خلال اجراء اتصالات تلفونية مع عينة محددة وغير عشوائية من اعضاء الحزب. وكما ذكرت اعلاه, تكتسب الصلاحية والموثوقية اهمية فائقة في الاختبارات والاستطلاعات والاستفتاءات النفسية بسبب ان امورا مثل تغيير نبرة الصوت او استخدام نوع معين من الكلمات او اسلوب المخاطبة قد "يلوث الاستفتاء" ويلغي استنتاجاته بالكامل, ولذلك تستخدم عادة رسالة مسجلة لشخص غير معروفة نبرات صوته للآخرين ولعينة عشوائية لأجل ضمان نزاهة وحيادية الاستفتاء.

ان الحزب لم يراعي حتى ابسط القواعد المذكورة اعلاه في اجراء الاستفتاء, وبالتالي فهو استفتاء عديم الصلاحية والموثوقية.












#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف -سائرون-! (10)
- تحالف -سائرون-! (9)
- تحالف -سائرون-! (8)
- النقيضان: لينين وستالين
- تحالف -سائرون-! (7)
- تحالف -سائرون-! (6)
- تحالف -سائرون-! (5)
- تحالف -سائرون-! (4)
- تحالف -سائرون-! (3)
- تحالف -سائرون-! (2)
- تحالف -سائرون-! (1)
- ستالين: شيوعية ام جحيم؟
- تأثير الفراشة: نقاش مفتوح مع د. كاظم حبيب (2)
- تأثير الفراشة: نقاش مفتوح مع د. كاظم حبيب (1)
- اكثر صادرات امريكا دمويةً: الديموقراطية
- كتاب ماركس المنسي: السيد فوغت جاسوس في الحركة العمالية
- تصحيح مولينو: الحريات الجنسية في كوبا
- لاكان, التوسير, واليساريون من اعوان المؤذن!
- الرئيس الايرلندي يدعو الى دراسة الفلسفة وتشجيع الفكر النقدي
- ثورة أكتوبر دشنت اكثر ألنظم ديمقراطيةً على الإطلاق


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - تحالف -سائرون-! (11)