|
دلشاد مراد تاريخ حافل، ونضال مستمر دون راحة
دلشاد مراد
كاتب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 5639 - 2017 / 9 / 14 - 01:03
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع الصحفي الكردي السوري دلشاد مراد
عندما تنظر إليه لا أعتقد سيتكون لديك أدنى شك في براعته الصحفية؛ فحتى هيئته، ملامحه، طريقة الأخذ والعطاء لديه تدل على أنه حذقٌ في مهنته ذو خلفية ثقافية، فهو الذي وصل إلى إدارة روناهي الصحيفة بفضل اجتهاده ومهنيته، له تاريخ طويل في الصحافة مع أنه لم يدرسها. إنه دلشاد مراد الصحفي المتواضع الذي لا يحبذ الأضواء والشهرة، لكنه يعتبر عمله على رأس جميع أولوياته.
دلشاد المرن والسلس بتعامله، المحب للنقاش والمتقبل لغيره والمحترم لآرائهم مهما اختلفت مع آرائه، نعرفه لكم أعزاءنا القراء من خلال حوارنا هذا، فهلّموا نقرأ معاً هذا الحوار:
1ـ دلشاد مراد ذاك الشخص الهادئ والمعروف بتأنيه وحكمته، كيف تعّرفه أنت؟
ولدت في قرية كري شيرا في منطقة ديريك عام 1984م، من عائلة وطنية ميسورة مناصرة لحركة التحرر الكردستانية، ولا أزال أتذكر حتى الآن التدريب الذي تلقيته في صغري – كان ذلك في بدايات التسعينيات عندما كنت تلميذاً في المرحلة الابتدائية- مع أقراني من أطفال العائلات المناصرة للحركة بعيداً عن عيون العسس والشرطة المحلية التابعة للنظام البعثي في القرية.
كان التدريب متضمناً تعلم الأحرف والكتابة الكردية، ومعلومات عن التاريخ والجغرافية الكردستانية ونبذة عن تاريخ حركة التحرر الكردستانية، وبعض الأشعار من كبار القامات الأدبية الكردية، وشهادتي لذلك التدريب بأني استفدت منه كثيراً، وكان ذلك بداية تعرفي على فكر الحركة وقائدها عبدالله أوجلان.
في تلك الفترة كان أهالي القرية يشاركون في النشاطات الزراعية – وأقصد بذلك الحصاد الجماعي للمحاصيل- الداعمة للحركة، وقد شاركت مع رفاق لي في عددٍ منها، وفي إحدى الحقول قالت لنا جدتي الراحلة التي شاركت الأهالي في الحصاد الجماعي “سأخبركم لم نحن هنا، إن ما نقوم به هو من أجل أن نبني وطننا كردستان، نحن بهذا العمل نساعد قائدنا أوجلان على تسهيل عمله في قيادة الكرد نحو النصر”.
كما أتذكر مبادرتنا كشباب القرية بتحدي الشرطة المحلية والقيام باحتجاج ولكن بطريقتنا الخاصة بعيد عملية اختطاف واعتقال القائد أوجلان في 15 شباط 1999م، حيث أشعلنا النار في أعلى تل القرية وحفرنا اسم القائد أبو في جسم التل كتعبير عن ارتباطنا بفكر القائد وحركة التحرر الكردستانية، وعليه لاحقنا عناصر مخفر القرية، وكان ذلك أول تحد علني بالنسبة لي للنظام البعثي القائم.
ومنذ ذاك الوقت عاهدت في قرارة نفسي أن أدخل بقوة في الخط النضالي، ووضعت لنفسي برنامج ومنهج عمل يتضمن (التثقيف الذاتي من خلال مطالعة الكتب والصحف والمجلات، التعرف عن قرب على واقع الحركة السياسية الكردية ومتابعة مجريات الأحداث السياسية الكردستانية والسورية والعالمية)، وقد عملت على تطبيق هذا البرنامج طوال سنوات عديدة.
ما أود قوله في سرد هذا الكلام، إن امتلاك المرء في نشأته لروح المقاومة والتحدي والصبر والإرادة الحرة وبناء الذات، فلا بد أن يترك ذلك تأثيراً إيجابياً على شخصيته وسيرورة حياته وتأثيره في المجتمع دون أي شك.
2- كيف وصل دلشاد مراد إلى صحيفة روناهي حتى أصبح الآن في إدارتها؟
ما أوصلني إلى صحيفة روناهي هو في الحقيقة تلك الروح المتأثرة بفكر حركة التحرر الكردستانية، وقد كان تاريخ انضمامي للصحيفة بدءاً من العدد 70 في آذار 2013م، وذلك بعد أن عرض علي وفد ممثل عن إدارة الصحيفة العمل في الصحيفة، حيث وافقت على انضمامي للصحيفة، لأنتقل بعدها إلى مدينة قامشلو، كانت الصحيفة قد تأسست في حلب في تشرين الأول 2011م، وشكلت هيئة تحريرها في حلب وعفرين، وبانضمامي جرى فتح مكتب الصحيفة في الجزيرة وفي مدينة قامشلو بالضبط، والذي تحول فيما بعد إلى المقر الرسمي للصحيفة، وطوال الأعوام السابقة كنت أشرف على التحرير والإخراج وأمور أخرى ضمن مسؤوليتي كرئيس للتحرير في القسم العربي للصحيفة.
3- ماذا تعني روناهي الصحيفة لمراد؟
روناهي، ببساطة اعتبرتها كابنة لي، أو قطعة من جسدي، فقد قدمت إلى جانب رفاقي كداً وجهداً لا تقدر بثمن طوال السنوات السابقة في مسيرة الصحيفة وتطويرها، وكثيراً من المرات كنت أعمل من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة من صباح اليوم التالي دون أي راحة حتى أنتهي من إنجاز العمل وإرسال الصحيفة إلى المطبعة في الموعد المحدد، وكل ذلك في سبيل صدور الصحيفة في وقتها ووصولها إلى القراء دون تأخير. أجل، فعندما تكون لديك بصمة مؤثرة على صحيفة تتطور وتكبر يوماً بعد يوم أمام عينيك، فبكل تأكيد ستحس إنها جزء منك.
ولكن مهما يكن، فالظروف هي التي تحكم على وجود المرء في مؤسسة أو موقع ما، وأنا مستعد دوماً أن أساهم بكل قوتي وإمكاناتي في موقع آخر يتطلب وجودي هناك في سياق ثورة الحرية التي ستحقق آمال وطموحات جميع شعوب المنطقة.
4- الماضي القديم هل له تأثير على مراد ونجاحه في مهنة الصحافة؟ وما قصة صحيفة القرية؟
نعم كان له تأثير كبير على نجاحي في مهنة الصحافة، فقبل أن أنضم إلى صحيفة روناهي بسنوات عديدة كنت ناشطاً بالفعل في الشأن العام الكردي، وخاصة بعد انتقالي من القرية إلى دمشق بغرض الدراسة الثانوية وبعدها الجامعية، تأثرت كثيراً بالانتفاضة الآذارية 2004م التي أعطت الشبيبة زخماً كبيراً للعمل في الشأن العام والدخول في الخط النضالي، حتى إن أول تجربة صحفية لي كانت قيامي في شهر أيار 2004م بكتابة نسخة واحدة من نشرة مناهضة للنظام السوري وأتذكر إني اخترت لها اسم “البعوض” إشارة إلى دورها في لسع النظام وفضح سياساتها القمعية تجاه الشعب الكردي، عرضت النشرة على زملائي في الجامعة، ولكن لم أستطع إصدار عدد آخر منها بسبب بطش النظام وعدم توفر أي إمكانيات مادية للاستمرار بالنشرة، وفي منتصف 2005 أصدرت نشرة أخرى وبعددين فقط باسم مجلة آفشين، لكن هذه المرة طبعت عدة نسخ منها ووزعتها على زملاء لي في الجامعة. وفي بداية عام 2006 حاولت تأسيس وكالة للأنباء في روج آفاي كردستان باسم “آفشين” ووزعت بيان تأسيسي لها على موقع ريزكار (الحوار المتمدن حالياً) وعدة نسخ في كليات الجامعة، ولكن بقيت الوكالة حبراً على الورق، ولم أتمكن من تفعيلها على الأرض.
بالنظر إلى تلك التجارب الثلاث وعلى الرغم من اندفاعي الحماسي، وعدم التخطيط الجيد لها، إلا إنني استخلصت نتائج إيجابية منها كان لها تأثير في نجاح خطوات لاحقة.
في نيسان 2007م أسست جمعية شبابية طلابية باسم “جمعية روجدا للثقافة الكردية”، وتمكنت هذه الجمعية من تنفيذ بعض من برامجها في مدة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر كإقامة دورات في اللغة الكردية وتوزيع منشورات وغيرها، كان من بين برامج الجمعية إصدار نشرة أو جريدة باسم الجمعية، ولكن ملاحقة وتهديدات الأمن السياسي التابع للنظام ومضايقتهم لأهلي والتوقيف الأمني لمرتين بحقي في شهر آب 2007م، أجبرتني على حل الجمعية وإيقاف نشاطها.
عند اندلاع الاحتجاجات في سوريا في آذار 2011م كنت لا أزال أقيم في دمشق، طالباً في السنة الثالثة – كلية الاقتصاد بعد تخرجي من المعهد التجاري بدمشق. اعتبرت ذلك حدثاً غير عادياً وإن البلاد أمام تغييرات كبيرة قادمة، ولذلك أوقفت دراستي الجامعية وقررت إصدار صحيفة الكترونية باسم “آزادي – الحرية” وعلى نفقتي الشخصية وبشكل سري للغاية، وهي أول صحيفة تصدر بعد اندلاع الأزمة السورية في آذار 2011. كنت في الصباح أذهب إلى عملي وفي المساء اشتغل على إعداد وتنظيم مواد الصحيفة.
في تموز 2012م عدت أدراجي إلى مسقط رأسي- قريتي- بعد أن أقمت في دمشق بين عامي 2000-2012م، أي طوال 12 عاماً، بعد تدهور الوضع الأمني في دمشق، وفي القرية لم أتمكن من الاستمرار بإصدار صحيفة آزادي كونها اعتمدت على وسيلة الأنترنيت في النشر. وفيما بعد تمكنت من استئناف إصدار صحيفة آزادي- الحرية حتى آذار 2015م تاريخ توقفها، وقد أخذت هذه الصحيفة رخصة رسمية من اتحاد الإعلام الحر في العام 2014م.
وهناك صحيفة بينوسا نو التي لاتزال مجموعة “الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد” الموجودين في الخارج تصدرها، فقد ساهمت بدرجة كبيرة في تأسيسها في أيار 2012 وتركتها بعيد رجوعي من دمشق إلى مسقط رأسي.
في القرية وبعد أن تركت صحيفة بينوسا نو وأوقفت صحيفة آزادي- الحرية بشكل مؤقت، قررت إصدار أول تجربة صحفية مطبوعة وهي جريدة باسم القرية في مطلع آب 2012م وكانت عبارة عن صفحتين من الورق الصغير، كنت أطبعها على طابعة صغيرة خاصة بي، بين 70-100 نسخة للعدد الواحد وكان يتم توزيعها على كافة عائلات القرية وعدة نسخ كانت توزع على طلبة ومعلمين كانوا يأتون إلى مدارس القرية من القرى المجاورة.
كانت لهذه الصحيفة وقع خاص علي في الحقيقة، وإن كانت بحجم صغير وتوزع ضمن دائرة جغرافية ضيقة، حتى إني اعتبرها نموذج الصحافة المثالية، فقد حظيت هذه الصحيفة الصغيرة على تقبل كل عائلات القرية ومن جميع التيارات السياسية الموجودة فيها، واستطاعت من العدد الأول إحداث تغيير كبير في نفسية أهالي القرية، وتعرضت على إثر بعض المواضيع التي طرحت في الصحيفة إلى تهديدات من مسؤولين محليين لحزبين كرديين -لا أود ذكرهما هنا، ولكن تعاطف أهالي القرية كانت أقوى من تلك التهديدات. وعندما جرى توزيع العدد الأول على الأهالي، كانت العائلات المنحازة للأنكسي ترد على موزع الصحيفة فيما إذا كانت هذه الصحيفة تابعة للآبوجيين، والعكس كان أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي يتساءلون فيما إذا كانت هذه الصحيفة تابعة للأنكسي. ولكن بعد قراءتهم للصحيفة أبدى الجميع تقبلهم للصحيفة، حتى إن موزعي الصحيفة كانوا يتلقون في الأعداد التي بعدها دعوات للجلوس في المنزل وشرب الشاي وإلى ما ذلك، ومن إحدى الطرائف المتعلقة بالصحيفة وبعد أن تم نشر مادة عن فوائد العنب، قام عدد كبير من كبار القرية بزيارة منزلنا، قائلين جئناكم لنتذوق عندكم “العنب” نظراً للفوائد الكبيرة لها كما نشرتم في صحيفة القرية.
لقد تعدت تأثير هذه الصحيفة جغرافية القرية وقام أهالي القرى المجاورة بإصدار صحفها المحلية محاكاة لصحيفة القرية، أي أنها كانت سبباً لنهضة ثقافية في رقعة جغرافية محددة.
لم تدم الصحيفة سوى ستة أعداد، حيث كان وفود صحيفة روناهي في تلك الفترة تعرض علي العمل في الصحيفة، وفي النهاية وافقت على الانضمام لصحيفة روناهي، وبسبب انتقالي إلى قامشلو في آذار 2013م أسدلت الستار على مسيرة صحيفة القرية أيضاً.
5- ماذا عن مسيرتكم في الكتابة؟
بالتزامن مع التجارب الصحفية التي كنت أقوم بها بعيد الانتفاضة الآذارية بدأت بكتابة مقالات سياسية في المواقع والصحف الحزبية الكردية، ونظراً لكون التعرف عن قرب على واقع الحركة السياسية الكردية وتحليلها كان من ضمن مقدمة اهتماماتي كما ذكرتها لكم، فقد عملت طوال سنتي (2009-2008)على معالجة المعلومات المتوفرة لدي في كتابة دراسة موسعة بعنوان “خارطة التنظيمات الكردية في سوريا”، إذ إنها أساساً تعتبر تأريخاً للحركة السياسية والمجتمعية الكردية في روج آفاي كردستان وخارجها خلال السنتين المذكورتين، وقد نشرت هذه الدراسة في المواقع الكردية وكان لها تأثير بالغ في مجريات الأحداث لعدد من الأحزاب الكردية حتى سرب إلي إن أحزاباً كانت تعقد اجتماعات مكاتبها السياسية للنقاش في مضمون ما ورد في دراسة الخارطة، وأحد الأحزاب قامت بطباعة الدراسة بمئات النسخ ووزعت على أعضائها.
في بداية عام 2011م كان من المقرر أن أنشر خارطة 2010 للتنظيمات الكردية، وعلى الرغم من إني عملت على جزء منها، إلا إن تطورات الأوضاع في سوريا واندلاع الاحتجاجات والثورة في سوريا، دفعتني لتجميد تلك الدراسة مؤقتاً والالتفات إلى التطورات الجديدة. والانتقال مرة أخرى إلى مجال الصحف.
سأقوم في وقت قريب باستئناف كتابة الدراسة السابقة الذكر وتدوينها في كتاب مطبوع، وكذلك لدي دراسة في تاريخ الصحافة الكردية في روج آفاي كردستان سأقوم بتوسيعها وطباعتها ككتاب، وهناك عشرات من المقالات منشورة في صحيفة روناهي ومجلة الشرق الأوسط الديمقراطي ومواقع وصحف أخرى.
6– كيف تجد مهنية الصحافة الكردية؟ وما أبرز معوقاتها حسب وجهة نظر مراد؟
الصحافة الكردية في وقتنا الحالي يمكن أن نطلق عليها بالجيل الثالث أو أنها تمر في مرحلة ثالثة بعد صحافة العائلة البدرخانية في النصف الأول من القرن العشرين، والصحافة الحزبية والسرية في النصف الثاني من القرن العشرين. هنا لا يمكن الربط بين تلك الأجيال أو المراحل لأن لكل منها ظروفها الخاصة بها، ومنقطعة عن أخرى، ولذلك ليس من الصواب تقييم صحافتنا اليوم ومقارنتها بالمراحل الأخرى.
الصحافة الكردية في يومنا – مرحلتها الثالثة- هي في بدايتها، ولذلك من الطبيعي أن نجدها بمستوى لا تلبي المأمول منها، ثم إن هناك إشكالية في مفهوم المهنية، فهناك من يعتبر الحيادية العنصر الفاعل في مهنية الصحافة، فيما هي في الحقيقة أخطر تهديد تواجه صحافتنا، فمن خلال هذا المصطلح والعمل عليه ابتعد إعلاميون كرد كثر عن ثورة شعبهم وأصبحوا بيادق في خدمة أعداء قضيتهم وشعبهم، ولعل ظهور القسم الكردي في قناة أورينت لصاحبه الداعشي غسان عبود خلال السنوات السابقة مثال ساطع على ما أقوله. وهناك مؤسسات إعلامية عديدة تعمل في روج آفا وتسير على خطا الحيادية وهي في الحقيقة مؤسسات ممولة من منظمات خارجية مشبوهة الهوية والتوجه.
المهنية الحقيقية التي نسعى إليها في صحافتنا هي قدرتنا على أن نجعل منها منبراً للثقافة والقيم والأخلاق المجتمعية للشعب الكردي والشعوب الأخرى المتعايشة معه وكذلك للإيديولوجية الأكثر كفاءة في تحقيق الحرية والديمقراطية المنشودة في المنطقة، وصدى للواقع المجتمعي والقدرة على استخلاص مشكلات المجتمع ونقل قضاياه وطرح الحلول الأكثر كفاءة، وكل ذلك ضمن ضوابط وقواعد أخلاقية، وضمن أسلوب لغوي رصين وغير معقد وواضح.
يمكن القول إن مهنية الصحافة الكردية تظهر بشكلها الساطع في مدى قدرة المؤسسة الإعلامية على طرح الإيديولوجية التي تحملها أو التي تؤيدها بأسلوب أكثر كفاءة وأكثر تقبلاً من الرأي العام. وبعبارة أبسط المهنية في الصحافة هي القدرة على التأثير في المجتمع.
أما أبرز معوقات الصحافة الكردية من الناحية الشخصية المسلكية هي في ضعف أداء العاملين في المؤسسات الإعلامية، السطحية والشخصنة في طرح المواضيع والآراء، استغلال مهنة الصحافة في أمور أخرى، وتدني في الثقافة والمعرفة والأنانية والنرجسية لدى كثير من العاملين. ومن الناحية التقنية فإن عدم قدرة المطابع الموجودة على طباعة الصحف اليومية يعتبر معوقاً للانتقال إلى مرحلة الصدور اليومي في الصحف المحلية.
7– واقع الإعلام هل خطا خطوات نوعية مقارنة مع بداية ثورة 19 تموز؟
نعم، هناك تطور واضح وملموس في واقع الإعلام منذ بداية ثورة 19 تموز، إذ ترسخت المؤسساتية الإعلامية، وبدأ العمل الصحفي التخصصي، وأخذ الإعلام يجد صداه لدى الرأي العام، والصحف أخذت تصدر بالقياس الكبير المتعارف دولياً بعد أن كانت بالورق الصغير في بداية الثورة، وأصبحت لدينا إذاعة أو أكثر في كل منطقة، ولعل أكثر تطور ملحوظ هو في تنظيم وترسيخ الإعلام الخاص بالمرأة في روج آفا، وهناك خطوات إعلامية نوعية مرتقبة قريباً كإطلاق قناة إخبارية باللغة العربية (قناة اليوم)، وربما نشهد خطوة مماثلة في إصدار صحيفة إخبارية جديدة باللغة العربية تمثل تطلعات الشعوب السورية كافة.
8- غالباً ما يعد مراد بحوثاً ومقالات تحليلية عن الوضع السوري والروج آفايي خصوصاً، فأين هي سوريا
-بشكل مقتضب- حسب وجهة نظر مراد، وماذا تعني الفيدرالية الديمقراطية بالنسبة للوضع السوري؟
سوريا الآن تزيل عن نفسها الوشاح الأسود – الداعشي- والأطراف التي راهنت على الدعم التركي وأصبحت أداة لخدمة التوسع والاحتلال التركي في سوريا، سوف تخسر في النهاية، لأن الشعوب السورية لم تراهن يوماً على الاحتلال الأجنبي، الرقة هي في طريقها إلى التحرير الكامل والوضع في الشهباء وإدلب ودير الزور لن يبقى على حالها. والنظام البعثي ستكون مجبرة على تأقلم نفسها وتغيير سياساتها في هذا الخضم والتغييرات الجوهرية الحاصلة في الوضع السوري.
إن تطورات الأحداث في سوريا تتجه إلى توافقات محلية ودولية على فدرلة سوريا، والانتقال بها من نظام الحزب الواحد والقومية الواحدة إلى نظام فيدرالي أو كونفيدرالي. وقد بدأت فيدرالية شمال سوريا تنظم نفسها تدريجياً، وهي تحضر نفسها للاستحقاقات الانتخابية في الأشهر القادمة.
النظام الاتحادي الديمقراطي (الفيدرالية المجتمعية) نظام إداري سياسي مجتمعي يتمتع فيه جميع المكونات والشعوب بهويتها وخصوصيتها بصورة أشمل وفي كافة المجالات والأصعدة، ضمن حالة نموذجية من التعايش السلمي والإخاء الإنساني، ولهذا يعتبر الحل الأكثر قابلية للتحقيق على أرض سوريا والمنطقة عموماً. فالحل القوموي أو الطائفي في سوريا، حل عقيم لأنه سيزيد من الكراهية بين الشعوب والمكونات، وبالتالي إدامة الحرب الأهلية ومزيد من إراقة الدماء وتدمير البنى التحتية وتشريد الشعوب.
حاورته: سيدار رمو / صحيفة الاتحاد الديمقراطي - سوريا العدد 187
#دلشاد_مراد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركيا والدبلوماسية الكاذبة
-
الخطر التركي – الإيراني على شعوب الشرق الأوسط
-
الأيديولوجية الفاشية التركية … توسع وإبادة الشعوب
-
استفتاء 16 نيسان .. تعرية للدينوقومجية التركية
-
الضربة الأمريكية وسبل الحل في سوريا
-
حول ترخيص الأحزاب السياسية في روج آفا
-
الضبط الدولي للحماقات الأردوغانية
-
المؤتمر الثالث لاتحاد الإعلام الحر ... انطباعات وملاحظات
-
النظام الاتحادي الديمقراطي (الفيدرالي المجتمعي) وأهميته لدى
...
-
غضب الفرات ... بداية نهاية داعش
-
الورطة التّركيّة في الشمال السّوريّ
-
حوار مع رئيس حزب الحداثة والديمقراطيّة السّوريّ فراس قصاص
-
ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -4
-
ملخّص لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -3
-
مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -2
-
مختصر لكتاب -ثلاثة وثلاثون يوماً في الطوفان- -1
-
حوار مع فوزة اليوسف عضوة الهيئة التنفيذية في المجلس التأسيسي
...
-
إضراب سجن آمد 1982م ... رمزاً للمقاومة والحرية
-
النظام الاتحادي الديمقراطي ... ماهيته وأهميته في حل الأزمة ا
...
-
النظام الاتحادي الديمقراطي ... ماهيته وأهميته في حل الأزمة ا
...
المزيد.....
-
-كلّف العرب كثيرًا-.. أنور قرقاش يثير تفاعلًا بتدوينة عن زمن
...
-
خبيرة بشؤون الشرق الأوسط تنتقد أمريكا بسبب الصراع في لبنان:
...
-
ألقى خطبة الجمعة.. خامنئي: نصرالله قدّم خدمة للمنطقة كلها وه
...
-
الأمن الروسي يعلق على تفجيرات البيجر في لبنان
-
بيان مصري سعودي حول الأوضاع في لبنان وغزة
-
مقتل ضابط أمن بمحطة زابوروجيه الكهروذرية بتفجير سيارته
-
لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسر
...
-
خامنئي: الأعداء لن يحققوا النصر أبدا على حماس وحزب الله
-
الديمقراطيون يسعون لاستعادة دعم المسلمين بعد تراجع تأييدهم ب
...
-
هل لا يزال ماسك يلاحق حلمه بتصنيع سيارات أجرة -آلية-؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|