أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - في استغلال ثورات الشعوب














المزيد.....

في استغلال ثورات الشعوب


دلشاد مراد
كاتب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت حادثة إضرام المواطن التونسي البوعزيزي الحريق في جسده نتيجة تعرضه للإهانة والإذلال على يد أحد موظفي الدولة هناك؛ الشرارة التي غيَّرت مسار التاريخ في منطقة الشرق الأوسط ككل، فأشعلت الثورات الشعبية في تونس ومصر وليبيا وأخيراً في سوريا إضافة إلى حدوث تغييرات سياسية في معظم دول المنطقة.
وعندما نعلم أنَّ شرط استمرار وديمومة الثورات أو الحركات الاجتماعية تكون مرتبطة بوجود قوى وتنظيمات تقودها، فإن البابَ يكون مفتوحٌ على مصراعيه لاختراق تلك الثورات والحركات الاجتماعية من قبل قوى مشبوهة أو متطرفة أو فاشية معادية لتطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية الحقيقية.
في تونس ومصر استغلت الجماعات الدينية المتطرفة وبخاصة جماعة الأخوان المسلمين الغليان الشعبي الحاصل حتى تمكنت من الاستيلاء على الثورات هناك، وإن لفترة ما كما جرى في مصر، وفي ليبيا نظمت داعش نفسها وسيطرت على مساحات واسعة وسط غياب وجود حكومة موحدة تسيطر على أنحاء البلاد كافة في أعقاب انهيار نظام العقيد معمر القذافي. وفي سوريا أيضاً جرت الأمور على نفس المنوال ولكن بسبب التعقيدات الجيوسياسية والعرقية في المنطقة لم يأخذ الكيان السوري شكله النهائي على الرغم من مرور سبع سنوات على اندلاع شرارة الأزمة السورية في 15 آذار 2011م، فأصبحت الأراضي السورية ساحة لصراع إقليمي ودولي حاد، ليكون نتاجُ ذلك وبالاً على الشعوب السورية عامة. والأمر المشترك بين تلك القوى الدولية والإقليمية ونظام البعث السوري هو زرع بذور الفتنة بين المكونات والشعوب السورية وفرض الاقتتال الداخلي، حتى تتمكَّن بسهولة من السيطرة على تلك المكونات وتوجيه خياراتها المستقبلية كما تشاء وبالتالي فرض أجنداتها ونفوذها على الأراضي السورية والمنطقة عموماً، وقد نجحت تلك القوى في هذا الأمر إلى حدٍّ كبير، وعلى سبيل المثال فإن معظم المرتزقة الذين يهاجمون مناطق إقليم عفرين حالياً إلى جانب جيش الاحتلال التركي هم من مناطق الداخل السوري الذي ارتهنوا للقرار والأجندة التركية، وبالتالي فإن مبدأ فرِّق تسد هو أداة تستخدمها القوى العالمية المهيمنة ومن ورائها الأنظمة الفاشية والقوموية الصنيعة للوقوف بوجه الطموحات المحقة للشعوب. والأمر الآخر المشترك بين تلك القوى المهيمنة هي صناعة التطرف واستخدام هذه الصناعة وتوجيهها أيضاً ضد طموحات الشعوب وتخريب وتدمير الحضارة والإرث الإنساني، ولعل ظهور «داعش» وأيضاً إحياء «حركة الأخوان المسلمين» كانت أبرز تجليات هذا الأمر في منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد يمثل أو يعكس ذلك الوجه الحقيقي للقوى المعادية للشعوب الأصيلة في المنطقة، ولهذا كان داعش والأخوان المسلمين موجهين بالذات ضد ثورات الشعوب العربية والكردية في المنطقة.
إن على الشعوب الأصيلة في المنطقة من كرد وعرب وسريان و…. إلخ إدراك أنَّ السبيل الوحيد لانتصارها أمام كل هذا العداء الموجه ضدهم من قبل الدوائر العالمية المهمينة والقوى الفاشية والمتطرفة في المنطقة يكمن في تكاتفهم جنباً إلى جنب، فوحدة الشعوب هي الخيار الاستراتيجي الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمان في منطقة الشرق الأوسط والعالم.



#دلشاد_مراد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن النخب العربية والأطماع التركية
- عفرين في مواجهة الفاشية التركية والقوى المهيمنة
- إلى قائد الإنسانية .. عبدالله أوجلان
- عفرين .. بداية نهاية الأطماع العثمانية الجديدة
- الحبل السري ما بين الخيانة والهزيمة
- الدولة القومية الشوفينية في مواجهة الشعوب
- دلشاد مراد تاريخ حافل، ونضال مستمر دون راحة
- تركيا والدبلوماسية الكاذبة
- الخطر التركي – الإيراني على شعوب الشرق الأوسط
- الأيديولوجية الفاشية التركية … توسع وإبادة الشعوب
- استفتاء 16 نيسان .. تعرية للدينوقومجية التركية
- الضربة الأمريكية وسبل الحل في سوريا
- حول ترخيص الأحزاب السياسية في روج آفا
- الضبط الدولي للحماقات الأردوغانية
- المؤتمر الثالث لاتحاد الإعلام الحر ... انطباعات وملاحظات
- النظام الاتحادي الديمقراطي (الفيدرالي المجتمعي) وأهميته لدى ...
- غضب الفرات ... بداية نهاية داعش
- الورطة التّركيّة في الشمال السّوريّ
- حوار مع رئيس حزب الحداثة والديمقراطيّة السّوريّ فراس قصاص
- ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -4


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - في استغلال ثورات الشعوب