أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - الحبل السري ما بين الخيانة والهزيمة














المزيد.....

الحبل السري ما بين الخيانة والهزيمة


دلشاد مراد
كاتب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عادة قيادات الأنظمة الفردية والدكتاتورية وخاصة عندما يصيبهم هزائم عسكرية أن يقوموا بإعلان النفير العام إعلامياً وتسخير كل الأدوات الإعلامية المتاحة في سبيل توجيه أنظار الرأي العام الشعبي عن فشلهم وهزائمهم بإظهارهم -وهم في حالة الهزيمة والفشل- على عكس ذلك.
هذا المشهد عشناه مساء الأحد المنصرم «29 تشرين الأول 2017» على إثر خطاب التنحي الذي ألقاه رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس إقليم باشور كردستان المنتهية ولايته مسعود البرزاني.
خطاب التنحي كان طاغياً عليه لغة العاطفة والخداع، وهو بذلك سعى لكسب ود الشارع الكردستاني الغاضب من انسحاب البيشمركة من مناطق كردستانية لصالح القوات العراقية والحشد الإيراني، وتبرئه نفسه وعائلته من تهمة الخيانة وتسليم المدن الكردستانية إلى بغداد.
هنا ينبغي التأكيد إن اتخاذ البرزاني ارتكاب قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني خيانة لتسهيل دخول القوات العراقية حجة لما حصل ما هو إلا شماعة لتبرير هزيمته وفشله في إدارة إقليم جنوب كردستان.
فمسعود البرزاني لم يقود إقليم باشور كردستان كرئيس صالح ولجميع الكردستانيين، بل كان يتصرف بالإقليم وخاصة في مناطق نفوذ حزبه «دهوك، زاخو، أربيل» كسوق استثماري حصرياً بعائلته، فمعظم المؤسسات السيادية والأمنية والعسكرية كان يديرها أشخاص من عائلة أو عشيرة البرزاني، أي عملياً جهد البرزانيون في سبيل برزنة نصف باشور كردستان وعينهم كان على النصف الآخر أيضاً، محاولة البرزنة كان سبباً بالفعل في تأجيج وطأة المنافسة من قبل عشائر أخرى «والمقصود هنا عائلة الطالباني» الذين عجزوا عن طلبنة السليمانية كثيراً، وكذلك التذمر الشعبي الذي ازداد اتساعاً في الإقليم من جراء السياسات الفاشلة لرئيسهم وحكومتهم.
إضافة إلى ذلك أخطأ البرزاني في الاعتماد على التحالف مع الحكومات التركية وخاصة مع حزب أردوغان الفاشي «العدالة التنمية» والتي كانت بالضد من مصالح الشعب الكردي، فتركيا كانت تستخدم البرزاني كورقة ضد حركة التحرر الكردستانية في باكور وروج آفاي كردستان بهدف ضرب الوحدة الوطنية الكردستانية وإجهاض أي محاولات كردية لتحقيق حريتهم إلى جانب الشعوب الاخرى في المنطقة، ورغم ذلك لم تتوانى تركيا عن التحالف مع النظامين العراقي والإيراني في الهجوم المشترك على مدن باشور كردستان.
البرزاني لم يكن في موضع أو موقع كي يكون قادراً على قيادة وتوجيه الشعب الكردي إلى الاستقلال، فأكثر من نصف شعب باشور كردستان لم يكن معه وكان على خلاف مع معظم التيارات السياسية في الإقليم بمن فيهم الاتحاد الوطني الكردستاني ذاته، حتى إنه لم يحترم أبسط قواعد العملية الديمقراطية المتعارف عليها عالمياً عندما لم يسمح برئيس البرلمان الكردستاني من دخول العاصمة أربيل وبالتالي ممارسة عمله كرئيس للبرلمان، وكان الرأي الحر في مناطق نفوذ حزبه مقموعاً، حتى إن العديد من الصحفيين اغتيلوا في مناطق نفوذهم، إضافة إلى عدم الاعتماد على القوى الذاتية للشعب ورهانه على تحالفاته مع تركيا وأمريكا أوقعته في وهم كبير.
البرزاني لم يعمل أي جهد في سبيل توحيد صفوف الشعب الكردي على مستوى باشور كردستان، ولطالما رفض نداءات حركة التحرر الكردستانية لعقد مؤتمر وطني كردستاني لمناقشة وضع استراتيجية موحدة للشعب الكردي وتوحيد صفوفه، ولهذا السبب استغلت الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط هذا الأمر وشنت هجوماً مشتركاً على باشور كردستان، ونحن نعلم الهجمات التركية المستمرة على روج آفا وشمال سوريا.
إن قيادة الحزبين «الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني» يتحملان بالقدر نفسه ما حدث بالفعل في باشور كردستان، واتهام أحد الطرفين بالخيانة، لا يعبر عن حقيقة الحال، فالطرفين لم يحاربا في كركوك وخانقين ومناطق في شنكال، وسلما تلك المناطق الكردستانية إلى بغداد، إذ لا يهمها سوى مصالحها الحزبية والعائلية فقط، واعتقدا إن رهانهما على واشنطن سيحقق لهما دولة على مقاسهما في المنطقة دون تقديم التضحيات اللازمة ودون الاعتماد على الذات.
إن الحزبين الحاكمين في باشور كردستان لم يعودا صالحين لإدارة الإقليم، وشعب باشور كردستان المعروف بتاريخه النضالي الكبير يستحق دماء جديدة، تحقق لهم تطلعاتهم، وتترجم ذلك التاريخ العريق من النضال على أرض الواقع، وإذا كان الحزبين يعتقدان بالفعل إنهما مؤهلان لقيادة المرحلة، فعليهما على الفور الاستجابة لنداءات حركة التحرر الكردستانية حول انعقاد مؤتمر وطني كردستاني للتباحث حول توحيد الصف الكردي وتحديد استراتيجية مشتركة للشعب الكردي.



#دلشاد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة القومية الشوفينية في مواجهة الشعوب
- دلشاد مراد تاريخ حافل، ونضال مستمر دون راحة
- تركيا والدبلوماسية الكاذبة
- الخطر التركي – الإيراني على شعوب الشرق الأوسط
- الأيديولوجية الفاشية التركية … توسع وإبادة الشعوب
- استفتاء 16 نيسان .. تعرية للدينوقومجية التركية
- الضربة الأمريكية وسبل الحل في سوريا
- حول ترخيص الأحزاب السياسية في روج آفا
- الضبط الدولي للحماقات الأردوغانية
- المؤتمر الثالث لاتحاد الإعلام الحر ... انطباعات وملاحظات
- النظام الاتحادي الديمقراطي (الفيدرالي المجتمعي) وأهميته لدى ...
- غضب الفرات ... بداية نهاية داعش
- الورطة التّركيّة في الشمال السّوريّ
- حوار مع رئيس حزب الحداثة والديمقراطيّة السّوريّ فراس قصاص
- ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -4
- ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -3
- مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -2
- مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -1
- حوار مع فوزة اليوسف عضوة الهيئة التنفيذية في المجلس التأسيسي ...
- إضراب سجن آمد 1982م ... رمزاً للمقاومة والحرية


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلشاد مراد - الحبل السري ما بين الخيانة والهزيمة