الأرض والإنسان

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 5813 - 2018 / 3 / 12 - 22:07
المحور: الادب والفن
    

عندكم الأرضّ أهمّ من الإنسان، تضحوّن بالإنسان لتبقى الأرض حكايات لا يرويها الإنسان.
فتولد أرضكم أرضا جديدة، ولكنها يتيمة دون إنسان.
وعندي الإنسان أهم من الأرض، يهاجر فيمتطي أرضاً جديدة ولود فتخلد حكاية الأرض والإنسان معا.
الأرض تنادي: "أنا باقية حتى انطفاء الشمس".
والإنسان يصرخ: "سأضحّي حتّى أفنى قبل أواني".
الإنسان ولود، والأرض عاقر.
*
الإنسان يمتلئ انسانية عندما يلازم الغني، ويقنعه بإعطاء الفقير حقه.
الإنسان يمتلئ مجداً عندما يلازم الفقير؛ لينزع له حقّه من الغني.
الإنسان يمتلئ حكمة في هجرته عندما الكثرة تغلب الشجاعة.
*
الأرض تمّل من الإنسان الذي يتحوّل إلى اساطير وغذاء للنباتات والأشجار في ساحات الوغى الوهمية.
الأرض تكره الإنسان الذي يقول لها: "بالأمس كنّا، واليوم انظري إلى حالنا، فلنكن كما الأمس".
الأرض كالحياة متى ما عبست في وجه الإنسان عليه أن يتخلى عنها، وأينما ضحكت له، فعلى الإنسان أن يمتلكها، ويقول لها حينئذ: "غدا سنكون".
*
الإنسان الذي يشعر بكيانه على أرض ما يبلغ الكمال فيها، ويبني الأوطان عليها.
الإنسان الذي لا يشعر بإنسانيته على أرضه عليه أن يغيّر مقامه حتى يبلغ محجته.
إن كان هنا ظلام، فهناك نور، وهنالك شمس.
إن كان هنا ظلم، ففي مكان آخر ستجد العدالة.
أيها الإنسان:
"متى ما اخضوضر أرضك، وبلغ الربيع نيسانه، ومحي من صيفه آبه، وتراقصت الشقائق مع النسائم، وسرحت الثعالب مع الحمائم. يحق لك العودة إلى أرض وطنك لتبدأ من جديد".
*******

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل