أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - فئران قارضة للحياة !














المزيد.....

فئران قارضة للحياة !


جلال نعيم

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


لست " فأراً قارضاً للكتب " مثل رفيق زوربا او سيده ، ولكن القراءة " عندي " حالها كحال الكتابة : تأتي مثل سيل هادر ، ثم لا يتبقى منه غير قطرات لا تبلّل – ولا حتى - ورقة "كلينكس" ! ليعود ثانية ، فيما بعد ، في موسم لا تحزر متى سيأتي ..

العراق والولايات المتحدة !

في العراق ، حيث نشأت ، كان القرّاء يختارون واحداً من ثلاثة : الأدب / الدين اوالسياسة .. أما الصحافة ، التي يفترض أن يكون فيها ، على الأقل ، شيء من كل شيء ، فقد كانت اربع او خمس صحف يوميّة تشبه صحيفة واحدة بعدة طبعات .. ومجلة واحدة !
أميركا أكثر اتساعاً ، طبعاً ، وأعنف إختلافاً : فتضاف للمحاور الثلاثة ، التي تنقلب حسب الاولوية الى : السياسة / الدين / الأدب .. سيل من الاهتمامات بالصحة ، الطبخ ، الرشاقة ، البزنس ، النجارة والتجارة .. وغيرها ، وغالباً ما تحتل كتب المشاهير والفنانين وما يكتب عنهم الصفوف الاولى من المبيعات !
ولا يكتسب الأدب نفس تلك الأهمية المركزية عندنا ، رغم ان قراءه بالملايين أيضاً ، بحكم عدد السكان ( 300 مليون نسمة ) والقدرة الشرائية العالية لعامة الناس ، لذا غالبا ماتكون هناك ميزانية ما لشراء الكتب ، خاصة تلك المتوفرة في مختلف الاسواق الغير متخصصة ببيع الكتب ، أما كتب الاطفال والقصص المصورة فتعتبر ضرورة تأتي مع كل طفل جديد ..
لهذا أصبحت الكتب "صناعة" ، حالها حال السيارات او السينما او ألأسلحة ..!
وأما الصحف فكثيراً ما يصعب حملها لشدة ثقلها وإمتلاءها بالاعلانات والملحقات !
ولعل أفضل تعليق عن المجلات جاء على لسان أحد "الكوميديين" حين قال : " كل ثلاثة ، في أميركا ، يشتركون بهواية محددة ، تصدر لهم مجلة .. مجلة خاصة لمحبي المشي مثلاً "مجلة المشائين" ، والتي يمكن ان تجد موضوع الغلاف فيها : كيف تمشي ؟ .. تقدم خطوة ثم أخرى ..ثم بعدهما خطوة وهكذا ..!


مازلت طفلاً..
سألتني إمرأة أميركية مرة :
" منذ متى وانت تعيش هنا ؟"
" أربع سنوات .."
ضحكت : " أووه .. مازلت طفلاً (baby) في الولايات المتحدة !"
هكذا اصبح لي عمرا اميركياً ، ورحت أعد أعوامه ، متوازياً مع "عمري" العراقي .. وما دمت كذلك ، فقد بدأت اتهجى عمري الجديد في مكتبات مسقط رأسي الثاني : هنا .. الآن لدي حصيلة لا بأس بها من القراءات : غرام بأشعار تشارلس بوكوفسكي .. واشتراك اسبوعي مع "النيويوركر" ، وشهري مع مجلة "شعر" التي تصدر من شيكاغو .. وبضع عشرات من صفحات الانترنت بات من الصعب العيش من دونها .. !

"عصر القراءة "
لا أعتقد بأن "القراءة" يمكن ان تعترف بقوانين البيولوجيا : أن تولد ، تكبر ، ثم تشيخ وتموت .. على العكس ، فها هي مصادرها تتنوع ، وفروعها تتشعّب ، بما يغني احياناً ، أو ما يسمن في أحيان أخرى حدّ الترهل ، ولربما هي الآن بحاجة الى "دايت" أو عمليات "التخسيس" !

"جريدة لكل إنسان "
لا لكي يقرأها .. وانما ليكتبها ويعمل بنفسه على تحريرها .. وهذا هو الأسم الحركي لمنظمة "البلوغرز" (صفحات كتابة الآراء والملاحظات واليوميات على شاشة ألأنترنت ) ، والتي فاقت ال60 مليونا لحد ألان ، ولا شك بان مَن يكتب لابد ان يقرأ ايضاً .. او يطل على جيرانه في الشبكة على الأقل ..
إنها صحافة الأفراد والبيوت تغزوا كومبيوتراتنا .. ايها ألإخوة .. ولن يقنعنا أحد مقاومتها باسم : مقارعة العولمة !

".. وادٍ آخر"
هذا في وادي (العالم) ، أما في وادينا الآخر (العربي) ، فاننا ما زلنا في مرحلة التطور المتراكب والمزدوج ، حيث تحاول العصور الغابرة ، والأنماط المتقولبة ، التعايش مع إستخدام التكنولوجيا كمنجز لايحتاج كبير جهد الى استخدامه .. وفي الوقت نفسه نعاني من مراهقة إستهلاكيّة ، مراهقة فكريّة ودينية وعقائدية .. هذه المراهقة التي لا تناظرها غير شيخوخة أنظمتنا وحكامنا الذين منحوا أنفسهم صكوك الحكم على رؤوسنا وحياتنا .. والى الأبد ..! الا أن للتطور بوصلة لن تخطئها الخطوات أبداً .. هذا ما لا أشك فيه .. أبداً ايضاً ؟!


" وأخيراً .. خسارة !!!"
يوم انتهيت من قراءة رواية "ماركيز" (مائة عام من العزلة) ، أول مرة ، هتفت في داخلي : خسارة .. ان يوجد انسان ، يحيا ويموت من دون ان يقرأ هذه الرواية .. متعة خارقة ، سامية وعميقة ، ولا يمكن تعويضها ..
ثم رحت أعدّ الكتب / الخسارة أن لا نحيا فيها او معها فلم تصل العشرين ، وقد كانت فرحتي عظيمة ، يوم أمس ، إذ أضفت لها رواية جديدة : "صورة يوسف" للكاتب العراقي "نجم والي" .. هكذا .. وجدت لها مكاناً بكلّ محبّة ، وبلا أدنى شعور بال..خسارة !


جلال نعيم
لوس أنجلس / كاليفورنيا
1/29/2006
* مساهمة في استفتاء مجاة "المسار" العمانية حول "انقراض القراءة" في العالم العربي



#جلال_نعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة اولى في الرد عن سؤال الغربة!
- نجم والي في -صورة يوسف- سؤال بحجم كابوس .. وكابوس بروعة حكاي ...
- فحل ! قصة قصيرة للشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفسكي
- إنتصارات مزدوجة !!!
- ترقّب صاخب
- قطارات
- خطيئة ..!- قصة قصيرة جدا
- -انتحالات عائلة - لعبدالهادي سعدون واسطورة الكائن العراقي ال ...
- قراءة أمريكية لرواية عراقيّة
- ألقفص ألزجاجي
- نداء الصباحات المُميتة
- زمن الخنادق
- طيف البنفسج
- هدوء ألقمر
- نافذة إلى عالم آخر
- أحلام سينمائيّة
- لهاث ..
- ألدنيا ألخضراء
- نص ونقد : (ألعاصور) أو شارلي ألعراقي مُتمرّداً على آلهة أزمن ...
- إنوثة...!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - فئران قارضة للحياة !