أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - عن عفرين وأخواتها














المزيد.....

عن عفرين وأخواتها


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم .. أخيراً إضطرَ المُدافعون عن عفرين ، الإنسحاب منها ، بعد معركةٍ بطولية طويلة ، غير مُتكافئة . نعم .. بعد إنتشار أخبارٍ قبل أسابيع ، بأن أرتال من الدعم الأمريكي من السلاح والعتاد ، سُيِرَتْ بإتجاه عفرين لِمُساندة قوات سوريا الديمقراطية ، لكن تبينَ بعدها بأنها مُجرَد دعايات لا أكثر . نعم ... قيلَ بأن روسيا غير راضية عن نِية الجيش التُركي وأذنابه الإرهابيين ولن تسمَح بدخولهم إلى مركز مدينة عفرين .. لكن تبينَ بأن ذلك وَهمٌ لا أكثَر . تركَزَ حديث الإعلام قبلَ أسابيع على دخول قوات عائدة لنظام الأسد إلى عفرين لمُساندة المقاومين وللدفاع عن سيادة سوريا ضد الهجوم التركي .. لكن تبينَ أن ذلك ليس إلا خُرافة . جرى الحديث كثيراً عن نِية الإتحاد الأوروبي بمُعاقبة تُركيا بسبب عدوانها على عفرين وأن هولندا سحبتْ سفيرها من أنقرة وأن الدانمارك مُستاءة من سياسات أردوغان وأن ألمانيا لن تبيع مزيداً من السلاح لتُركيا المُعتدِية .. لكن تبينَ أن كُل ذلك ، مُجّرَد كلام فارِغ لا أكثر .
نعم .. لا يمكن لمدينةٍ مَهما إتصفَ أهلها بالشجاعة والإقدام ، أن تصمد إلى ما لا نهاية ، بوجه قوةٍ مُهاجمة تمتلك الطائرات الحربية الحديثة والدبابات والمدفعية الثقيلة ولها خطوط إمداد متكاملة ودولة كبيرة تقف وراءها .. بدون إمتلاك المُدافعين لأسلحةٍ رادعة تستطيع إسقاط الطائرات وتحطيم الدبابات . ليس بإمكان مدينةٍ مُحاصَرَة أن تُقاوِم لأشهُر ، من دون غذاءٍ ودواء .. أمامَ عَدُوٍ يمتلك إحتياطاً هائلاً من كُل شئ .
* نحنُ الكُرد بعد تعرُضنا للكثير من التجارب المريرة خلال العقود الماضية ... ألم يحُن الوقت ، لنُفكِر بِمَنطقٍ يُلائم مقتضيات العصر ؟ أليسَ كافياً ما مَرَرْنا به من خيبات وإنكسارات وما دفعناه من تضحيات ؟ تعالوا نتحاسب قليلاً :
في كردستان تركيا .. حضرتُ شخصياً قبل سنوات ، مهرجانَين في دياربكر ، تحت إسم ميزوبوتاميا . مهرجانات ضخمة ، كانتْ تنضمها " بلدية دياربكر " الكُبرى وبلدية " السور " ، يُدعى إليها آلاف الضيوف من أنحاء العالم وتشهد فعاليات مختلفة ، ثقافية وسياسية . كانتْ حقاً نشاطات باهرة يُديرها نُشطاء حزب HDP حزب الشعوب الديمقراطي ، الفائز بعدها بفترة قصيرة بأكثر من 13% في الإنتخابات التركية والمُسيطر على الكثير من البلديات في معظم مدن وقصبات كردستان تركيا .
لو كان الكُرد في تُركيا أشد ذكاءاً وأكثر مُرونةً وأدهى سياسةً ... لأعلنوا وبشهادة الأمم المتحدة ، تخليهم عن السلاح وركونهم إلى العمل السياسي السلمي وتركيزهم على الإنتخابات وتثبيت مواقعهم تدريجياً . أو على الأقل فك الإرتباط بين HDP وال PKK أي حزب العمال الكردستاني .
لكن الذي جرى .. أن السياسة الخاطئة التي إنتهجها حزب العمال ، أدتْ فيما أدتْ إليهِ ، إلى تدمير عشرات المدن الكبيرة ومئات القُرى جراء المعارك التي دارت بين الجيش التركي وبينهم في تلك المدن والقُرى . والنتيجة .. قبع آلاف من نُشطاء ال HDP في السجون وتدمرت البُنى التحتية لكثير من المدن الكردية ، ولم يضعف أردوغان بل إزدادتْ عنجهيته .
في كردستان العراق .. أضاع " قادة " الكُرد ، فُرصة تأريخية كانتْ مُتاحَة ، بإصرارهم على إجراء إستفتاءٍ في وقتٍ غير مُلائِم . وبِفسادهم الكبير وسوء إدارتهم المُزمِن ، أعادونا عدة عقود إلى الوراء . وأثبتوا أنهم غير جديرين بقيادة هذه المرحلة .. لأنهم ببساطة عجزوا عن قراءةً صحيحة لما يجري حولهم من أحداث ومُجريات ولم يمعنوا النظر في " الرسائِل " الأمريكية والغربية والتركية ... الخ.. وأن إيغالهم بالفساد والجشع واللاعدالة ، فاقمَ الأوضاع وأوصَلَنا إلى تخوم الكارثة .
* معركة " كوباني " كانتْ مختلفة عن معركة عفرين . لأن بُلداناً خارجية وأقليمية ، ساهمتْ في وضوح ، بالوقوف إلى جانب المُقاومين ضد هجمات داعِش . بل ان القوة الرمزية من البيشمركة ، غادرتْ الأقليم إلى داخل الحدود التركية ومن هناك دخلتْ إلى كوباني ( بِمُوافقة الحكومة التركية ) لِمُساندة المقاومين . في حين ان الولايات المتحدة ، ومن خلال الناطق بإسم وزارة الخارجية ، قال قٌبيل معركة عفرين ، بأن أمريكا تُساند قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها حليفاً في " منبج " ولكن ليسَ في عفرين !! . وروسيا حاولتْ إقناع قسد ، أن تنسحب من عفرين وتدخلها قوات نظام دمشق ، مع إحتفاظ الكُرد ببعض النفوذ ، وبذلك تمنع تركيا من شَن الحرب ضدها .. لكن قسد أي قوات سوريا الديمقراطية ، رفضتْ .
ترى .. هل أخطأتْ قسد في قراءةٍ دقيقة لرسائل واشنطن وموسكو ؟
..............
أرى أنهُ بدون وجود داعمٍ قوي مثل أحد الدول الكُبرى .. داعمٍ دائمي طويل الأمَد [ من خلال تحقيق مصالحه الإستراتيجية ، مثلاً ] ... لن نستطيع ككُرد أن نُحّقِق شيئاً يُذكَر . وتوفُر مثل هذا الداعم والساند ، يتطلب من سياسيينا وقادتنا ، إعادة النظر بشكلٍ كُلي في أساليب تعاملهم داخلياً وخارجياً . داخلياً من خلال ، تحقيق الشفافية وبعض العدالة في التوزيع وشيئاً من الديمقراطية .. وخارجياً من خلال تفاهُمات حقيقية على أساس المصالح بعيدة المدى .
لا شك ان تحقيق ذلك ، بالنسبة إلى أقليم كردستان ، لن يتحقق بواسطة الطغمة الفاسدة التي حكمتْ طيلة الفترة السابقة .
أما بالنسبة إلى شمال سوريا أو روزآفا ، فأعتقد بأنهم يمتلكون الفُرصة لإعادة ترتيب أوراقهم ، وإيجاد تفاهمات معقولة مع القُوى الفاعلة بأقل الخسائر الممكنة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمُلاتٌ صغيرة
- عامِلُ تنظيف
- شِعارات
- الإنتخابات ... الثعلبُ والذِئب
- - قفشات - بِمُناسبة قُرب الإنتخابات
- يوميات بُرجوازي صغير
- إنتخابات أيار 2018 / نينوى
- مَشاهِد من الساحة السياسية العراقية / كركوك
- أعداء الكُرد وكُردستان
- شروال الحَجي
- إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية
- مراكِز .. ومقرات .. ونوادٍ
- لحظاتُ صِدق
- عن السِلم الداخلي في أقليم كردستان
- الدولار .. والهَيْمنة
- حِوارٌ مع الذات
- إغتيالُ حلم
- خّلِصوا أنفُسَكُم !
- إرفعوا إيديكُم عن كُردستان
- سوفَ نَرى


المزيد.....




- بختام قمة سويسرا.. زيلينسكي يضع شرطا لـ-السلام الدائم- مع رو ...
- تونس تفتح أبوابها لإيران.. ماذا يريد قيس سعيّد؟
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب في القطاع
- العثور على جثة سائح أمريكي قبالة جزيرة يونانية وفقدان ثلاثة ...
- كينيدي جونيور يرد بقسوة على تصريحات لستولتنبرغ ويسخر من -حلف ...
- ملبيا وداعيا لأهل غزة.. مغردون ينعون حاجا أردنيا تُوفي بعرفة ...
- السماقية والمقلوبة والمفتول والمعلاق أكلات غزية تغيب في العي ...
- جيش الاحتلال يقتحم مخيم الفارعة جنوبي محافظة طوباس
- 10 نصائح لتقليل وصول المواد الكيميائية البلاستيكية إلى أطفال ...
- كيف تحصل على نوم عميق في الفنادق؟


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - عن عفرين وأخواتها