أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - القانون العصيُّ للنهوض














المزيد.....

القانون العصيُّ للنهوض


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن مسألة نهوض المرأة موازية لمسألة نهوض الرجل، وبذلك تكون قد أخذت حقها على صعيد النهوض، كما هو الحال بالنسبة للرجل. بيد أن التحدث عن مساواة بين الفريقين لا يلغي الخصوصيات المتصلة بكل منهما، كما كان يظن البعض. وهكذا، نكون قد وضعنا المسألة في سياقها العلمي، رداً على بعض الفرقاء الذين يرون أن العدالة بين الجنسين تستلزم المساواة الكلية، كأنهما متماثلان حرفياً، وهذه مساواة زائفة، فيما المساواة الحقيقية هي مساواة في ضوء الاختلافات الفيزيولوجية والنفسية وغيرها.

أما الانطلاق بهذا الموقف العادل في أولوياته، فلا يصح أن يُنظر إليه كحالة من المبالغة والترف الفكري أو تلسياً بالقيم «الاستغرابية الزائفة». ذلك لأن منظومة القيم العادلة لا تضع فريقاً في كفة أقل من الكفة الأخرى، انطلاقاً من أن نظام العمل هو واحد للفريقين كليهما، مع اعتبار الاختلافات بينهما جزءاً متمماً للحالة. أما المنطلق هنا فيتمثل في فكرة التكامل بين الفريقين، الرجل والمرأة، إكمالا لمفهوم المساواة. وبذلك نشير إلى المبدأ القائم ليس على المماثلة، وإنما على التكامل والتفاعل، خصوصاً حين نرى أن العمل العقلي يتطور بصورة مفتوحة على حساب العمل اليدوي. وهنا نستطيع إدخال «العامل التربوي» في سياق قائم على التكامل وليس التماثل.



لذلك فإن فكرة المشروع النهضوي العربي لم تعد صيغة من صيغ التمني، وإنما فكرة ذات طابع وجودي حاسم، تضعنا أمام الخيار الوحيد بالمعنى الأنطولوجي الوجودي.
إن واقع الحال العربي الراهن قد انتهى إلى الحسم التالي: إما أن نوجد ضمن شروط الراهن ومحاولات تفكيكه مزقاً، أو أن ندخل في حقول الممكنات القصوى من المواجهة التفكيكية الشرسة. وفي رأيي أن احتمالات المناورة على بعض الممكنات، أصبحت خارج المواجهة الوجودية القائمة، لتصبح نمطاً من الحلم.

وفي هذا الأفق المسدود يراهن البعض على المبادرات المفاجئة والداعية إلى إعادة النظر في «الوطن الكبير» الآخذ في التمزق، إذ تجمعت كل القوى المناوئة للعروبة، لتطرح مشاريعها الطائفية التفكيكية، يداً بيد مع «إسلام ملفق» يحمي الآخرين من الإيرانيين والروس وغيرهم.

إن الحلم بسلطة قادمة من خارج الوطن بمفرداته ومكوناته العديدة، تحول إلى استراتيجية مدمرة للوطن العربي ككل، باتجاه تأسيس أنماط من السلطة الطائفية المتحالفة أو المتماهية مع سلطة أجنبية تشكّل أحد أبعاد اختراق الوطن العربي.

وبشيء من التفصيل، يمكن القول إن مشروعاً نهضوياً عربياً يمكن طرحه راهناً والتأكيد على أهميته الحاسمة في حياة الوطن العربي، بكل تياراته السياسية وتوجهاته العرقية والقومية، إنما هو المشروع الحقيقي المحتمل، رغم تشكيك مجموعات من العرقيين والطائفيين والأيديولوجيين بإمكانية ذلك.

الواقع العربي، منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن، أثبت أنه لا يحتمل مشروعاً ملفقاً أو زائفاً أو ناقصاً أو مخترقاً ب«الآخر»، أي مشروعاً غير محتمل، لأنه في هذه الحال سوف يصطدم بالقوى الاجتماعية التاريخية الحية والمنفتحة في العالم العربي، على نحو يمكن أن يعيد الموقف إلى بداياته التي انطلقت في القرن التاسع عشر إياه. فالعالم العربي بمكوناته جميعها، وبتعبيراته التاريخية الحقة كلها، إنما هو «قَدَر» لا يستطيع أحد أن يحوله إلى «لُقمة» سائغة في يد أحد من داخل هذا الوطن العربي أو خارجه. إنه قانون عصي على الاختراق من الداخل كما من الخارج.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام وتاريخ أوروبا
- سوريا عصية على التقسيم
- أوهام الاستعمار والصهيونية
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة
- «الكفر» في حلب!
- العولمة وتفكيكات العصر
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?
- السفير الأمريكي يدعو إلى محاسبة مهاجمي كنيسة في الضفة الغربي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - القانون العصيُّ للنهوض