أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبله عبدالرحمن - قطعة قماش!!














المزيد.....

قطعة قماش!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 14:46
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


وسط كلمات قد تضيع بالهواء نمارس ما يمكن ان يكون حالة من الاستبداد او الضياع لا فرق فكلاهما يؤديان الى ذات المطرح ما دامت اقوالنا بعيدة كل البعد عن افعالنا.
مشهد لا تستطيع العين ان تراه دون ان تصاب بالتحسر على ما وصل اليه الحال فالشك يغلب على اليقين يحياتنا. مسؤولية امتلاك الرعاية كأحد الواجبات التي كانت الام تصنعها بالحكايات لوليدها الذي كان يمثل وجودها وحلمها للاسف فرغ عبيره لصالح الاتكالية وخوف السلبية. الاستسلام للسلبية يلغي الفرح والرغبة بالحياة!. كيف لاطفالنا اكتساب الشعور بالامان وهم يضلون صدور امهاتهم. الحقيقة ان تراجع الادوار القائمة على الفطرة يقضي على كل امل يمكن ان يخرجنا من حالة السواد التي دخلنا بتيهها.
كثير من الاطفال يصابون بالوجع والالم وهم صغار لانهم باتوا يتعلقون باناس عابرون في حياتهم. فالخادمة او المربية لن تكون اما ابدا. والام التي تعتمد على الخادمة ستحرم اطفالها نعومة صوتها واحساسها وحنانها وحسن التعامل مع العالم الخارجي. فكيف لو اصبح اطفال هذا الزمن يتعرفون على اسمائهم متكسرة مبعثرة نتيجة لسماعهم اسمائهم بصوت الخادمة اكثر من الام الحقيقية التي تحمل جنسية ولغة مختلفة. فأذا كان الجمال يحدث اضطرابا في حياة الناس فأن القبح يحدث الما ووجعا لن تبرح منه النفس. ولا عجب حين يصبح التوحد مرضا سريع الانتشار في انحاء العالم وكأنه وباء.
لا اخفي ان مشهد الام التي كانت تجر طفليها بقطعة قماش مبرومة على شكل حبل وهي تعبر بهم الطرقات امام المارة دونما خجل من صنعيها وكيف كانت تجاهد بسحبهما لان احد اطفالها كان يرفض السير وقد اخذ الارض جلوسا وكأنه يمارس ما فُرض عليه من تقمص ممتثلا لاحساس الحبل الذي يوجهه الحبل دليله لا عقله. هل كانت تستثني تلك الام عيون اطفالها وعقلهم وحواسهم ازاء ما حولهم وهي تسحبهما دون ادنى شعور بالشفقة او الحرج؟ لا احد يمكن ان يصدق أنها تهزم خوفها بحجة حمايتهم من خطر الطريق! كم يدعو هذا للبكاء.
الحقيقة انها بعملها هذا لم تراعي ادمية اطفالها وادمية من يرون مثل هذا الصنيع والذي لا بد ان يصيب النفس بالغضب القاصر عن الاعتراض او الخوض بمحاولات اقناع. حرص تلك المرأة غير مبرر لانها تمارس حقوق ملكيتها لاطفالها دون ان تأخذ على نفسها مشقة تعليمهم لترتاح هي ويرتاح المجتمع بجيل قادر على الصمود والبناء.
واذا اردت ان اجذب النظر الى مكان مريح قد لا اخرج عن حالة الغضب مما كان من صنيع تلك الام التي كانت تقود اطفالها بحبل! حين اذهب لظاهرة انتشار الهواتف الخلوية في ايدي الاطفال وهو يعبثون باصابعهم الصغيرة والجميلة على مواقع لا نعرف مدى ملائمتها لاطلاعهم عليها. ولا اقول جديدا بأن الهواتف الخلوية اصبحت بمثابة العاب التسلية التي يوفرها الاهل لاطفالهم لساعات طويلة باليوم كأداة للتخلص من شغبهم ولهوهم الذي اصبح يمارس جلوسا دون بذل مجهود بدني! رغم حاجة للرياضة العقلية والجسدية بذات الوقت.
والجميع على دراية وافية بأضرار الهواتف الخلوية على الكبار والصغار ومع ثبوت تلك الحقيقة فأن الاهل يرتاحون لمنح اطفالهم هواتفهم من اجل اللهو بعالم وهمي بعيد عن الواقع له من الاخطار ما لا يمكن حصره على الطفل والذي قد يسبب للطفل مشاكل صحية ونفسية وجسدية وانسحاب وانعزال عن البيئة المحيطة.
قضايا الاطفال شائكة رغم وضوح الحقوق والادوار، فدور الام والاب مفروض ان يكون متعلما لانجاز المهمة بنجاح.
الامل يبقى بأن تشرق الشمس ذات زمن ويكبر الاطفال في عالمنا الثالث او الاخير بحسب التسميات في اسرة ومجتمع! مصانه فيه كافة الحقوق وتكون فيه الابوة والامومة بمعناها الحقيقي.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهى وقت التحرش!!
- زوجها الثاني!!
- ايقونة فلسطين عهد التميمي!!
- ابراهيم ابو ثريا شهيدا
- كيف تعيشين مع زوجك من غير متاعب؟!
- المعطف!!
- الخرافة ورؤية الطالع!
- هامش من المرأة
- كوتا للرجال!!
- النصر للأسرى الفلسطينيين
- علامات الساعة الكبرى!!
- لماذا لا نتعلم كيف نخدع انفسنا ؟!
- نبض الحب
- كفى حرب
- الطلاق والمرأة الاخرى !!
- الزوجة والمرأة الاخرى!
- سفيرة الالهام والامل
- المرأة الطفلة!!
- الحب سعادة الغد!!
- ابو الاتراك اتاتورك


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبله عبدالرحمن - قطعة قماش!!